فيسبوك
واتساب
في عصر تكنولوجيا المعلومات تتشابك الشبكات الرقمية وتترابط في عالم من الفرص المجهولة، تكشف وزارة الداخلية عن معركة جديدة ضد تشكيل عصابي احترف النصب عبر منصة إلكترونية حملت اسمًا براقًا: "FBC".
في إطار الجهود المستمرة لكشف ملابسات الجرائم الإلكترونية، كانت هذه الشبكة قد استولت على أموال مئات المواطنين الذين وقعوا ضحايا لأحلامهم في الأرباح السريعة.
الضحية الأولى..الإغراء بالربح السهل
عبر شبكة الإنترنت، بدأ آلاف المواطنين يتلقون عروضًا مغرية عبر منصات التواصل الاجتماعي، التي كانت تروج لتطبيق "FBC"، والذي وعدهم بتحقيق أرباح طائلة عبر استثمار أموالهم في مجال البرمجيات والتسويق الإلكتروني. وبأسلوب احترافي، اختبأ المحتالون وراء كلماتٍ مدروسة، جعلت الضحايا يعتقدون أنهم أمام فرصة ذهبية لاستثمار أموالهم.
لم يمر وقت طويل حتى بدأوا في تحويل أموالهم تحت إغراء الوعود الكاذبة، لكن الرياح لم تأتِ بما تشتهي السفن، بينما بدأ المواطنون في اكتشاف أنهم وقعوا ضحايا لعملية احتيال منظمة، كشفت تحقيقات الأجهزة الأمنية خيوط العملية الجهنمية التي كان يقف وراءها تشكيل عصابي متخصص في النصب الإلكتروني.
تجنبوا أي شكوك من خلال شبكة تواصل محكمة وقنوات مجهولة كانت تصعب الوصول إليها، إلى أن تكسرت الأكاذيب وسقطت الأقنعة.
الفخ المخبأ.. شبكة إجرامية ترتبط بالخارج
بعد التحريات الدقيقة، تبيّن أن العصابة تتألف من ثلاثة عناصر يحملون جنسيات أجنبية، كانوا يقيمون في مصر، مرتبطين بشبكة إجرامية دولية. وكانوا قد نسجوا شبكة معقدة من الأشخاص في الداخل والخارج، حيث تم تجنيد 11 شخصًا لتأسيس شركة في القاهرة تعمل كمقر لعملياتهم الاحتيالية. وظلت المنصة تعمل عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي، حيث كان يتم الترويج للمشروع عبر رسائل مغرية تصل الضحايا واحدًا تلو الآخر، بينما كانت الأموال تتدفق إلى جيوب المحتالين.
العملية الأمنية..الخيوط التي قُطعت
في خطوة جريئة، قامت وزارة الداخلية باتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة بالقضاء على هذا النشاط الإجرامي. بعد تقنين الإجراءات القانونية، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط 13 عنصرًا من أفراد العصابة، بحوزتهم مجموعة من الهواتف المحمولة، أكثر من 1000 شريحة هاتف، جهاز "لاب توب"، بالإضافة إلى أموال طائلة تُقدر بمليون و270 ألف جنيه، وهي حصيلة العمليات الاحتيالية التي استهدفت المواطنين.
الإعلان عن النهاية..هل هو مجرد بداية؟
أمام ما تم الكشف عنه، أكدت وزارة الداخلية أن التحقيقات أسفرت عن اعترافات واضحة من الجناة الذين اعترفوا بارتكابهم تلك الجرائم على النحو الذي تم الإبلاغ عنه.
وأعلنت الوزارة عن غلق المنصة الإلكترونية "FBC" ومقر الشركة الذي كان مركزًا لنشاطهم الإجرامي، ليعود السؤال الأكثر إلحاحًا: هل ستكون هذه النهاية؟ أم أن هناك المزيد من شبكات الاحتيال التي ما زالت تختبئ في الظلال الرقمية؟
دعوة للوعي..احذروا من الإغراءات الإلكترونية
وفي تحذير واضح للمواطنين، دعت وزارة الداخلية الجميع إلى ضرورة توخي الحذر وعدم الانجراف وراء العروض الإلكترونية المجهولة التي تروج لفرص ربح سريعة، محذرةً من التعامل مع التطبيقات المشبوهة التي تستهدف استغلال الأشخاص بشكل خفي.
تظل تلك الحكايات عبر الإنترنت تذكرنا بأن وراء كل "فرصة ربح" مزعومة، قد يختبئ خطر كبير، وأن الحذر هو السبيل الوحيد لحماية أموالنا من السرقة المبطنة.
