العثور على نصوص مفقودة لعالم الرياضيات أبولونيوس

الأحد، 23 فبراير 2025 09:00 م
العثور على نصوص مفقودة لعالم الرياضيات أبولونيوس مخطوطة لعالم الرياضيات أبولونيوس البيرجي
كتبت ميرفت رشاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عثر علماء على أعمال مفقودة لعالم الرياضيات أبولونيوس البيرجي في مخطوطة محفوظة في مكتبات جامعة ليدن في هولندا، وقد عاش أبولونيوس بين 262 و190 قبل الميلاد، والذي كان يلقب بـ " المهندس العظيم  "، وهو مشهور بتأثيره الكبير في مجال الرياضيات، ولا سيما من خلال عمله " المخروطيات".

في هذه المخطوطة العربية كتابان غير منشورين من اللغة اليونانية، من بين الكتب العلمية، كانت الكتب الأربعة الأولى فقط من كتاب المخروطيات متاحة للعلماء الأوروبيين خلال عصر النهضة، تم اكتشاف الكتابين الخامس والسابع على يد جاكوب جوليوس، المستشرق وعالم الرياضيات الهولندي في القرن السابع عشر، حسب ما ذكره موقع Phys.org.

تاريخ التبادل الثقافي

خلال رحلاته في الشرق الأوسط، حصل هذا الأخير، المشهور بمعجمه العربي اللاتيني، على ما يقرب من مائتي مخطوطة لجامعة لايدن، بما في ذلك المخطوطة التي تحتوي على الأعمال غير المنشورة لأبولونيوس البيرجي.

كان لعالم الرياضيات القديم تأثير قوي على أوروبا القديمة، وذلك بفضل عمله على المقاطع المخروطية، حيث قدم مصطلحات القطع الناقص والقطع المكافئ والقطع الزائد حيث استكشفت نظرياته أيضًا حركات الكواكب، ودُرست على نطاق واسع وتم التعليق عليها حتى عصر النهضة، ولعبت دورًا حاسمًا في تطوير الجبر والهندسة.

وقد تم تقديم هذا الاكتشاف في عمل جماعي بعنوان " الأنبياء والشعراء والعلماء" نشرته مطبعة جامعة ليدن، ويستكشف هذا الكتاب التفاعلات الهولندية المبكرة مع المخطوطات العربية، بدءًا من القرن السابع عشر.

ويركز الكتاب بشكل خاص على العديد من التخصصات العلمية، بما في ذلك علم الكونيات، وعلم الفلك، والرياضيات، وعلم الحيوان، وعلم النبات، وعلم الكواكب، ويبرز بشكل خاص عمل عالم الكونيات المسلم الشهير ابن محمد القزويني، " عجائب المخلوقات وخوارق الموجودات " وتغطي الموسوعة مجموعة واسعة من الكائنات، من الحشرات البسيطة إلى الحيوانات الغريبة التي يكتنفها الغموض والأساطير.

يتناول المجلد بشكل أكثر عمومية التقدم العلمي العربي في العصور الوسطى، ويوضحه المخطوطات التي يعود تاريخها إلى الفترة من القرن الحادي عشر إلى القرن الرابع عشر. ويكشف الكتاب على وجه الخصوص كيف تمكن العلماء المسلمون من حل لغز هندسي يوناني معقد قبل خمسة قرون من أوروبا، استناداً إلى كتاب الكمالات، وتظهر مخطوطة أخرى قدرتهم على تحديد إحداثيات 160 مدينة بدقة، باستخدام نظام "  أبجد" للترميز العددي.


في النظام الأبجدي المستخدم في الحساب العددي، يمثل كل حرف من حروف الأبجدية العربية قيمة: " الألف " تعادل 1، و" الباء " تعادل 2، حتى 9، ثم الحروف التالية تمثل العشرات حتى 100، وتستمر حتى 1000.

مجال واسع للاستكشاف

وعلى الرغم من أن المخطوطات تحتوي على كنز من المعرفة، إلا أنها لا تزال غير مستغلة إلى حد كبير، ويؤكد ويلفريد دي جراف، منسق التعليم بجامعة أوتريخت، أن جزءاً ضئيلاً فقط من مجموعات المخطوطات العربية والإسلامية تمت دراستها بعمق، ويوضح أن هذه الفجوة تعود إلى نقص الباحثين في الغرب المتخصصين في اللغات الشرقية كالعربية والفارسية والتركية، وهي لغات أساسية لتحليل غالبية المخطوطات الإسلامية.

وقال الدكتور مسعود إدريس، أستاذ الحضارة الإسلامية في جامعة الشارقة: "إن دراسة المخطوطات الإسلامية تتطلب معرفة متخصصة، تشمل علم الخطوط القديمة، والسياق التاريخي، والخبرة اللغوية، والتخصص العلمي، وهي مجالات غالباً ما تكون غير متطورة بين الباحثين والعلماء المعاصرين".

وأكد ويلفريد دي جراف من جامعة ليدن: " هناك اهتمام في الغرب بالتقاليد العلمية الإسلامية، ليس فقط لأنها حاسمة لتطور العلوم في أوروبا بين القرنين الحادي عشر والرابع عشر، ولكن أيضًا بسبب الطبيعة الجوهرية لمساهماتها. "

مخطوطة لعالم الرياضيات أبولونيوس البيرجي
مخطوطة لعالم الرياضيات أبولونيوس البيرجي






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة