تفاقم الوضع بشكل كبير في شمال شرق الكونغو الديمقراطية، التي تشهد أعمال عنف كبيرة، بعد سيطرة عناصر حركة 23 مارس المسلحة المدعومة من رواندا، على مناطق حيوية في إقليم شرق الكونغو الغنى بالمعادن.
وخلال الاشتباكات الدامية، قامت حركة 23 مارس المسلحة، بمحاصرة جنود تابعين لبعثة قوات حفظ السلام، لمجموعة تنمية الجنوب الافريقى "سادك"، والتي يعتبر أغلب قوامها من دولة جنوب افريقيا، وهو ما دعا رئيس رواندا كاجامى بتوجيه اتهام لبريتوريا أنها سبب في تصعيد حدة الصراع في المنطقة.
ومن جهتها قالت القوات المسلحة في جنوب افريقيا، إن الأمم المتحدة قامت بإجلاء مجموعة من جنود حفظ السلام الجنوب أفريقيين المصابين بجروح خطيرة والذين أصيبوا في القتال في شرق الكونغو قبل شهر.
وقال المتحدث باسم قوات الدفاع الوطني في جنوب أفريقيا سيفيوي دلاميني، إن الجنود عادوا إلى جنوب أفريقيا، لكنه لم يذكر عدد الذين أعيدوا إلى وطنهم، وأضاف أنهم كانوا يتلقون العلاج في مستشفى بمدينة جوما التي يسيطر عليها المتمردون في شرق الكونغو، وفقا لصحيفة أفريكا نيوز.
وكانت مدينة جوما التي يقطنها مليونا نسمة قد سيطر عليها متمردو حركة 23 مارس المسلحة المدعومة من رواندا في يناير، في إطار هجوم مستمر في شرق الكونغو الغني بالمعادن، وهو ما أثار قلق بعض أفراد المجتمع الدولي، وكانت الأمم المتحدة قد دفعت باتجاه إعادة تشغيل مطار جوما.
ويدعم متمردو حركة 23 مارس، نحو أربعة آلاف جندي من رواندا، طبقاً لخبراء الأمم المتحدة، وهم الآن يحتلون جوما وبوكافو، أكبر مدينتين في شرق الكونغو، وتقول الكونغو إن هجومهم السريع أسفر عن مقتل نحو سبعة آلاف شخص.
وقالت قوات الدفاع الوطني الجنوب أفريقية إن مجموعة أخرى من الجنود من المقرر أن تعود إلى ديارها في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وقال مسئول من النقابة التي تمثل أعضاء القوات المسلحة لوسائل الإعلام في جنوب أفريقيا إنه تم إجلاء أكثر من 100 جندي جنوب أفريقي مريض ومصاب، وأن ثلاثة منهم يحتاجون إلى عناية طبية عاجلة.
وقالت بيكي جريف، السكرتيرة الوطنية لاتحاد الدفاع الوطني في جنوب افريقيا، إن الجنود تم إجلاؤهم عبر رواندا المجاورة.
وقُتل 14 من قوات حفظ السلام الجنوب أفريقية في يناير خلال المعارك بين قوات الحكومة الكونغولية ومتمردي حركة 23 مارس.
وقال وزير الدفاع الجنوب أفريقي في ذلك الوقت إنهم وقعوا في مرمى النيران المتبادلة بينما كان المتمردون يتقدمون نحو جوما، وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا في وقت لاحق إنهم قُتلوا في هجمات للمتمردين على قوات حفظ السلام. وقد أعيدت جثث هؤلاء الجنود الأربعة عشر بالفعل إلى أوطانهم.
وقال متحدث باسم حركة 23 مارس، الاثنين إن ما يصل إلى 300 جندي من جنسيات مختلفة غادروا شرق الكونغو الديمقراطية هذا الأسبوع، ومن بينهم جنود من جنوب أفريقيا مصابون.
وأصبح الدور الذي تلعبه جنوب أفريقيا في قوة حفظ السلام التابعة للجنوب الأفريقي في الكونغو محل تدقيق في الداخل الجنوب الإفريقي، حيث تساءلت الأحزاب السياسية واتحاد القوات المسلحة الوطنية عما إذا كان الجنود قد تم تجهيزهم وإعدادهم بشكل صحيح.
كما أثارت مسألة انضباط القوات الجنوب أفريقية تساؤلات، فقد تم استدعاء مجموعة من الجنود إلى جنوب أفريقيا في عام 2023 بعد اتهامهم بارتكاب أفعال خطيرة من سوء الانضباط وسوء السلوك في تقرير للأمم المتحدة.
وتضم القوة الأفريقية الجنوبية أيضًا جنودًا من مالاوي وتنزانيا وكان من المفترض أن تحل محل قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في شرق الكونغو، وقد تم تأجيل الانسحاب المخطط له للقوة التابعة للأمم المتحدة، المعروفة باسم مونوسكو.
وقُتل ما لا يقل عن ثلاثة جنود مالاويين في معارك شرق الكونغو في يناير، وقال الرئيس المالاوي لازاروس تشاكويرا إن بلاده تستعد لسحب قواتها.