- مصر مثلت العمود الفقرى للجنة الخماسية العربية ونجحت في إنجاز استحقاق الانتخابات الرئاسية اللبنانية بعد فراغ رئاسى دام عامين ونصف
- نطالب بدعم إنشاء سوق عربية مشتركة وإجراء تسهيلات لتنقل العمالة بين دول المنطقة وتخفيض الجمارك على المنتج العربى لإحداث نهضة بالدول العربية
- الجامعة العمالية بالقاهرة علمت أجيالا من عمال بيروت
- رغم الصعاب التى تواجه المنطقة والعالم استطاعت مصر أن تبني "مصر الجديدة" بسواعد عمالها المهرة.. وقوتها حائط صد للحفاظ على أمتنا من الاعتداءات
- انتشار الجهل والفقر بين عمال المنطقة لا يقلان شراسة عن أعدائنا الطامعين بأرضنا
- دولنا العربية ثرية بالممرات المائية ومواقع جغرافية هامة وثروات طبيعية وتُسخيرها لمصلحة المواطنين يحتاج لإنهاء الحروب بالمنطقة
في ظل الأوقات العصيبة التي يمر بها لبنان جراء الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، لا يقتصر التحدي على الأبعاد السياسية والعسكرية، بل يمتد ليشمل الأوضاع الإنسانية التي تعصف بالعمال اللبنانيين، بين الركام والدمار، يجد العمال أنفسهم في مواجهة غير مسبوقة، يحاولون الحفاظ على لقمة العيش رغم صعوبة الظروف، في هذا الحوار الخاص الذى أجراه "اليوم السابع"، مع حسن فقيه، نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان، عضو المجلس المركزي للاتحاد الدولي لـ نقابات العمال العرب، ورئيس اتحاد نقابات العاملين فى زراعة التبغ والتنباك، نستعرض واقع هؤلاء العمال الذين يواجهون التحديات اليومية، ليس فقط من خلال انعدام الأمن، ولكن أيضاً من خلال الأزمات الاقتصادية المتفاقمة التي تعصف بالبلاد.

حسن فقيه - نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان
- شهدت لبنان خلال الفترة الماضية الكثير من الاضطرابات وصولا إلى الاعتداءات من الكيان الصهيوني.. فما وضع العمالة في لبنان فى الوقت الحالي؟
يمر لبنان حاليا بظروف صعبة، وقد مر بظروف بالغة الصعوبة جراء العدوان الإسرائيلي الذى شهدته جنوب البلاد وبيروت ومعظم المناطق اللبنانية، مما تسبب بإضرار وتدمير الآلاف من المؤسسات، وتشريد عشرات الالاف من العمال، الأمر الذى فاقم من الأزمة التي يعيشها لبنان سواء الأزمة الاقتصادية أو النزوح السورى وغيرهم، كل ذلك أدى إلى وصول نسبة البطالة بين العمال لأرقام غير مسبوقة حيث وصلت إلى 40% بين الشباب، وهى أرقام مهولة لعدم وجود فرص عمل، رغم أن لبنان منذ قديم الزمن تعد بلد مصدر للعمالة، لذا نحتاج لليد العاملة الماهرة لتحقيق نهضة.
- مع انتخاب الرئيس اللبنانى جوزيف عون وإعلان تشكيل حكومة جديدة.. ما أهم تطلعاتكم لتحسين أوضاع العمال مع بداية أعمالهم؟
في البداية لابد أن نشكر الجهود الكبيرة لجمهورية مصر العربية، و علاء موسى السفير المصرى فى لبنان، فقد ساهمت مصر من خلال اللجنة الخماسية العربية التى شكلت مصر العمود الفقرى لها، في توصيلنا إلى مرحلة إجراء انتخابات لاختيار رئيس لبنانى جديد، وإنهاء الفراغ الرئاسي لدينا، حيث بُذلت جهود عربية ودولية كبيرة من أجل الوصول إلى هذه اللحظة بعد إنتهاء ولاية رئيس الجمهورية السابق منذ عامين وشهرين، وإنجاز استحقاق الانتخابات الرئاسية اللبنانية.
وتم انتخاب الرئيس جوزيف عون، صاحب الشخصية النزيهة، والذى يأتي من المؤسسة العسكرية المعول عليها الكثير اليوم، لإنهاء الاعتداءات الإسرائيلية، بالإضافة إلى إحداث نهضة وخطط اقتصادية وإعادة هيكلة للمصارف وإعادة الأمن والأمان والاستثمارات للبلاد، والتي بدورها ستدعم توفير فرص عمل للعمالة اللبنانية.
- ما أهم التحديات التي يواجهها العمال العرب في المنطقة حاليا من وجهة نظرك؟
كنقابى عربى، أقول أنه يجب أن يكون هناك سوق عربية مشتركة، وتسهيلات لتنقل العمالة العربية بين دول المنطقة، بدلا من الاعتماد على العمالة المهاجرة أو الأسيوية في الوقت الذى تعانى فيه العمالة العربية من البطالة، والعمل على تعزيز التجارة البينية بين الدول العربية، وفرض رسوم مخفضة على البضائع ومنح أولوية لكل ما هو عربى، مثل كافة التنظيمات والمجموعات في العالم الأوروبى والآسيوى، أجد هناك ضرورة لوجود كيان للعرب ينظم تلك الأمور.
وهو أمر في رأيي يحتاج إلى فصل السياسة عن الاقتصاد، فحتى إذا كانت هناك متباينات سياسية نحن شعوب واحدة، قضايانا ومشكلاتنا واحدة، ونحن في دول غنية جدا، فإذا نظرنا إلى المنطقة العربية سنجد أننا نتحكم بالممرات المائية، ومواقع جغرافية مهمة، وحتى السياحة، هناك ثروات طبيعية موجودة في منطقتنا من المفترض أن تُسخر لمصلحة المواطن العربى، لكن يجب أولا العمل على إنهاء الحروب بالمنطقة، وتوحيد طاقاتنا، كما يحدث في السودان، واليمن، ليبيا.
- وهل الكيانات العمالية العربية قادرة على تقديم رؤى ومقترحات للحكومات لتنفيذ ذلك؟
بالطبع، فالاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب، هو جزء لا يتجزأ من منظمة العمل العربية، التي بدورها هي جزء لا يتجزأ من جامعة الدول العربية.
كما أننا واتحاد عمال مصر من الاتحادات الضاربة في التاريخ، والقوية، الذى كان بها أساتذتنا وعلمونا ونحن معهم يد واحدة، دائما نحفز الحكومات ووزارات العمل على تطوير العلاقات المشتركة لكى نستطيع أن نوفر الأمن وفرص العمل للعمالة، ومن ثم الإزدهار، خاصة أنه أينما حل الخراب والقلاقل والحروب يهرب رأس المال، ويترك العمال وظائفهم.
- كيف ترى نقل اتحاد العمال العرب إلى مصر؟
الاتحاد كان موجود في سوريا، وهى قدمت كثيرا لصالح نقابات العمال العرب، ولعل ما تمر به من ظروف حالية من عدم استقرار والذى قد يستمر لمدة 4 سنوات لحين وضع دستورا، وبالتالي لأنه من الطبيعى أن كل المنظمات القومية لا تستطيع أن تمارس عملها في ظل هذه الظروف، ومصر هي الحاضنة أم الدنيا، وهى تفتح قلبها وتُعيد النشاط لإحياء الاتحاد.
كما أننا فى لبنان، كنا نرسل دائما متدربين للجامعة العمالية في مصر، وكنا نتبادل الوفود، ودائما مواقفنا متحدة ومتراصة مع مصر.
- هل هناك عمالة مصرية في لبنان؟
مازال هناك عمالة مصرية في لبنان حتى الآن، ولبنان ملتزم بالعدد المتفق عليه بين وزارتى العمل في لبنان ومصر، والعلاقات أكثر من ممتازة بين الاتحادين العماليين، وعند حدوث أي مشكلات يتدخل الاتحادان لإنهائها فورا، وبالطبع هناك عمالة لبنانية في مصر لكن بأعداد ليست كبيرة، إلا أن هناك مستثمرين لبنانيين يعملون بالسوق المصرى، وهم ناشطون جدا.
- هل لديكم خطط لتوقيع اتفاقيات مع مصر؟
أرى أن هناك نهضة حضارية شاملة وإزدهار معماري، و في كل المجالات شهدتها مصر خلال الفترة الماضية، وهو أمر يحفزنا لتوقيع الكثير من الاتفاقيات، أن عمال لبنان الذين دائما يترددون على زيارة مصر من حين لآخر لاحظوا هذه القفزات الكبيرة في البناء والتعمير والتنمية التي تمت على أرض مصر في بضع سنين، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وفي كل مرة أزور مصر أجد انجازات ضخمة تمت في وقت قياسي فهذه الإنجازات تحتاج مجهودات غير عادية للوصول إلى هذه المكتسبات فبرغم كل الصعاب التي، تواجهها المنطقة والعالم أجمع استطاعت مصر أن تبني مصر الجديدة بسواعد عمالها المهرة الذين تربطنا بهم صلات وثيقة، بالإضافة إلى وجود بروتوكولات تعاون لخدمة عمال البلدين، وخدمة القضايا العماليه العربية المشتركة من خلال تولى اتحاد نقابات عمال مصر رئاسة الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، لتقود مصر من جديد النقابات العمالية العربية لبناء الأوطان التي تستلهم تجربة مصر الشقيقة في بناء الوطن وتنميته وإزدهاره .
فقوة مصر هي قوة للأمة العربية جمعاء، فهى رأس الحربة والشقيق الأكبر الذى نستند له في مشكلاتنا، وبالطبع الجيش المصرى العربى القوى هو حائط صد للحفاظ على أمتنا من الاعتداءات إن حدثت أو ردع كل من تسول له نفسه بها أو بأشقائها العرب، فنحن لدينا عدو شرس كبير يطمع فينا سياسيا، ويطمع في أرضنا وثرواتنا، ولكن كذلك الأمر الجهل والمرض هم أعداء أيضا، ونعمل نحن على الجبهة الثانية كمنظمات نقابية لمواجهة مشاكل العمال لتحسين أوضاعهم، والتأمينات الاجتماعية، والتشغيل.
أن عمال لبنان يشعرون بالفخر بهذه القوة التي تمتلكها مصر حاليا ممثلة في تنفيذ خطة التنمية الشاملة التي تتم على أرض مصر، وكذلك قوة الجيش المصري الوطني الذي نعتبره إضافة للأمة العربية جمعاء، لاسيما و أن مصر هي السند للأمة العربية، وهو ما يدعو إلى الفخر، والإحساس بالأمان لأن مصر هي صمام الأمان في المنطقة العربية.

نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان مع الزميلة أية دعبس