مجدى أحمد على

مجدي أحمد علي.. يا سينما يا غرامي.. أحمد زكي 4

الإثنين، 24 فبراير 2025 02:44 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أصبح أحمد زكي صديقا في بعد أن عملت كمساعد مخرج في فيلمين مهمين في تاريخه الأول هو (زوجة رجل مهم) الذي أزعم أن علاقتي الممتدة مع محمد خان خفقت كثيراً من التوترات التي كانت كثيرا ما تنفجر بين أحمد ومحمد.. أحمد الفنان المنفلت بأدائه العفوي وموهبته الفطرية وخان الإنجليزي المنضبط الذي لا يسمح لعواطفه أن تجرفه ولو ميللمتر واحد عن طريقة المرسوم الي يخلق له عالمه الخاص بصرف النظر عن طبيعة الموضوع وحتى عن شخصية الممثل وكان في هذا يشبه كثيراً أسلوب يوسف شاهين في النظر إلى دور (الممثل) وفي العمل داخل رؤية شاملة لا وجود لها خارج وجدان المخرج وفي إطار ثقافته الاجتماعية والمهنية.


أما الفيلم الثاني فكان (الباشا) من اخراج طارق العريان وكان يشاركه البطولة محمود حميدة ومنى عبدالغني.. وكان من كتابه (سامح الباجوري) – وأظنه لم يكتب غيره – فكانت تجربة جعلتني أكثر قرباً من زكي حيث كان يطلب مني - طبعاً بموافقة طارق – أن أراجع كل مشهد قبل تمثيله لضبط الحوار أو حتى تغييره بالكامل واقتراح بعض المشاهد الرابطة بين أجزاء السيناريو فكان أن توطدت علاقتنا لدرجة بوح أحمد لي بعلاقة حب مع نجمة شهيرة وإن كان أحمدقد ضيعها بسرعة بسبب توتره وغيرته المفرطة.. كان (الباشا) فيلما مهما في مسيرة طارق العريان لم يبخل فيه المنتج رياض العريان على ابنه الذي كان يخوض التجربة الثانية مع أحمد بعد (الامبراطور) ومعهما محمود حميدة أيضاً.. ولحسن الحظ كنت للمرة الثانية – أهدأ من التوترات الناشئة بين الاثنين.. ذات مرة رفض محمود حميدة أن (يضربه) أحمد زكي قرب نهاية الفيلم بعد اقتحام (الكبارية) وتحطيمه ورغم أن المشهد كان أصيلاً في السيناريو الذي قبله حميدة ووقع العقد على أساسه إلا أنه أصر..

وجاءني طارق حائراً يسألني عما يجب فعله فأشرت عليه بأن يستدعي والده المنتج رياض العريان الذي سبق أن أقنع منى عبدالغني بقبول أداء (شبه) قبله من محمود حميدة ضمن أحداث الفيلم.. وجاء رياض العريان غاضباً وعنفَّ محمود بشدة أمام الجميع وهدده بكلمات قاسية فانصاع حميدة وتم تصوير المشهد الذي كان آخر أيام التصوير في هذا الديكور البديع الذي أنجزه الفنان الفقيد رشدي حامد أحد أهم مهندسي الديكور في تاريخ السينما المصرية.


ومرت الأيام حتى فوجئت باتصال تليفوني من سامي العدل الذي كنت أعرفه معرفة سطحية يطلب مني الحضور إلى مكتبه للحديث عن عمل جديد فذهبت لأجد أحمد زكي مع سامي ومحمد العدل يعرضون علي إخراج فيلم (البطل) من كتابه مدحت العدل بعد أن أعتذر (طارق العريان) لأسباب أظنها متعلقة بتعود طارق العريان على (بذخ) انتاجي يتجه له والده لم يعتقد أن (سامي العدل) سيوفره له.. طلبت مهلة لقراءة السيناريو واستئذان طارق – وهي قاعدة أخلاقية افتقدت تماما هذه الأيام -فقال طارق أنه إنسحب لانشغاله بعمل آخر أٌقرب إليه ثم سألته أن يفصح لي عن الأجر الذي كان متعاقدا عليه لإخراج الفيلم (وهو سر مفترض في عالم المهنة) ولكن طارق باح لي من منطلق الصداقة بالرقم وكان ثلاثة أضعاف ما تقاضيته في (يادنيا ياغرامي) فإندهشت جداً وقدرت له تعاونه.. كان هذا الرقم يصل إلى ضعف ما يتقاضاه مخرجين كبار مثل خيري بشارة وحتى صلاح أبو سيف نفسه.. المهم.. ذهبت إلى المكتب بعد أسبوع بالموافقة على العمل في الفيلم بشرطين: الأول أن يتم تعديل السيناريو مع الصديق مدحت العدل بحيث يناسبني (أجواء وفكرة) والثاني أن اتعاطي أجر يزيد عن الأجر الذي تعاقد عليه طارق العريان.. رفض سامي في البداية زيادة الأجر أو حتى تساويه مع طارق لكن أحمد زكي وقف بجانبي  لدرجة انه قال انه سوف يدفع مايزيد عن اجر طارق من جيبه الخاص ووقعت أكبر عقد معلن في تاريخي المهني في هذا الوقت وكان فاتحة خير علي (كل) أجور المخرجين في مصر التي كانت أجورهم لا تتناسب مطلقاً مع أجور النجوم وبشكل مهين في كثير من الأحيان.. أما ما حدث في (البطل) فهو موضوع لمقال قادم..


ملحوظة: فيلم ثالث كنت فيه مساعد للإخراج هو (كابوريا) من إخراج خيري بشارة.. وربما له مقال مستقل!!
 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة