صدر حديثا للكاتب والروائي صبحى موسى، كتاب "مأزق التنوير العربي"، عن دار روافد للنشر، الكتاب هو العمل الفكري الثاني له، في إطار البحث عن أسباب تعثر الفكر المدني في المجتمع المصري والمجتمعات العربية بشكل عام.
يأتي كتاب "أزمة التنوير العربي" للكاتب الروائي لصبحي موسى بعد كتابه "تحولات الثقافة في مصر" الذي درس فيه أسباب هيمنة الفكر الديني على المجتمع المصري، وقدم فيه رؤيته لخطة الثقافة التي يجب أن توضع في هذا التوقيت، وآليات وأدوات تنفيذها، كما صدرت له خمس مجموعات شعرية هي (يرفرف بجانبها وحده، قصائد الغرفة المغلقة، هانيبال، لهذا أرحل، في وداع المحبة)، وله عشر روايات هي (صمت الكهنة، حمامة بيضاء، المؤلف، أساطير رجل الثلاثاء، الموريسكي الأخير، نقطة نظام، صلاة خاصة، نادي المحبين، كلاب تنبح خارج النافذة، وجوه طنجة).
ينطلق صبحي موسى من سؤال مفاده: لماذا ظل التنوير العربي على مدار قرنين من الزمان في نفس المربع الأول، فلم ينتقل إلى الأمام عبر نفس المسار الذي اتخذه التنوير الأوربي، ولم تشهد البلدان العربية سيادة التفكير العلمي النقدي، ولا الدفاع عن الحريات أو الحصول على الحقوق السياسية وغيرها من حقوق الدولة المدنية الحديثة.
قسم موسى كتابه إلى مقدمة تأسيسية طويلة بعنوان "مأزق التنوير" وستة فصول هي: "محمد على وبدايات عصر التنوير"، وفيه توقف أمام ما أنجزه محمد علي على مستوى الصعيد الثقافي والاقتصادي والسياسي، والحربي، موضحًا أنه بمثابة المحطة الثانية في مسار التنوير العربي، فقد أتت المحطة الأولى على يد نابليون بونابرت عام 1898، حين أطلق نيران مدفعيته على أسوار مدينة الإسكندرية، كي يتفاجأ الشرق بشكل عام بقدر فارق التطور بينه وبين الغرب، ومن ثم ظهر لدى المصريين سؤال عن كيفية النهضة، وتوزعت الرؤى حول اتجاهين، الأول حاول الإجابة عنه عبر العودة إلى السلف الصالح والأخذ بما أخذوا به قديما حتى سادوا العالم.
يذكر أن صبحي موسى صدرت له من شهرين روايته التاسعة "كلاب تنبح خارج النافذة"، والتي أتت بعد مسيرة روائية ضمت أعماله: "أساطير رجل الثلاثاء"، "صلاة خاصة"، "نادي المحبين"، "صمت الكهنة"، "المؤلف"، "حمامة بيضاء"، "نقطة نظام". وتعد هذه الرواية بمثابة الجزء الثاني ل "الموريسكي الأخير"، وهي العمل الروائي العاشر في مسيرة صبحي موسى.