ألمانيا لليمين در.. صناديق برلين تغازل ترامب باكتساح التحالف المسيحى واليمين المتطرف.. المهاجرون أول ضحايا النتائج.. ميرتس يخطط لدعوة نتنياهو لزيارة البلاد.. شولتز يقر بالهزيمة.. ويؤكد: أتحمل المسئولية كاملة

الإثنين، 24 فبراير 2025 08:30 م
ألمانيا لليمين در.. صناديق برلين تغازل ترامب باكتساح التحالف المسيحى واليمين المتطرف.. المهاجرون أول ضحايا النتائج.. ميرتس يخطط لدعوة نتنياهو لزيارة البلاد.. شولتز يقر بالهزيمة.. ويؤكد: أتحمل المسئولية كاملة فريدريش ميرتس وأولاف شولتز

كتبت: هناء أبو العز

صوتت ألمانيا، وقررت تغيير مزاج سياستها، وفاز التحالف المسيحى، وانهزم المستشار الألماني أولاف شولتز، ليبدأ تاريخا جديدا، يسطر أوراقه الحزب المحافظ برئاسة فريدريش ميرتس ، الذى أصبح لديه تفويض شعبى وقانونى لتشكيل الحكومة الجديدة.

 

 

ولم يسجل الحزب الديمقراطي الاجتماعي، بقيادة  المستشار الحالي أولاف شولتز، أسوأ نتيجة له في الانتخابات الفيدرالية فحسب، بل سجل أيضا أكبر خسارة له في الأصوات مقارنة بالانتخابات السابقة، واعترف أولاف شولتز بهزيمته في الانتخابات وتحمل المسؤولية عنها، وقال إنه سيبقى في منصبه حتى اليوم الأخير.

أما الفائز الأكبر في هذه الانتخابات فقد كان البديل من أجل ألمانيا،  فبعد أن حصد على ثانى أقوى عدد أصوات في الانتخابات،  وضاعف حصته من الأصوات تقريبا، وسيكون بذلك أقوى قوة معارضة في البوندستاج، ولهذا  أكثر من مجرد معنى رمزي. 

وكانت المفاجأة الكبرى في هذه الانتخابات، لحزب سارة فاغنيتكيشت، فلم  يكن لحزبها السابق سوى فرص ضئيلة في الانتخابات الفيدرالية، ولكن بسبب نقاشها  حول جدار الحماية  لحزب البديل لألمانيا والحملة الذكية التي قام بها، تمكن اليسار من العودة إلى الواجهة،  وبنسبة تتراوح بين 8,6 و8,7 %، أصبحت الآن في المركز الخامس.

وعانى الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي الجديد، الذي أدى انسحابه من الائتلاف الحاكم إلى إجراء انتخابات مبكرة، من خسائر فادحة،  ولن يدخل الحزب البرلمان الألماني بعد فشله في الوصول إلى الحد الأدنى المطلوب وهو 5%.


ورغم أن  حزب فريدريش جاء موافقًا تمامًا لاستطلاعات الرأي السابقة، ولكن وعلى الصعيد الشخصى، يمثل انتصار فريدريش ميرتس، انتصار سياسيى متأخر،  ففي عام 1994، دخل البرلمان لأول مرة كنجم صاعد وأمل كبير للحزب،  وفي الكتلة البرلمانية، برز بسرعة كمتحدث بارع وحاد، ومنذ عام 2000، أصبح زعيم الكتلة البرلمانية للاتحاد في البوندستاغ، وبالتالي زعيم المعارضة.

ولكنه خسر هذا المنصب عام 2002 لصالح أنجيلا ميركل، التي كانت آنذاك رئيسة الحزب، وأزاحته تماما، وبعد ثلاث سنوات، أصبحت مستشارة ألمانيا.

صعود ميركل كان يعني هبوط ميرتس وخروجه من السياسة، وبقي ميرتس في البرلمان الألماني "بوندستاغ" حتى عام 2009 دون أن يكون له دور كبير، ثم لم يترشح مرة أخرى،  لكن مغادرته السياسة كانت بداية لصعوده في عالم الأعمال، فمن 2005 إلى 2021، كان يعمل في مكتب محاماة دولي، كما شغل مناصب قيادية في العديد من المجالس الإدارية والرقابية.

ومن عام2016  إلى 2020، كان رئيس مجلس الإشراف على شركة "بلاك روك" في ألمانيا، وهي أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم، ويُقال إن ميرتس مليونير متعدد الثروات، وهو يذهب أحيانا إلى مواعيده كقائد طائرة خاصة صغيرة يملكها.

وعاد فريدريش ميرتس إلى البرلمان الألماني  عام 2021، وفي 2022، حيث تولى قيادة الحزب المسيحي الديمقراطي،و هو محامٍ، مثل والده، وكاثوليكي

وفي الأيام الأخيرة قبل الانتخابات، أظهر ميرتس توجهاته الخارجية بوضوح، فقد نأى بنفسه عن الخطاب المناهض للاتحاد الأوروبي لنائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس في مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث تبادل الحديث معه على هامش المؤتمر.

و انتقد موقف ترامب بالتخلي عن دعم أوكرانيا في مواجهة الحرب الروسية،  وأكد دعمه المستمر لكييف، ودعا إلى توحيد الأوروبيين، وإذا أصبح مستشارا، فإنه يعتزم زيارة باريس ووارسو في أول يوم عمل له، لتأكيد العلاقة الخاصة بين الدول الثلاث وإعادة تقويتها.

و قبل يوم واحد من الانتخابات، أثار ميرتس الجدل بين شركاء الائتلاف المحتملين على اليسار، وقد بدأ ذلك في أواخر  يناير الماضي، عندما صوّت الحزب المسيحي الديمقراطي لصالح مشروع قانون بالبرلمان لأول مرة بدعم من  حزب البديل من أجل ألمانيا  اليميني الشعبوي والمصنف كحزب متطرف في بعض ولايات ألمانيا.

ثم، قبل يوم واحد من الانتخابات، وجه ميرتس ضربة أخرى، ففي التجمع الختامي لحملته الانتخابية في ميونيخ، وصف المتظاهرين المناهضين لليمين المتطرف بأنهم "حمقى".

لكنه وفى تصريحات صادمة، خرج مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، معلنًا أن مستشار ألمانيا المقبل، فريدريش ميرتس، أبلغ  نتنياهو بدعوته لزيارة ألمانيا، في تحد لمذكرة اعتقال صادرة من المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو.

وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو: أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي، محادثة ودية الليلة الماضية مع فريدريش ميرتس، الذي أصبح بعد فوزه في الانتخابات الألمانية، مستشارا معينا، وهنأه على فوزه، وشكر ميرتس، نتنياهو على المحادثة، وقال إنه سيدعوه لزيارة رسمية إلى ألمانيا .

ولكن يبقى السؤال الآن، هل سيكون الاتحاد قادرا على تشكيل حكومة مع شريك ائتلافي واحد فقط أم أنه سيحتاج إلى اثنين لتحقيق الأغلبية؟ وبحسب التوقعات، فإن الخيار الأول بالنسبة للاتحاد وميرتس سيكون تحالفًا ثنائيًا مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حيث  يريد حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي تجنب التحالف مع حزب الخضر.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة