- رئيس حزب التجمع: الهدف من التهجير هو إعادة ترتيب المنطقة ووحدة الأرض والشعب قدسية مصرية لا يمكن المساس بها
- النائب حازم الجندى: يجب أن يكون هناك حوار وطنى يجمع فيه كل الأحزاب.. والمطامع الأمريكية الدافع الرئيسى للتهجير ومصر تمتلك الأوراق التى تمكنها من مواجهة الضغوط الأمريكية
- رئيس حزب السادات: «ترامب» يحاول تصدير مشكلات للعالم ومصر نجحت فى وضع القضية الفلسطينية على الأجندة الدولية
أثار اقتراح الولايات المتحدة الأمريكية بشأن تهجير سكان قطاع غزة حالة من الارتباك بمنطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد تأكيد مصر والأردن رفضهما لهذا المقترح، وإعلان مصر رؤية جديدة لإعمار القطاع دون الحاجة إلى تهجير السكان، وما بين التصعيد الأمريكى والإصرار المصرى، عقدت «اليوم السابع» ندوة تحت عنوان: «الدور الشعبى والحزبى فى مواجهة التحديات الإقليمية وتعزيز الجبهة الداخلية»، وذلك بمشاركة النائب سيد عبدالعال، رئيس حزب التجمع وعضو مجلس الشيوخ، والمهندس حازم الجندى مساعد رئيس حزب الوفد وعضو مجلس الشيوخ، والدكتور عفت السادات، رئيس حزب السادات الديمقراطى ووكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، الذين أكدوا أن تهجير الفلسطينيين خط أحمر، لامساس به.. وإلى تفاصيل الندوة:

ندوة اليوم السابع
كيف ترى التصعيد الأمريكى الأخير فى ما يتعلق باقتراح تهجير سكان قطاع؟
سيد عبد العال: فى البداية أتوجه بالشكر إلى جريدة «اليوم السابع» لتنظيم هذه الندوة فى هذا التوقيت الذى تتسارع فيه الأحداث، لكن لدينا من الأحداث ما يكشف لنا بوضوح ما يُخطط ضد مصر والقضية الفلسطينية من جانب، وما تخططه الإمبريالية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط ليس على يد دونالد ترامب.
والولايات المتحدة هى مستعمرة كبرى قامت على التطهير العرقى للسكان الأصليين، المستعمرة الصغرى وهى إسرائيل، لا يمكن للإدارات الأمريكية المتتابعة أن تراها خارج حكمها، وألا تعترف بخلل أخلاقى ارتكبته وغير قادرة على التخلص منه.
لكننا نأمل أن تتمكن فلسطين وشعبها، أن يستعيد أرضه وفقا لمقررات الشرعية الدولية، لكن فى النهاية يجب الاعتراف بأن الرئيس الأمريكى السابق جون بايدن صرح بأن «حل الدولتين انتهى»، لذلك فإن ما يقوم به ترامب هو مجرد ترجمة فجة للأجندة الأمريكية.
ما هو المستهدف الأساسى من تهجير الفلسطينيين فى رأيك؟
سيد عبدالعال: بالتأكيد أن الإدارة الأمريكية لديها تصور متكامل تجاه هذه القضية لكن يبقى السؤال هل المقصود بالتهجير هو تحويل الشعب الفلسطينى إلى مجموعات متناثرة فى دول العالم فيفقد هويته كشعب ومن ثم تتم تصفية القضية الفلسطينية نهائيا؟ أم أن المقصود هو إعادة ترتيب منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية ما بعد الترتيب الأول الذى تم فى اتفاقية سايكس بيكو فى بداية و القرن العشرين؟ وأعتقد أن هذا ميل أمريكى.
وأعتقد أنه بعد الحرب العالمية الثانية التى انتهت بانتصار الولايات المتحدة الأمريكية والحلفاء كانت القوى متكافئة بين الدول المنتصرة، لكن الآن الولايات المتحدة الأمريكية لا تحتاج شركاء، فهناك إمبراطورية أمريكية يجب أن تنفرد بالعالم وفقا لمصالحها، لتتحول المنظومة العالمية من عولمة اقتصادية وسياسية واجتماعية تحت إشراف دول، إلى عولمة شركات وانتهاء دور الدول، وهو ما يفسر الصراع الذى تخوضه الولايات الأمريكية مع الأوروبيين وغيرهم من دول العالم.
أما اقتطاع الأراضى من الآخرين فليس بجديد فقد سبق للولايات المتحدة ضم تكساس للولايات الأمريكية سنة 1845 بعد حرب خاضتها ضد جارتها الجنوبية المكسيك.
كيف يتعامل الشعب المصرى مع هذه التحديات؟
سيد عبدالعال: فى البداية يجب أن أوضح بعض الأمور، هناك 3 منابر سياسية ممثلة فى هذه الندوة، لكن وطنيا هى منبر واحد، فالمصريون فى أوقات الخطر لا يرون وفقا لمصالح الشخصية ولكن من خلال الرؤية العامة للشعب المصرى ومصالح الدولة، والتمسك بوحدة الأرض والشعب، وقدسية الأرض، وهذا كان يتطلب جيشا قويا ليس للاعتداء على الآخرين لكن جيشا قويا يتمكن من الانتقال بمصر من الدفاع إلى حالة الأمن الاجتماعى، فاليوم الشعب المصرى «شايل» سلاحه وجاهز، لذلك يجب أن نعزز هذه الحالة بالاصطفاف الشعبى خلف القيادة المصرية والقوات المسلحة.
كيف تتعامل الدولة المصرية مع التصعيد الأمريكى فى المنطقة؟
عفت السادات: نحن فى مرحلة صعبة جدا للأسف الشديد، ولا بد أن نعود إلى التفكير فى «مصر أولا»، فهناك متغيرات كثيرة فى العالم، والعالم والشرق الأوسط بشكل خاص فى حالة ارتباك، لذلك فإن الاصطفاف الشعبى خلف الدولة والقيادة السياسية ضرورة لمواجهة التحديات الدولية والإقليمية الراهنة، لكن لابد أن نتعامل مع هذه القضية بواقعية شديدة، «ترامب» أعلن منذ اليوم الأول أنه سيضع الولايات المتحدة الأمريكية سياسيا واجتماعيا واقتصاديا أولا، وذلك من أجل الانفراد بالقوة فى العالم، لذلك يجب ألا نُهمل تصريحات الرئيس الأمريكى، وأن نأخذها على محمل الجد، وأن يتم التعامل معها من خلال طرح حلول حقيقية للمشكلات التى يصدرها للعالم، وذلك من أجل الحفاظ على الأمن القومى المصرى.
فالدولة المصرية صاحبة الدفاع الراسخ والمستمر عن القضية الفلسطينية، والقرارات من 7 أكتوبر، وحتى الآن واضحة وحاسمة وخطوط حمراء للمجتمع الدولى والعالمى، فمصر نجحت على مدار 15 شهرا على وضع القضية الفلسطينية على الأجندة الدولية، لكن يجب أن نتعامل اليوم مع المشهد بشكل مختلف فى ظل مجتمع عالمى يبحث عن مصالحه ويضع بلاده ومصلحة شعوبه أولوية، لذلك آن الآوان لمصر، رغم العروبة أنه لو لم يكن الدعم العربى فى إطار حقيقى ومشاركة حقيقية من الدول التى تدعى أنها العروبة فعلى الدولة المصرية ألا تتحمل العبء وحدها، فقد كانت هناك محاولات منذ عهد الرئيس محمد أنور السادات لحل القضية، لكنها لم تستغل، لذلك أنا أعتبر الفلسطينيين أصحاب «الفرص الضائعة».
هناك زاوية أخرى أرغب فى التأكيد عليها، وهى أن استمرار الانقسام بين مكونات المجتمع الفلسطينى وغياب القيادة الحقيقية أكبر خطر على القضية الفلسطينية، فعلى الشعب المصرى ألا يتحمل أكثر من ذلك، فالشعب المصرى تحمل أكثر مما يحتمل لكن لا يجب أن نتبنى قضايا أصحابها يتخلون عنها بشكل واضح، حاولنا رأب الصدع مرات، وتمت الدعوة لاجتماعات للم الشمل من أجل صياغة رؤية فلسطينية موحدة، لكن الانقسام بيزيد، لذلك آن الآوان لمصر أن ترى الأمور بمنظور مختلف، فنحن نجحنا فى استرداد كرامتنا وأرضنا بالرؤية المختلفة، لذلك نجحنا فى تحقيق السلام فباتت مصر واحة للسلام، لذلك إذا لم يتم التعامل على نفس المستوى المسؤولية من الآخرين يجب أن نعيد النظر فى هذا الملف، من أجل تحقيق مستقبل أفضل لأولادنا فى توقيت تستأسد فيه الولايات المتحدة على العالم.

النائب حازم الجندى
ماذا تمتلك غزة لكى تسعى الولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة عليها؟
حازم الجندى: من الملاحظ أن العالم يشهد حالة من الارتباك منذ تولى دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، فقد أثارت تصريحاته المتناثرة شرقا وغربا حالة من الجدل، ربما ذلك لرغبة منه فى صرف نظر العالم عن قضية غزة، لكن يجب النظر إلى تصريحات ترامب حول رغبة الولايات المتحدة فى السيطرة على قطاع غزة، وإعادة توطين سكانه الفلسطينيين فى دول مجاورة مثل مصر والأردن، من أجل تحويل غزة إلى وجهة سياحية تُشبه «ريفيرا الشرق الأوسط».
نعم، هناك دوافع اقتصادية وسياسية وراء اهتمام ترامب بالسيطرة على غزة وتحويلها إلى «ريفيرا الشرق الأوسط»، الأمر الذى يدفعنا للتساؤل عما يمتلكه قطاع غزة صغير المساحة، والذى لا يزيد طول ساحله عن 41 كم لتعظيم مطامع الولايات المتحدة.
والحقيقة أنه إلى جانب ما يمتلكه قطاع غزة من موقع مهم على البحر المتوسط، ما يجعلها نقطة جذب للاستثمارات فى مجالات السياحة، الشحن البحرى، والتجارة، فضلا عن تحويلها إلى وجهة سياحية شبيهة بدبى قد يدر أرباحا ضخمة، فإنها تمتلك أيضا موارد طبيعية شديدة الأهمية أبرزها الغاز الطبيعى، حيث تم اكتشاف حقل «غزة مارين» فى أواخر التسعينيات، ويُقدر احتياطيه بحوالى 1 تريليون قدم مكعب من الغاز، ويقع هذا الحقل قبالة سواحل غزة، ولم يتم تطويره أو استغلاله بشكل كامل حتى الآن، كذلك الرمال السوداء، فهى تحتوى على معادن ثقيلة ذات قيمة اقتصادية عالية.
الرئيس الأمريكى ينظر إلى غزة بنظرة الطامع الذى يبحث عن تحقيق مكاسب اقتصادية، دون أى اعتبارات إنسانية أو سياسية تتعلق بالفلسطينيين، فإسرائيل وحلفاتها الولايات المتحدة ترغب فى تحويل غزة إلى منطقة اقتصادية مفتوحة، مما يجعلها بوابة للتجارة بين إسرائيل والدول العربية، ومن ثم تعزيز خطط التطبيع الاقتصادى.
لذلك تسعى الولايات المتحدة لتفريغ غزة من سكانها أو تقليل عدد الفلسطينيين بما يخدم الأجندة الإسرائيلية من خلال تقليل التهديدات الأمنية بفرض واقع سياسى جديد الفلسطينيين ليسوا جزءا منه.
ماذا عن موقف الدولة المصرية فى التعامل مع هذه التهديدات التى تمس الأمن القومى المصرى بشكل مباشر؟
حازم الجندى: بالتأكيد تهجير أكثر من مليونى فلسطينى من غزة، بوعود تحسين مستوى المعيشة وتخفيضات ضريبية فى أماكن التوطين الجديدة لن تكون مقبولة لدى الشعب الفلسطينى، كونها انتهاكا لحقوقهم التاريخية والقانونية، الرئيس الأمريكى للأسف لا يفهم العقلية العربية التى تتعامل مع الأرض باعتبارها العرض لا يمكن التفريط به، على عكس العقلية الأمريكية والأوروبية.
كذلك الوضع بالنسبة لدول المنطقة فمصر أول من تصدى لمخطط التهجير معتبرة ذلك تهديد واضح لاستقرار المنطقة، فضلا عن أنها تستهدف تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على الهوية الفلسطينية فلا يمكن أن تكون هناك هوية بلا وطن، لذلك أعتبر الموقف المصرى موقف تاريخى والرئيس عبدالفتاح السيسى يقود مصر فى لحظة تاريخية يسعى فيها لحماية أمن مصر القومى وحماية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى، الأمر الذى يتطلب وقوف الشعب المصرى خلف الدولة والقيادة السياسية من أجل عبور هذه التحديات، وهنا يجب التأكيد على أن المخطط الذى يُنفذ الآن كان مخططا له من وقت 25 يناير 2025 من أجل تفتيت الدولة المصرية لكن بذكاء الشعب المصرى وجهود الرئيس عبدالفتاح السيسى أُفشل المخطط قبل أن يبدأ، فخلال عام من حكم الإخوان المفسدين أبدى الرئيس المعزول ترحيبه بمنح سكان قطاع غزة جزءا من سيناء، بحكم - ما تحدث عنه وقتها - «النسب والأخوة»، لكن الجيش المصرى نجح فى وأد هذا الأفكار، فاجتمع المصريون على قلب رجل واحد من أجل إفساد المخططات الصهيونية، فالقضية الفلسطينية مصر تحملها على عاتقها منذ عقود طويلة، وخاضت حروبا عسكرية وسياسية وإنسانية طويلة من أجلها، من أجل الحفاظ على الهوية والقضية الفلسطينية، وحماية حق الشعب الفلسطينى فى تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.

عفت السادات
الرئيس السادات أكد أن 99% من أوراق المنطقة فى يد الولايات المتحدة الأمريكية.. فماذا تمتلك مصر فى مواجهة المخططات الأمريكية؟
عفت السادات: الرئيس ترامب يختلف عن أى رئيس أمريكى سابق، دور المؤسسات ليس أساسسا بل ثانوى، يتمتع باستقلالية ورؤية مختلفة تماما عن سابقيه من الرؤساء الأمريكيين، لذلك تصريحاته يجب أن تؤخذ على محمل الجد، فهو ماض قدما لتنفيذ كل ما يعلنه، الرئيس السادات تعامل برؤية واضحة وكاشفة مكنته من تحقيق نجاحات، لذلك لازم نفكر بنفس الأسلوب، الرئيس السيسى واضع القضية على رأس أولوياته، لكن إلى متى وأصحاب القضية منقسمون لا يبحثون عن الصالح الحقيقى لقضيتهم؟ إلى متى سأضحى بمقدراتى وأبنائى من أجل قضية أبناؤها لا يؤمنون بها؟.
وهنا عقب النائب حازم الجندى: بالتأكيد مصر تمتلك عدة أوراق ضغط يمكن أن تستخدمها لمواجهة الموقف الأمريكى بشأن غزة، سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى أو الأمنى، فمصر تسيطر على معبر رفح، وهو المنفذ البرى الوحيد لقطاع غزة غير الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، وبالتالى يمكنها التأثير على أى خطط متعلقة بتوطين الفلسطينيين أو إعادة إعمار القطاع، وخلال الفترة الماضية لعبت مصر دورا أساسيا فى ملف التهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، ومن ثم أى تراجع مصرى عن هذا الدور قد يؤدى إلى تصعيد أمنى فى غزة يؤثر على إسرائيل والولايات المتحدة، فضلا عن الجهود التى تقوم بها مصر الآن، من خلال اللجوء إلى المجتمع الدولى، خاصة الاتحاد الأوروبى والصين وروسيا، لخلق توازن سياسى فى مواجهة الضغوط الأمريكية.
ويجب على الجميع ألا يغفل أن الولايات المتحدة تعتمد على مصر كشريك استراتيجى فى المنطقة، سواء عبر التعاون العسكرى أو من خلال اتفاقيات أمنية، ويمكن لمصر تقييد التعاون العسكرى إذا تعرضت لضغوط غير مقبولة، خاصة أن أى عدم استقرار فى غزة قد ينعكس على سيناء، مما قد يؤثر على الأمن الإقليمى ويدفع مصر لاتخاذ إجراءات دفاعية قد تعرقل أى مخططات أمريكية.
كما أن مصر شريك رئيسى فى مكافحة الإرهاب، وأى تراجع فى التعاون الأمنى مع واشنطن قد يُصعب على الولايات المتحدة وإسرائيل الحفاظ على الاستقرار فى المنطقة، وبالتأكيد الشعب المصرى يلعب دور مهم فى قيادة الرفض الشعبى بالمنطقة، فمصر ليست بلا أوراق، لكنها تحتاج إلى استراتيجية متوازنة تجمع بين الدبلوماسية، الضغط الاقتصادى، والأمنى، والتنسيق مع القوى الإقليمية والدولية لمواجهة أى تهديدات تتعلق بغزة.

سيدعبد العال رئيس حزب التجمع
البعض يحاول الترويج لمسألة التهجير الطوعى.. هل ترى أن الشعب الفلسطينى مستعد لذلك؟
سيد عبدالعال: فى البداية أريد أن أوضح شيئا بشأن مسألة التهجير الطوعى التى يحاول البعض الترويج لها، وخاصة بعد تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بأن الرئيس عبد الفتاح السيسى يرفض فتح معبر رفح أمام الفلسطينيين الراغبين فى التهجير، بأن المشهد الذى تم بعد وقف إطلاق النار من السيل الجارف من الفلسطينيين العائدين من الجنوب إلى الشمال المدمر لا يمتلكون خيمة يقيمون فيها يعتبر رد قاطع على مسألة التهجير الطوعى.
هل الرؤية المصرية بشأن إعمار قطاع غزة قادرة على التصدى لمخطط التهجير؟
حازم الجندى: الملف المصرى به حلول وخطوط حمراء وهى التهجير خط أحمر وسيناء خط أحمر، الإعمار الداخلى لقطاع غزة سهل تحقيقه بالفكر المصرى على أرض الواقع ولدينا نماذج على هذا فى مصر، مثلما رأينا العشوائيات وكيف تحولت رأسا على عقب لذلك الدولة المصرية من السهل عليها إعادة إعمار غزة بدون تهجير أهلها، وهناك أفكار مطروحة على سبيل المثال وهى إعادة تدوير الركام وبالتالى تقل التكلفة لكن هم لا يريدون التفكير ولا إيجاد الحلول لأنهم يعلمون أننا لدينا كافة الحلول المنطقية.
