تحتوى مدينة الإسكندرية على العديد من التفاصيل والأسرار فى كل بقعة فيها، خاصة مبانيها، فعند مرورك من شارع فؤاد تجد تفاصيل فى المبانى من أزمنة مختلفة، تشعر بها وكأنها تحاكى المارة بالتاريخ، ومن ضمن هذه المبانى هو قصر "سرسق باشا" الموجد فى شارع فؤاد بالتقاطع مع شارع البطالسة، وهى أقدم منطقة بالإسكندرية. ويلقى "اليوم السابع" الضوء على تفاصيل وتاريخ هذا القصر.
تاريخ القصر
يرجع تاريخ قصر سرسق باشا إلى النصف الثانى من القرن الـ19 وهو ملك عائلة لبنانية أرستقراطية من أهم عائلات لبنان، وهو "ديمتري سرسق"، وأبناؤه "نيقولا سرسق"، "موسى سرسق"، "لطف الله سرسق"، "خليل سرسق" ، "إبراهيم سرسق"، "يوسف سرسق"، "جورج سرسق"، وجاءت العائلة لمدينة الإسكندرية وهى واحدة من أكثر "سبع عائلات" مهمة فى بيروت.
ويقول محمد سعيد، خبير أثرى بالإسكندرية، إن قصر سرسق باشا من أهم القصور بالإسكندرية، فهو لعائلة لبنانية، وكبير العائلة كانت له شبكة علاقات قوية مع العائلات الأرستقراطية المصرية والفرنسية والأيرلندية والروسية والإيطالية والألمانية، وجاءوا إلى الإسكندرية وعاشوا سنوات طويلة وعملوا بالتجارة.
وأضاف سعيد لـ"اليوم السابع" أن بداية وجود العائلة فى مصر بدأ خلال بناء محمد على باشا ميدان القناصل (المنشية)، جاءت عائلة سرسق إلى الإسكندرية للاستثمار، ولكن بعد ضرب المنشية سنة 1882 بواسطة البوارج الإنجليزية فقرر وقتها كل المستثمرين الانتشار فى الإسكندرية واختار كبير العائلة قطعة أرض فى شارع رشيد (شارع فؤاد) ليبنى له قصرا، وانتهى من بناء القصر سنة 1886.
وأشار سعيد إلى أن القصر تم بناؤه ببراعة شديدة وهو تحفة معمارية، ممزوج بين العمارة اللبنانية والمصرية القديمة، فهى قطعة من قلب بيروت بالإسكندرية.
تأميم القصر
ظل القصر ملك عائلة سرسق باشا التى توسعت فى علاقاها، وكانت لهم علاقة وطيدة بالأسرة العلوية الحاكمة، وشاركوا بنسبة ضخمة من الأموال فى تكاليف إنشاء قناه السويس، وفى سنة 1962 تم نقل ملكيات العائلة للدولة، وتحول القصر إلى البنك التجارى البحرى، والذى تم بيعه بعد قانون الخصخصة.

القصر قديما

القصر من الداخل

القصر

جانب من القصر

داخل القصر

القصر من الخارج

تحفة معمارية