وألمع مرور لكويكب من الفئة الخطرة منذ 12 سنة فى حدث فلكى نادر يتكرر 2028
من يتأمل في الفضاء السحيق يجد نفسه في رحلة ممتعة يتجلى فيها عظمة الخالق، فمجرتنا التي نعيش فيها، والتي تسمى مجرة درب التبانة، هي مجرة حلزونية ذات قضبان تتكون من 100 مليار نجم على الأقل، يبلغ عرضها حوالي 100000 سنة ضوئية وسمكها حوالي 1000 سنة ضوئية، ولها انتفاخ مركزي يبلغ قطره حوالي 10000 سنة ضوئية.
يقع نظامنا الشمسي على بعد ثلث المسافة نحو حافة المجرة من الانتفاخ المركزي، إذا كان النظام الشمسي داخل الانتفاخ، فسنكون قادرين في الليل على رؤية مليون نجم ساطع مثل الشعرى (ألمع نجم في سماء الليل لدينا)، وستكون سماء الليل ساطعة للغاية، بحيث لن تبدو مختلفة كثيرًا عن النهار، وتقع الشمس والنظام الشمسي داخل قرص سمكه 1000 سنة ضوئية، ونحن على بعد حوالي 95 سنة ضوئية فقط من المستوى المركزي.
تلك كانت مجرد مقدمة لمجموعة من القراءات في سماء الكون نستعرض من خلالها أبرز الظواهر الفلكية النادرة التي تم رصدها في السنوات المؤخرة ولن يتكرر بعضها إلا بعض مئات السنين، وهذه الظواهر لاقت مصدر اهتمام كبير ليس فقط من خبراء وعلماء الفلك ودارسى علوم الفضاء بل امتد الأمر ليشغل بال عموم الناس حول العالم من مختلف الأعمار.
اقتران المشتري وزحل في ظاهرة فلكية نادرة لم تحدث منذ 400 سنة وتتكرر 2080
في ظاهرة فلكية نادرة لم تحدث منذ 400 سنة، شهد العالم منذ سنوات قليلة بالتحديد مساء الإثنين 21 ديسمبر 2020م ظاهرة فلكية يسميها البعض "الاقتران العظيم"، وهي اقتراب ظاهري في السماء بين كوكب المشتري وكوكب زحل ويمكن رؤيته بسهولة بالعين المجردة.
المهندس محمد شوكت عودة مدير مركز الفلك الدولي، قال وقتها أن كوكب المشتري يحتاج إلى 12 سنة ليدور دورة واحدة حول الشمس، في حين أن كوكب زحل يحتاج إلى 30 سنة، فهذا يعني أن كلا الكوكبين بالنسبة لنا يقتربان من بعضهما البعض مرة كل 20 سنة، وعادة تكون المسافة بينهما ما بين الدرجة إلى الدرجتين، أما ما يميز الاقتران هذا العام هو أن المسافة بينهما ستبلغ 6 دقائق قوسية فقط، أي ما يساوي عُشر الدرجة الواحدة! وهو أقل بقليل من ربع قطر القمر ظاهري! وهذه مسافة تعتبر صغيرة جدا!

اقتران المشتري وزحل في ظاهرة فلكية نادرة
وأشار: وكان آخر مرة حدث فيها الاقتران بمثل هذه المسافة قبل حوالي 400 عام، وذلك يوم 16 يوليو 1623م، ولكن المفارقة أن ذلك الاقتران لم يكن مشاهدا إلا من المناطق القريبة من خط الاستواء، لأن المشتري وزحل كانا قريبين من الشمس، وعليه يمكن القول بأن آخر اقتران مماثل أمكنت مشاهدته من غالبية مناطق الكرة الأرضية كان قبل 800 عام، وذلك يوم 05 مارس 1226م، وكانت المسافة بينهما دقيقتين قوسيتين فقط! وسيكون الاقتران المماثل القادم عام 2080م، والذي يليه عام 2417م.
كوكبي المشتري وزحل أجرام لامعة جدا يمكن رؤيتها بسهولة بالعين المجردة حتى من داخل المدن الملوثة ضوئيا، فكوكب المشتري هو ألمع جرم في السماء بعد الشمس والقمر وكوكب الزهرة، وكذلك فإن كوكب زحل من ألمع الأجرام السماوية.
كويكب اكتشف حديثا قد يصطدم بالأرض عام 2046م
من بين الظواهر الفلكية والاكتشافات الفلكية التي رصدت مؤخرا، ما أعلن عنه مركز الفلك الدولى من اكتشاف كويكب حديثا قد يشكل خطرا على الأرض عام 2046م، ففي يوم 27 فبراير 2023م اكتشف هذا الكويكب وأطلق عليه اسم (2023 DW)، وسرعان ما تبين أن هذا الكويكب يستحق المتابعة لأنه قد يشكل خطرا على الأرض ويصطدم بها عام 2046م.

