تلعب صناعة السياحة دورًا كبيرًا في الاقتصاد المصري، حيث تعتبر من القطاعات الحيوية التي تساهم في توفير فرص العمل وتعزيز الإيرادات من العملات الأجنبية.
في هذا السياق، تتمتع مصر بتراث سياحي وثقافي غني، بما في ذلك الفنادق التاريخية التي تعد جزءًا لا يتجزأ من هوية البلاد.
تعد فنادق مثل فندق كونتيننتال في وسط القاهرة وفندق شبرد على كورنيش النيل من أبرز الفنادق التاريخية التي تسهم في جذب السياح، سواء من داخل مصر أو من خارجها.
من خلال الشركة القابضة للسياحة والفنادق التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، يتم تطوير وتجديد هذه الفنادق التاريخية بما يضمن الحفاظ على هويتها الفريدة وفي الوقت ذاته تقديم مستوى عالٍ من الخدمات العصرية.
في هذا التقرير، سنستعرض أهمية تطوير هذه الفنادق وتأثيرها على السياحة في مصر ودورها في رفع مستوى الخدمات الفندقية.
تطوير فندق كونتيننتال في وسط القاهرة
يعد فندق كونتيننتال في وسط القاهرة واحدًا من أعرق الفنادق في مصر، حيث تم افتتاحه في أوائل القرن العشرين، ويعكس تاريخ المدينة وتطورها. في إطار خطة تطوير الفنادق التاريخية، شهد فندق كونتيننتال عملية تجديد شاملة تهدف إلى تحديث البنية التحتية والمرافق مع الحفاظ على الطابع المعماري الكلاسيكي للفندق.
ويشمل التطوير تجديد الغرف والمرافق العامة بما يتماشى مع المعايير العالمية، مما يتيح للزوار تجربة فاخرة ومريحة مع الاستمتاع بأجواء تاريخية تعكس عراقة القاهرة.
وفى تصريحات سابقة ل" اليوم السابع" قال الدكتور عمرو عطية، الرئيس التنفيذي العضو المنتدب للشركة القابضة للسياحة والفنادق، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام، إن الرؤية الجديدة تركز على الاستفادة من الأصول الهامة وتمويلها ذاتيا، لا سيما في ظل وجود سيولة كافية لعمليات التطوير، ومنها تطوير فندق كونتيننتال التاريخي في منطقة الأوبرا بوسط البلد ذاتيا؛ للاستفادة من 10 آلاف متر، وكذلك في تدشين مول تجارى كبير في منطقة من أهم المناطق التجارية في مصر .
أشار عمرو عطية فى تصريحات لـ" اليوم السابع" إلى أن تطوير الفندق ذاتيا وتدشين المول والمحال التجارية، سيجلب مبالغ تتراوح من 5 لـ 6 مليارات جنيه، وبالتالي فإن الجدوى من تطوير الفندق والمول ذاتيا أفضل بكثير من الشراكة عليه، خاصة أن هناك بعض التحديات في بعض مشروعات الشراكة السابقة وتطويرها ذاتيا كان سيكون أفضل وأسرع .
وكانت خطة تطوير الفندق مبنية على انشاء مشروع فندقى بطاقة فندقية تبلغ 230 غرفة وجناح على مساحة 10733م2 ، و يضم مجموعة من قاعات المؤتمرات (عدد 1 قاعة سعة القاعة 714 فرد + عدد 1 قاعة سعة القاعة 514 فرد + عدد 6 قاعات بإجمالى سعة القاعات 657 فرد تقريبا وتستخدم منفردة).
كما يضم مساحات إدارية تبلغ حوالى 5100 م2، ومجموعة محلات تجارية تبلغ مساحتها الإجمالية 1259م2، وكازينو، وموقف انتظار للسيارات سعة 540 سيارة تقريباً، وتبلغ التكلفة التقديرية للمشروع 2.13 مليار جنيه بدون قيمة الأرض.
تطوير فندق شبرد على كورنيش النيل
يقع فندق شبرد في موقع مميز على كورنيش النيل، ويعتبر من أقدم الفنادق الفاخرة في مصر. تاريخيًا، ارتبط هذا الفندق بالعديد من الشخصيات البارزة والأحداث التاريخية، مما يجعله نقطة جذب سياحي رئيسية. من خلال عملية التطوير، تم تحديث تصميم الفندق بشكل يعكس فخامة الماضي مع لمسات عصرية تواكب متطلبات الزوار المعاصرين.
