تعد صناعة الزبيب في مركز السنطة بمحافظة الغربية من الصناعات التراثية التي ارتبطت بالمنطقة لعقود طويلة، حيث لعبت دورًا محوريًا في دعم الاقتصاد المحلي وتوفير فرص العمل.
انطلقت هذه الصناعة اعتمادًا على زراعة العنب وتجفيفه بطرق تقليدية، إلا أنها شهدت تطورًا كبيرًا مع بداية الألفينات، حيث بدأت المصانع في التحول إلى استخدام الماكينات الحديثة التي حسّنت من كفاءة الإنتاج، وجودة المنتج النهائي.
هذا التطور لم يقتصر على تلبية احتياجات السوق المحلي فحسب، بل مكّن مصر من تحقيق الاكتفاء الذاتي والتوقف عن استيراد الزبيب الإيراني، بل والتوسع في التصدير إلى الأسواق العالمية، حيث أصبح الزبيب المصري ينافس بقوة بفضل جودته العالية وسعره التنافسي.
وقال حامد شادى صاحب مصنع لانتاج الزبيب بقرية شنراق بالسنطة، أن مركز السنطة يشتهر بصناعة الزبيب منذ سنوات طويلة، وكانت الصناعة قائمة على زراعة مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية بالمركز بالعنب، وتجهيزه لمراحل التصنيع للوصول للمنتج في شكله النهائي.
وأضاف أن مصنعه بدأ العمل عام 1986 وكانت المصانع وقتها تقوم على النظام البدائي في التصنيع، وفي بداية الالفينات بدأت المصانع في التحول من التصنيع البدائي إلى إدخال الماكينات.
واضاف أن في فترة الثمانينات والتسعينيات كان حجم الإنتاج من الزبيب على مستوى مصر لا يتعدى 2000 طن سنوياً، ووصلنا لإنتاج 17 ألف طن زبيب في عام 2025.
وأوضح "شادى" أن العام الماضي تم تصدير 2000 طن، والعام الحالي تم تصدير 14 ألف طن زبيب، مضيفاً أن الزبيب يغطي السوق المحلي بالكامل، ولم نعد نلجأ لاستيراد الزبيب من إيران بعد أن استطاعت المصانع توفير المستهلك فى السوق المحلي، مبينا أن حجم الاستيراد من إيران كان يصل لـ 7000 طن من الزبيب ولكن بعد التطور الذي حدث والتوسع في المساحات المنزرعة من العنب أصبح لدينا فائض ونغطي السوق المحلي بالكامل ونقوم بالتصدير لعدد من الدول.
وأشار أن زراعات العنب منتشرة في مركز السنطة منذ سنوات طويلة، ونشأنا وسط تلك الزراعات وتعاملنا مع كل مايخص زراعات العنب وتحولنا لمرحلة تصنيع الزبيب.
وأضاف أن العنب يبدأ في الطرح بداية من 15 مايو وحتى 15 سبتمبر، ثم بعد ذلك تبدأ مرحلة الفرز والغربلة والغسيل والتبخير والتعبئة.
وأكد أن مراحل التصنيع بالكامل تتم بشكل آلي مما يحافظ على جودة المنتج، مبيناً أن المصانع كانت تعتمد على المساحات المنزرعة بالأرض السمراء، وتم التوسع في المساحات المنزرعة بالعنب في مشروع المليون ونصف فدان والذي وفرته الدولة للمزارعين، وهو ما فتح أمامنا المجال للتوسع في زراعة مساحات كبيرة من العنب واقامة صوب زراعية يتم فيها قطف العنب وغمسه في محلول عضوي وتعليقه لمدة 15 يوماً داخل الصوب الصوب الزراعية حتي يتحول العنب لزبيب، ثم بعد يتم نقله للمصانع ويدخل في عدة مراحل منها الغربلة ثم الغسيل، والدرفله والشفاطات والفرز لـ 3 درجات ثم التعبئة.
وأكد حامد شادى أن العنب البناتي الابيض افضل أنواع العنب تستخدم في تصنيع الزبيب، وتصديرها للخارج، ويغطي 80٪ من حجم الصادرات للخارج، أما باقي الـ 20% يسيطر عليها العنب الفليم والاسبيرو، موضحاً أن الزبيب المصري ينافس بقوة الزبيب الإيراني والهندي، بل تفوق عليهم من حيث الجودة ومراحل التصنيع، مؤكداً أن الزبيب المصري يغزو أسواق الدول العربية وتحولت القبلة للزبيب المصري بديلاً من الزبيب الإيراني.
وأوضح أن طن الزبيب المصري المصدر للخارج يصل لـ 3 آلاف دولار، متفوقاً على الزبيب الإيراني في السوق الخارجي، مبينا أن الزبيب المنتج من العنب البناتي لا جدال عليه من حيث الجودة والحجم ونسبة السكريات واللون ويتزايد عليه الإقبال بشكل كبير في السوق المحلي والخارجي.
وأكد أن زراعة العنب وتصنيع الزبيب توافر فرص عمل كثيرة للايدي العاملة بداية من الزراعة والجمع والتصنيع، مبيناً أن المصنع لا يقل عدد العماله فيه عن 50 عاملا يوميا.
وأوضح أن القرية زارها وفد من أعضاء لجنة الزراعة بمجلس النواب بحضور عامر الشوربجي عضو مجلس النواب بالغربية، واللواء أشرف الجندي محافظ الغربية، لبحث مشاكل مصانع الزبيب واهمها ملف تراخيص المصانع والتي هي مقامه على زمام الري على بحر شبين والتهديدات المستمرة بازالة المصانع، وابدي النواب انبهارهم بحجم المصانع وحجم الإنتاج، وتم التدخل لإيقاف حملات الازالات، وتم توفير قطعة أرض بمحطة البحوث بمساحة 17 فداناً لإقامة منطقة صناعية.


الزبيب بعد فصل الشوائب منه

الزبيب في شكله النهائي

الزبيب في مرحلة الفرز

الزبيب قبل دخوله للفرز

الزبيب قبل مرحلة الفرز_1

الزبيب يتلألأ في العبوات بعد التعبئة

الزبيب يمر على السير بعد الفرز

العمال يجمعون الزبيب تمهيداً للفرز

العمال يؤدون عملهم

أول خطوة في مرحلة الفرز

تعبئة الزبيب في عبوات فى أول مراحل الفرز

فرز الزبيب آليا

مرحلة الفرز