كويكب قد يصطدم بالأرض ويحدث أضرارا محلية عام 2032
ووفقا لمركز الفلك الدولى ، أنه بناء على 46 رصد للكويكب خلال 3 أيام، أشارت الحسابات الفلكية إلى أن مداره يمر بالقرب من مدار الأرض ولا يبعد عنها إلا 75 ألف كم، أي خُمس بعد القمر عنا، وهو ما يعتبر مسافة صغيرة. وما زال المدار غير دقيق بسبب قلة الأرصاد، وهذا يعني أن المدار قد يتغير ويتقاطع مع مدار الأرض مع ازدياد عدد الأرصاد للكويكب.
ومما زاد أهمية متابعة هذا الكويكب هو أن الحسابات الأولية أشارت إلى أن الكويكب سيمر بالقرب من الأرض يوم 14 فبراير 2046م، وسيكون على مسافة تتراوح ما بين 1500 كيلومتر إلى 24 مليون كيلومتر من مركز الأرض، فإذا ما تحقق الحد الأدنى لهذه المسافة فهو أقل من نصف قطر الأرض مما يعني أن هذا الكويكب سيصطدم بها في ذلك الوقت، وتشير الحسابات الحالية أن نسبة الاصطدام ضئيلة جدا وتبلغ 0.0013%، وعلى الرغم من أنها ضئيلة إلا أنها قائمة، وعدم دقة المدار يجعل الموضوع جدير بالاهتمام والرصد الحثيث للكويكب.
يشار إلى أن قطر الكويكب هو حوالي 50 متر، فحتى لو حصل الاصطدام فإن الأضرار الناتجة عنه تكون محدودة ومحلية إلا أنها قد تكون ملموسة. ويدور هذا الكويكب مرة واحدة حول الشمس كل 271 يوما، وقد كان آخر مرور له بالقرب من الأرض يوم 18 فبراير الماضي، وكان حينها على بعد 9 مليون كم منها، وكان يلمع بالقدر 19 تقريبا.
ألمع مرور لكويكب من الفئة الخطرة منذ 12 سنة في حدث فلكى نادر يتكرر 2028
مر الكويكب (2024 MK) على مقربة كبيرة من الأرض يوم السبت 29 يونيو 2024م، وذلك في الساعة 01:41 ظهرا بتوقيت جرينتش، حيث وقع الكويكب حينها على مسافة 295 ألف كم من الأرض فقط، وهي تمثل ثلثي بعد القمر عن الأرض، وقد تم اكتشاف هذا الكويكب 16 يونيو 2024، وببلغ قطره 187 مترا، وهو مصنف من فئة الكويكبات محتملة الخطورة.

موعد الأرض مع ألمع مرور لكويكب من الفئة الخطرة منذ 12 سنة
مركز الفلك الدولى أكد وقتها أن مما يميز هذا الحدث أن الكويكب يكون لامعا جدا عند اقترابه من الأرض ليصل إلى القدر 8.6، بمعنى أنه يمكن رؤيته باستخدام منظار بسيط إذا عرف موقعه في السماء، ولم يمر كويكب بالقرب من الأرض بهذا اللمعان منذ أكثر من 12 عاما. وضمن ما هو مكتشف حاليا، فإنه لن يتكرر مثل هذا المرور حتى عام 2028، وستكون سرعة الكويكب أثناء مروره بالقرب من الأرض حوالي 34 ألف كيلومتر في الساعة، وستكون سرعته الظاهرية في السماء بمقدار 6.5 درجة في الساعة الواحدة، وهذا رقم كبير جدا، بمعنى أنه يتحرك ظاهريا بمقدار 13 ضعف سرعة القمر في السماء .
اكتشاف كويكب قد يصطدم بالأرض ويحدث أضرارا محلية عام 2032
كما أعلن المهندس محمد شوكت عودة، مدير مركز الفلك الدولي، وعضو الشبكة الدولية للإنذار من الكويكبات (IAWN)، عن اكتشاف كويكب مؤخرا يحمل الرمز (2024 YR4) وتبين سريعا بأنه يحمل حاليا أعلى نسبة للكويكبات المحتمل اصطدامها بكوكب الأرض. وقد اكتشف هذا الكويكب يوم 27 ديسمبر 2024م من قبل أحد تلسكوبات منظومة "أطلس"، ويقدر قطره ما بين 40 إلى 100 متر، وجرى تصنيفه يوم الثلاثاء 28 يناير 2025 من الدرجة الثالثة على مقياس "تورينو"، مع احتمالية اصطدام بكوكب الأرض يوم 22 ديسمبر 2032م بنسبة تبلغ 1.2%، وهذه أعلى درجة على مقياس "تورينو" يصلها كويكب في التاريخ! بمعنى أنه لغاية الآن فإن هذا الكويكب هو أخطر كويكب تم اكتشافه والتنبؤ باحتمالية اصطدامه قبل وقوعه، وذلك بعد الكويكب "أبوفيس" الذي تم استبعاد اصطدامه لاحقا.
وقد اقترب هذا الكويكب من الأرض يوم 25 ديسمبر الماضي أي قبل يومين من اكتشافه، وكان حينها على مسافة 829 ألف كم من الأرض، وبعد ذلك بدء بالابتعاد عن الأرض، ليعود مرة أخرى يوم 17 ديسمبر 2028، ولن يشكل مروره هذا خطورة على الأرض، ثم سيعود مرة ثالثة عام 2032 ليشكل مروره ذلك خطرا محتملا على الأرض.

اكتشاف كويكب قد يصطدم بالأرض ويحدث أضرارا محلية عام 2032
وبحسب المعطيات المتوفرة حاليا، فإن الكويكب سيمر بالقرب من الأرض يوم 22 ديسمبر 2032م على مسافة 106 ألف كيلومتر منها، بهامش خطأ مقداره 1.6 مليون كيلومتر، وهامش الخطأ هذا هو ما يتيح الفرصة لاصطدامه بالأرض. والأماكن التي من المحتمل أن يصدم بها تقع على شريط ضيق يبدأ من غرب أمريكا الوسطى مرورا بشمال أمريكا الجنوبية ثم وسط المحيط الأطلسى، ثم وسط أفريقيا، ثم اليمن، ثم بحر العرب، ثم الهند، وذلك كما هو مبين في الشريط الأحمر في الخارطة المرفقة. وعند مروره هذا سيتمكن عامة الناس من رؤيته كنجم لامع يتحرك بسرعة في السماء، بشكل يماثل لمعان ألمع نجمة في السماء تقريبا.