أعلن البطاركة ورؤساء الكنائس فى القدس، الجمعة، عن دعمهم الكامل لموقف الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني بن الحسين، وغيرهم من القادة الذين تمسكوا بثبات واضح لا لبس فيه، في رفض أي محاولة لاجتثاث أبناء غزة من أرضهم، مؤكدين أن جهودهم الدؤوبة في تقديم المساعدات الإنسانية ورفع نداء الضمير العالمى، والإصرار على حماية المدنيين تمثل أرقى صور القيادة المسؤولة.
ودعوا في بيان مشترك صدر قبل قليل إلى ضرورة الإفراج عن جميع الأسرى من الجانبين، ليعودوا سالمين إلى عائلاتهم، مناشدين جميع المؤمنين، والحكومات، والمجتمع الدولي، بالتحرك الفوري والحاسم لوقف هذه الكارثة الإنسانية، مؤكدين أنهم لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لاقتلاع شعب عانى من ويلات لا حدود لها، مشددين على ضرورة أن تسمو قدسية الحياة الإنسانية والواجب الأخلاقي في حماية المستضعفين على قوى الدمار واليأس، داعين إلى فتح ممرات إنسانية فورية وغير مقيدة لتقديم الإغاثة العاجلة لمن هم في أمس الحاجة إليها. فالتخلي عنهم الآن هو تخلّ عن إنسانيتنا المشتركة، بحسب البيان.
وأضاف البيان: "بصفتنا أمناء على الإيمان والضمير المسيحي في هذه الأرض المقدسة، نرفع أصواتنا بقلوب يملؤها الأسى وعزيمة لا تلين أمام المعاناة المستمرة التي تعصف بغزة."، مؤكدين أن الدمار الذي تشهده هذه اللحظة أمام أنظار العالم يمثل مأساة أخلاقية وإنسانية جسيمة، إذ أزهقت آلاف الأرواح البريئة، وتحولت مجتمعات بأكملها إلى أنقاض، فيما يواجه من هم أشد ضعفًا، الأطفال وكبار السن والمرضى، معاناة تفوق حدود الوصف.
وتابع البيان : فى ظل هذا الألم، نجد أنفسنا مدفوعين للحديث عن الخطر الداهم المتمثل في التهجير القسري الجماعي، وهو انتهاك صارخ يضرب في جوهر الكرامة الإنسانية، إن أهل غزة، الذين توارثوا العيش في أرض أجدادهم عبر الأجيال، لا يجوز أن يُجبروا على المنفى، ولا أن يُجردوا من منازلهم وتراثهم وحقهم الأصيل في البقاء على أرضهم التي تشكل جوهر هويتهم ووجودهم. وكما يفرض علينا إيماننا المسيحي، لا بد أن نعلي صوتنا أمام هذه المأساة، فالإنجيل يوصينا بالدفاع عن كرامة كل إنسان. إذ يقول الله في كتابه المقدس: "وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَسُنُّونَ شَرَائِعَ ظُلْمٍ، وَلِلْكَتَبَةِ الَّذِينَ يُسَجِلُونَ أَحْكَامَ جَوْرٍ ! لَيَصُدُّوا الْبَائِسِينَ عَنِ الْعَدْلِ، وَيَسْلُبُوا مَسَاكِينَ شَعْبِي حَقَّهُمْ" (إشعياء ۱۰: ۱-۲).
واستطرد البيام بالقول: وفيما نرفع صلواتنا من أجل الثكالى، والجرحى، ومن بقي صامدًا في أرض أجداده، نستذكر وعد الكتاب المقدس: "الرَّبُّ عَاضِدٌ كُلَّ السَّاقِطِينَ، وَمُقَوّمٌ كُلَّ الْمُنْحَنِينَ" (مزمور ١٤٥: ١٤). ليمنح الله الرحيم القوة للمظلومين، ويلين قلوب أصحاب السلطة، وليشرق سلام عادل يصون الكرامة الإنسانية.
بدوره، ثمن الرئيس فلسطينى محمود عباس، موقف الفاتيكان وقداسة البابا فرنسيس الرافض لتهجير أبناء شعبنا الفلسطينى، والداعى لوجوب بقائهم فى أرضهم.
وقال الرئيس الفلسطينى - فى برقية شكر أرسلها للبابا فرنسيس؛ ونقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) اليوم /الجمعة/ - "نعرب عن تثميننا لموقف الفاتيكان، الرافض لترحيل الفلسطينيين والداعى لوجوب بقائهم فى أرضهم، ومن يجب أن يغادر هو الاحتلال؛ وهو ما يتوافق مع الشرعية الدولية، والأخلاق واحترام حقوق الإنسان".
وأكد ثقته فى "دعم الفاتيكان لمساعينا النبيلة لتحقيق السلام العادل فى المنطقة، وأهمها تثبيت وقف إطلاق النار فى غزة، ووقف العدوان الإسرائيلى الحالى على مدن ومخيمات الضفة الغربية، وتسريع إعادة إعمار غزة، وإعادة ربطها بالضفة الغربية، وتولى دولة فلسطين مسئولياتها، والذهاب لتنفيذ حل الدولتين على أساس خطوط العام 1967، وإنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة المستقلة، المتكاملة جغرافيا، والقدس الشرقية عاصمتها، لنحيا مع شعوب المنطقة كافة، بأمن وسلام واستقرار".