اعتقد القادة الرومان أن أفضل طريقة للحفاظ على الانضباط داخل الرتب كانت من خلال عمل وحشي وتعسفي يتمثل فى ترك الناجين خائفين، وذلك من أجل الحفاظ على استمرارية آلة الحرب القاسية التي كان الجيش الروماني يستخدمها، كان الانضباط أمرًا بالغ الأهمية، وكانت معاقبة الجرائم الخطيرة، مثل الفرار والتمرد، تتطلب شكلًا وحشيًا بشكل خاص من العقوبة ــ وهو الإعدام.
كان الإعدام عقوبة شديدة لأخطر التجاوزات، مثل الجبن، والعصيان، والهروب، والتمرد، كان مجرد التهديد بالقتل يهدف إلى ضمان التزام الجنود بالانضباط العسكري. وكانوا يدركون أن أي سوء سلوك قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، بغض النظر عن رتبهم أو حتى دورهم في الانتهاك، بالنسبة لهم ولرفاقهم، وفقا لما ذكره موقع هيستورى اكستر.
ووفقًا للمؤرخ الروماني ليفي، يعود تاريخ إحدى أقدم حالات الإبادة الجماعية المعروفة إلى عام 471 قبل الميلاد، عندما انسحب جيش تحت قيادة القنصل أبيوس كلوديوس سابينوس إنريجلينسيس من ساحة المعركة، غضب بشدة، فأمر بجلد أول من هرب وقطع رأسه، ثم أمر بقتل كل رجل عاشر ليكون بمثابة تحذير شديد اللهجة.
وأكد المؤرخ الرومانى ليفى، أن عملية الذبح بالرغم من فعاليتها في إثارة الخوف والحفاظ على الانضباط، إلا أن استخدام الإبادة الجماعية لم يكن ممارسة شائعة .