وزارة الزراعة الأمريكية توافق بشروط على استخدام لقاح أنفلونزا الطيور للدواجن

وافقت وزارة الزراعة الأمريكية على لقاح أنفلونزا الطيورلحماية الدواجن، وبالتالي، قد تواجه إدارة الرئيس دونالد ترامب قريبا قرارا محفوفا بالمخاطر بشأن ما إذا كانت ستنضم إلى صفوف الدول الأخرى ــ بما في ذلك الصين وفرنسا ومصر والمكسيك ــ التي تقوم بتطعيم الدواجن ضد فيروس H5N1.

ووفقا لما ذكره موقع وكالة رويترز، فقد وافقت الولايات المتحدة بشروط على لقاح لحماية الدواجن من إنفلونزا الطيور، ويؤدي هذا القرار إلى اقتراب مزارعي الدواجن في الولايات المتحدة خطوة نحو تحصين قطعانهم، مضيفة أنه قد تسبب فيروس أنفلونزا الطيور H5N1  في تدمير قطعان الدواجن في الولايات المتحدة لمدة 3 سنوات متتالية، مما أدى إلى إعدام مليوني طائر في مزرعة لإنتاج البيض في ولاية إنديانا.

وقال الموقع، إنه رغم أن العديد من الباحثين في مجال الإنفلونزا يزعمون أن التطعيم يمكن أن يساعد في السيطرة على انتشار الفيروس القاتل، فإن الحكومة الأمريكية قاومت لفترة طويلة السماح باستخدامه بسبب المخاوف السياسية والتجارية التي يرى كثيرون أنها غير علمية، وربما تشير موافقة وزارة الزراعة الأمريكية إلى تحول في السياسة مرتبط بمخاوف إدارة ترامب بشأن أسعار البيض، وحتى مع الموافقة المشروطة، لا يزال يتعين على وزارة الزراعة الأمريكية الموافقة على استخدامه قبل أن يتمكن المزارعون من البدء في إعطاء اللقاح لأن اللوائح الخاصة تنطبق على فيروس أنفلونزا الطيور  H5N1 وغيره من الفيروسات المسببة لإنفلونزا الطيور شديدة الإمراض.

وأضافت، يحتوي اللقاح الذي أنتجته شركة زويتيس للرعاية الصحية الحيوانية، على نسخة ميتة من سلالة H5N2 صممتها الشركة للعمل ضد السلالات المنتشرة من فيروس H5N1 والتي دمرت قطعان الدواجن بل وقفزت إلى الأبقار وبعض البشر ، يرمز الحرف "H" في السلالتين إلى الهيماجلوتينين، وهو البروتين السطحي للفيروس، والأجسام المضادة له هي الآلية الرئيسية للحماية التي يحفزها اللقاح.

أفاد باحثون في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، أن 3 أطباء بيطريين متخصصين في الأبقار كانوا يحملون أجسامًا مضادة لفيروس H5N1 في الأبقار الحلوب. ولم تظهر أعراض المرض على أي منهم، كما أشاروا في تقريرهم الأسبوعي عن الأمراض والوفيات، مما يشير إلى أن الفيروس قد يكون أكثر انتشارًا بين البشر مما كان يُعتقد سابقًا.

أعلنت الرئيسة التنفيذية لشركة زويتيس كريستين الموافقة، موضحة في بيان "قرار تطعيم قطعان الدواجن التجارية يقع على عاتق السلطات التنظيمية الوطنية فقط بالتشاور مع قطاع الدواجن المحلي"، مشيرة إلى أنها حصلت على موافقة على لقاحات مماثلة في دول أخرى، كما حصلت زويتيس على نسخة سابقة معتمدة في عام 2016 كانت في المخزون البيطري الوطني حتى عام 2021، ولكن لم يتم استخدامها أبدًا.

لقد تم القضاء على سلالات أنفلونزا الطيور شديدة الإمراض مثل H5N1 الحالية لعقود من الزمن إلى حد كبير من خلال إعدام القطعان المصابة وتطبيق تدابير أمنية حيوية صارمة، لكن هذه الاستراتيجية فشلت منذ ظهور فيروس H5N1 في الولايات المتحدة في فبراير 2022 والذي ينتمي إلى سلالة تُعرف باسم clade 2.3.4.4b. ويخشى العديد من العلماء الآن من عدم إمكانية استئصال الفيروس من قطيع الدواجن في الولايات المتحدة، مما يعني أنه أصبح متوطنًا وليس وبائيًا.

أكد ريتشارد ويبي، المحقق في مجال إنفلونزا الطيور في مستشفى سانت جود لأبحاث الأطفال فى بريطانيا: إن مستقبل فيروس أنفلونزا الطيور H5 في الأمريكتين ليس واضحاً تماماً، ولكن يبدو أن انتشاره أصبح وباءً مستوطناً، ولابد وأن تشكل اللقاحات المحدثة عالية الجودة ضد الفيروس للدواجن جزءاً كبيراً من الاستجابات المستقبلية إذا كان هذا هو الحال بالفعل".