لذلك تتحرك مصر بكل مؤسساتها من أجل تكوين تكوين رأى عام عالمى داعم للجهود المصرية، إلى جانب بالتأكيد موقف عربى موحد لتعزيز الدعم السياسى والاقتصادى لإعادة إعمار غزة وفق الرؤية المصرية الأمر الذى يُشكل ضغط على إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، فمصر لديها قدرة كبيرة على ممارسة ضغوط دبلوماسية وإقليمية لإجبار إسرائيل على الالتزام بعدم تهجير الفلسطينيين، فمصر تتحرك بقوة دبلوماسيا وإنسانيا لمنع التهجير وفرض رؤيتها، لكن نجاح ذلك يعتمد على تفاعل الأطراف الدولية والإقليمية مع هذه الجهود، ومدى تصعيد إسرائيل لمخططاتها.
وبالمناسبة أتوجه بالتحية إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى على عدم تلبية دعوة الرئيس الأمريكى.
ما هو رأيك فى تعامل الدولة المصرية مع القضايا والتحديات الإقليمية الراهنة؟
سيد عبدالعال: هناك مدرسة عريقة للسياسة الخارجية ترجع لما قبل الجمهورية أيام العصر الملكى، وبالتالى توجد طمأنينة للإدارة الخارجية لأنها دائما فى حالة استباق الأحداث وفى الفترة الحالية نرى نشاط وزارة الخارجية ووزير الخارجية والأجهزة المعاونة له والحقيقة أن وزير الخارجية بدر عبدالعاطى شخص مؤثر بجانب البيانات المتتالية التى تخرج بشكل متسارع تقول إن هناك مدرسة قوية جدا ترى كيف تصيغ البيان بالصيغة المناسبة، وأيضا نتأكد أن الخارجية مدعومة بالكامل من رئيس الجمهورية.
والرئيس لديه قراءة للمشهد لا يعتمد فيها إلا على رصيده لدى الشعب المصرى والشعب فى هذه القضية يعتبرها قضية وطنية لا فلسطينية فحسب، والمصريون يثقون فى وزارة الخارجية والرئيس السيسى.
هل هناك مبادرة نطرحها من خلال «اليوم السابع»؟
عفت السادات: أدعو الرئيس لاجتماع مع القيادات الحزبية على الأقل الممثلين بالبرلمان للتحاور، والمناقشة لأن يجب على الشعب كله أن يشعر أننا كلنا مشاركون فى هذه المرحلة.
سيد عبدالعال: نحن فى لحظة تعبئة عامة وبالتالى مطلوب تكتل وطنى واسع يشمل أحزاب ونقابات واصطفاف خلف القيادة السياسية وحالة التعبئة لكى تستمر يلزمها أمران الأول هو الحد الأقصى من الرضا الشعبى على الأسعار فى الأسواق وممارسة الحكومة لرقابتها على الأسواق خاصة أن هناك فرقا كبيرا فى الأسعار.
الأمر الثانى هو إمكانية الإعلام فى استضافة ومناقشة المواطنين عبر مؤسسات حزبية أو نقابية وممثليهم ويكون هناك أمل لإصلاح اقتصادى ومراجعة الاتفاق مع صندوق النقد الدولى، فى الانتخابات الحالية نريد أن تكون هناك كتلة وطنية نريد أن تكون خلف القيادة السياسية فى هذه الفترة وهم الشباب من سن 15 إلى 22 سنة وهم خارج الحسبة، ولكنها قابلة للتعبئة السريعة، وهم مستهدفون بقضية الوعى الفترة الحالية.
حازم الجندى: يجب أن يكون هناك حوار وطنى يجمع فيه كل الأحزاب بمختلف الرؤى والنقابات والهيئات بحيث يطلع قرار واحد لدعم القيادة السياسية لما يدور من مخططات خارجية لإذلال مصر لتوافق على أى شىء.
والمساعدات الأمريكية لا تمثل أكثر من 1% من الناتج القومى فلا نريدها ونستطيع الاستغناء عنها ببساطة إذا كانوا يظنون أنها ستكون وسيلة ضغط على مصر بل هم الخاسرون لأننا نقدم لهم أكثر مما يقدمونه مثل العبور المفضل بقناة السويس والكثير من التسهيلات وهو ما يجعلنا نستبدل أمريكا بأى دولة أخرى.