من منا لا ينتظر ويترقب ظواهر الكسوف والخسوف ، خاصة وأنها تعتبر من أهم الظواهر الفلكية التى يترقبها ويحرص على مشاهدتها ومتابعة تفاصيلها الكبار والأطفال وكل دولة تجهز لرصدها، وتعتبر فرصة للتدبر فى خلق الله للسموات والأرض وقوله تعالى فى سورة الأنبياء "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ".
أحيانا فى عام واحد قد يحدث ما يصل إلى 7 كسوفات للشمس والقمر، وعلى الرغم من أن آخر مرة حدث فيها ذلك كانت في عام 1982، وأقل عدد ممكن هو أربعة.
هذا العام 2025 ، كما هو الحال في عام 2024، سنكتفي مرة أخرى بالحد الأدنى وهو أربعة، ففي عام 2023 ومرة أخرى في عام 2024، شهدنا كسوفًا كليًا للشمس وكسوفًا حلقيًا للشمس، وكلاهما حدثان مهمين للغاية ولكن هذا العام 2025 سيكون غير ملبى للتطلعات محبى الكسوفات الكلية، حيث سيشهد كسوفان جزئيان مرتين فقط ، ولكن من الناحية الأخرى سنشهد على مدار ال 12 شهراً القادمة، سنشهد خسوفين كليين للقمر - الأول من هذين الخسوفين منذ عام 2022، منذ حوالي عامين ونصف.
كسوفات وخسوفات 2025
ويمكن أن نلخص ما سنشهده خلال 2025 من كسوفات وخسوفات قبل أن نتناولها بالتفصيل فى خسوف كلي للقمر في 14 مارس ، وكسوف جزئي للشمس في 29 مارس، ثم خسوف كلي للقمر في 7 سبتمبر ، ثم كسوف جزئي للشمس في 21 سبتمبر .
أهمية ظاهرتى الكسوف والخسوف
وقبل أن نخوض الحديث بالتفصيل عن كل ظاهرة من تلك الظواهر ، لابد أن نشير أولا أن أهمية ظواهر الكسوف والخسوف، فيمكن الاستفادة من ظاهرتي الكسوف الشمسى والخسوف القمرى للتـأكد من بدايات ونهايات الأشهر القمرية أو الهجرية، حيث أن الظواهر تعكس بوضوح حركة القمر حول الأرض وحركة الأرض حول الشمس.
والخسوف القمري يحدث في وضع التقابل أي في منتصف الشهر الهجري عندما يكون القمر بدرا، ويكون تواجده عند إحدى العقدتين الصاعدة أو الهابطة الناتجة عن تقاطع مستوى مدار القمر مع مستوى مدار الشمس (البروج)، أو قريبا منها، حيث تقع الأرض في هذه الحالة بين الشمس والقمر، على خط الإقتران، وهو الخط الواصل بين مركزي الأرض والشمس أو قريبا منه.
وكسوف الشمس هو وقوع ظل القمر على الأرض ويحدث نهارا، وأن خسوف القمر هو وقوع ظل الأرض على القمر ويحدث ليلا.
كما أن كسوف الشمس (سواء كلي أو جزئي أو حلقي) لا يحدث أبدا إلا إذا كان القمر محاقا، أي عندما يكون القمر بين الشمس والأرض (ليسقط ظل القمر على الأرض)، وخسوف القمر لا يحدث أبدا إلا إذا كان القمر بدرا، أي عندما تكون الأرض بين الشمس والقمر (ليسقط ظل الأرض على القمر).
خسوف كلى للقمر
و أول ظواهر الكسوف والخسوف فى العام الجديد 2025 ، تشهده الكرة الأرضية ، الجمعة الموافق 14 مارس 2025م، خسوف كلى للقمر .
هذا الخسوف سيتفق توقيت وسطه مع توقيت بدر شهر رمضان لعام 1446هـ حيث يغطي ظل الأرض 118% تقريباً من سطح القمر. ويمكن رؤيته في المناطق التي يظهر فيها القمر عند حدوثه ومنها أوروبا جزء كبير من آسيا - جزء كبير من أستراليا - جزء كبير من أفريقيا - أمريكا الشمالية - أمريكا الجنوبية - المحيط الهادئ المحيط الأطلسي - القطب الشمالي - القارة القطبية الجنوبية، وسوف تستغرق جميع مراحل الخسوف منذ بدايته وحتى نهايته مدة قدرها ست ساعات وثلاث دقائق تقريباً.
ويستغرق الخسوف من بداية الخسوف الجزئي الأول حتى نهاية الخسوف الجزئي الثاني مدة قدرها ثلاث ساعات وثمان وثلاثين دقيقة تقريباً، يستغرق الخسوف الكلي ساعة واحدة وخمس دقائق تقريباً، ولا يمكن رؤيتة في مصر.
كسوف جزئي للشمس
ويعقب هذا الخسوف مباشرة وفى نفس الشهر ، كسوف جزئى للشمس ، تشهده الكرة الأرضية، السبت الموافق 29 مارس 2025م.
ويتفق توقيت وسطه مع إقتران شهر شوال لعام 1446هـ، ويمكن رؤيته في أوروبا - شمال آسيا - شمال غرب أفريقيا - جزء كبير من أمريكا الشمالية - شمال أمريكا الجنوبية - المحيط الأطلسي - القطب الشمالي.
وعند ذروة الكسوف الجزئي يغطي قرص القمر حوالي 94 % من قرص الشمس، وسوف يستغرق الكسوف الجزئي منذ بدايته وحتى نهايته ثلاث ساعات وثلاث وخمسين دقيقة تقريباً، ولا يمكن رؤية هذا الكسوف في مصر، والكسوف الجزئي التالي للشمس يحدث في 21 سبتمبر 2025م.
خسوف كلي للقمر في 7 سبتمبر
وسيحدث الخسوف الكلّي الثاني للقمر يومي 7 و8 سبتمبر، ويمكن رؤيته من أوروبا وآسيا وأستراليا وأفريقيا وأجزاء من شرق أمريكا الجنوبية، وألاسكا، والقارة القطبية الجنوبية.
ويحدث خسوف القمر عندما تقع الأرض بين الشمس والقمر، حيث تصطف الأجرام السماوية الثلاثة في صف واحد، حتى يمرّ القمر في منطقة ظل الأرض.
وعندما يدخل القمر في الجزء الأكثر قتامة من ظلّ الأرض، فإنه يأخذ لونًا مائلًا إلى الحمرة، ما يؤدي يطلق عليه اسم "القمر الدموي"، بحسب "ناسا".
كسوف الشمس 21 سبتمبر 2025
وفى نفس الشهر أيضا سيحدث كسوف جزئي للشمس في 21 سبتمبر 2025، حيث يحدث كسوف الشمس عندما يمر القمر بين الأرض والشمس ، وبالتالي يحجب صورة الشمس كليًا أو جزئيًا عن مشاهد على الأرض. يحدث كسوف جزئي للشمس في المناطق القطبية من الأرض عندما يغيب مركز ظل القمر عن الأرض.
وسيحدث الكسوف الجزئي الثاني للشمس في 21 سبتمبر، وسيكون مرئيًا فوق أجزاء من أستراليا والقارة القطبية الجنوبية، إضافة إلى بعض الجزر في المحيط الهادئ.