ويشمل التحديث الجديد في فندق شبرد تجديد الغرف والمطاعم، بالإضافة إلى تجديد المساحات العامة مثل اللوبي والصالات. كما تم تعزيز خدمات الاستقبال والضيافة بما يتماشى مع معايير الفنادق العالمية، مما يساهم في رفع مستوى الراحة والرفاهية للضيوف.
من خلال تطوير فندق شبرد، يصبح الفندق واحدًا من أبرز الوجهات للسياح الباحثين عن تجربة فاخرة في مصر. يوفر الفندق بيئة تجمع بين الأناقة الكلاسيكية والتجهيزات الحديثة، وهو ما يعزز جاذبيته للسياح من فئة الرفاهية.وتتم عملية التطوير بشراكة سعودية وبشركة ادارة عالمية .
أهمية الفنادق التاريخية في جذب السياحة لمصر
تحمل الفنادق التاريخية مثل فندق كونتيننتال وفندق شبرد إرثًا ثقافيًا ومعماريًا يعكس تطور مصر خلال القرن العشرين. زيارة هذه الفنادق تمنح السياح تجربة فريدة تجمع بين التاريخ والحداثة، ما يجعلها وجهات مثالية للسياح الذين يبحثون عن تجربة ثقافية غنية.
كما تعد الفنادق التاريخية وجهات مفضلة للسياح الأثرياء ورجال الأعمال الذين يفضلون الإقامة في أماكن تجمع بين الفخامة والتاريخ. هذه الفنادق تشكل نقطة جذب قوية لفئة السياحة الفاخرة، وهي عنصر أساسي في تعزيز صناعة السياحة الفاخرة في مصر.
وتسهم الفنادق التاريخية تسهم في جذب السياح المحليين والدوليين على حد سواء. مع تحسين الخدمات والارتقاء بالمرافق، يمكن لهذه الفنادق أن تجذب أعدادًا أكبر من الزوار، سواء للسياحة الثقافية أو السياحة الترفيهية. وجود هذه الفنادق في قلب القاهرة وكورنيش النيل يساهم في تعزيز مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية.
دور الشركة القابضة للسياحة والفنادق في تحسين القطاع
تقوم الشركة القابضة للسياحة والفنادق، التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، بدور كبير في تطوير وتحديث الفنادق التاريخية بما يضمن تحسين مستوى الخدمات وجذب المزيد من السياح.
كما يعد تطوير الفنادق التابعة لها جزءًا من استراتيجية الحكومة لتعزيز قطاع السياحة وزيادة إيرادات الدولة من العملة الأجنبية ، من خلال تحديث البنية التحتية للفنادق القديمة، تساهم الشركة في رفع قدرة القطاع الفندقي على المنافسة عالميًا. هذا يشمل تحديث غرف الضيوف، تطوير المطاعم والخدمات الإضافية مثل مرافق الأعمال والصحة، مما يعزز من جاذبية هذه الفنادق للسياح الدوليين.
ويعزز تطوير الفنادق التاريخية من قدرة مصر على جذب السياحة الأجنبية، وهو ما يسهم في تعزيز الإيرادات القومية من السياحة. كما يوفر فرص عمل جديدة في مجال الضيافة والصيانة والخدمات، مما يساهم في تحسين الوضع الاقتصادي في المناطق السياحية.
وتعتبر فنادق مثل كونتيننتال وشبرد جزءًا من هوية مصر السياحية والتاريخية، وأهمية تطوير هذه الفنادق تكمن في قدرتها على جذب السياح، سواء من الداخل أو الخارج. من خلال التحديث المستمر للبنية التحتية والخدمات، يمكن لمصر تعزيز مكانتها كوجهة سياحية متميزة على المستوى العالمي. كما أن دور الشركة القابضة للسياحة والفنادق في تطوير هذه الفنادق التاريخية يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق أهداف الدولة في قطاع السياحة، مما يساهم بشكل فعال في دفع عجلة النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة.