قال الزميل محمود عبد الراضي، مدير القطاع الأمني بجريدة "اليوم السابع": في قلب محافظة أسيوط، حيث كان يُنظر إلى عزت حنفي، إمبراطور المخدرات الذي تجسّد في شخصية أحمد السقا بفيلم "الجزيرة"، على أنه رمز القوة والبطش، تنامت بؤرة إجرامية جديدة قادت فصلاً جديداً من العنف والجريمة، هذه العصابة، التي تزعّمها المدعو محمد محسوب، أطلقت على نفسها اسم "خط الصعيد الجديد"، ليصبح بذلك تهديداً يضاف إلى سجل طويل من الجرائم المروّعة.
وأكد عبد الراضي في مداخلة تليفزيونية أن قوات الشرطة كانت على استعداد تام للتصدي لهذه الفئة المارقة، إذ توجت جهود الأجهزة الأمنية بمواجهة حاسمة أسفرت عن مقتل 8 من عناصر هذه العصابة التي شكلت تهديداً حقيقياً للأهالي وللأمن في أسيوط.
وتابع عبد الراضي : هؤلاء المجرمون، الذين ارتكبوا جرائم عديدة تتراوح بين القتل والسلاح والسرقة بالإكراه، كان بينهم أحد الهاربين من أحكام بالسجن المؤبد، وتراوحت مدد أحكامهم بين 191 سنة سجناً.
و أشار عبد الراضي إلى أن التحريات الأمنية، التي قام بها قطاع الأمن العام بالتعاون مع أجهزة البحث الجنائي بمديرية أمن أسيوط، أسفرت عن تحديد مكان اختباء أفراد العصابة في مناطق جبلية وعرة، حيث كانوا يخططون لإعداد أسلحة وذخائر غير مرخصة.
واستطرد عبد الراضي: ورغم أن هؤلاء المجرمين حصّنوا أماكن اختبائهم بخنادق ودشم، وشرعوا في تفجير إسطوانات الغاز لمنع دخول القوات، إلا أن رجال الأمن كانوا لهم بالمرصاد، وتبادل إطلاق النار العنيف أسفر عن مقتل 8 من أفراد العصابة، فضلاً عن إصابة ضابط من قوات الأمن المركزي.
وتابع: ورغم التحديات الكبيرة، تمكنت الشرطة من ضبط كميات ضخمة من المواد المخدرة، بالإضافة إلى أسلحة نارية متنوعة، منها "أر بي جي" و"بنادق آلية" وأعداد هائلة من الذخائر، في ضربة قوية ضد مافيا المخدرات.
واختتم: هذه الحملة الأمنية تمثل رسالة حاسمة لكل من تسوّل له نفسه المساس بأمن الوطن أو إراقة دماء الأبرياء. الأمن، وإن طال الأمد، سيظل في النهاية حارساً لا يغفل، ولن يترك للجريمة مكاناً.