لم يكن الاحتفال بـ عيد الحب في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1929 تقليدياً، فما شهدته ليلة الاحتفال كان دموياً أكثر مما يحتمله سكان حي بروكلين الشهير بمدينة نيويورك، وأفراد ورموز عالم الجريمة على حد سواء، حيث شهدت تلك الليلة مجزرة دموية بتوقيع آل كابوني زعيم المافيا الشهير.. فما القصة ؟
آل كابوني الذي صعد اسمه سريعاً في عالم الإجرام والشهرة معا بعدما تعددت جرائمه ما بين قتل وسرقة وتجارة مخدرات ، يحمل في قائمته الدموية مذبحة عرفت اعلامياً باسم مجزرة عيد الحب وقعت في مثل هذا اليوم، وبينما كان الأمريكيين يحتفلون بالفلانتين عام 1929.

ضحايا آل كابونى فى مجزرة الفلانتين
وبحسب مؤرخين ووسائل إعلام أمريكية فإن مجزرة عيد الحب وضعت آل كابوني في دائرة الضوء وعلى الرغم من مرور ما يقرب من 100 عام على حدوثها، لا يزال الفاعل مجهولا بموجب التحقيقات الرسمية، إلا أن أصابع الاتهام كانت ولا تزال تشير إلى آل كابوني.
فلانتين ملطخ بالدماء.. ماذا فعل آل كابوني في عيد الحب ؟
وقعت المذبحة في 14 فبراير عام 1929 ، وهو اليوم الذى يصادف الاحتفال بعيد الحب في العالم ، وأدت إلى مقتل 7 من اهم رجال "باج زموران " والذى كان من بينهم ألبرت كاشليك ، الرجل الثانى في العصابة ، وآدام هاير ، وفرانك جوزنبرج ،وهو الذى أصيب بحوالي 14 رصاصة ، وكل ذلك كان بواسطة عدد من رجال آل كابونى الذين ارتدوا أزياء رجال شرطة وقتلوا هؤلاء الرجال السبعة بجوالى 70 رصاصة وذلك خلال عملية ضبط لشحنة من الكحول.

محاكاة لمجزرة عيد الحب
وتم تصوير الجريمة على نطاق واسع ، وتصدرت الصفحات الأولى للصحف الكبرى في المدينة ، وبعد قليل كل أصابع الاتهام توجهت إلى آل كابونى الملقب بـ سكارفيس ، إلا أنه قال مدافعا عن نفسه إنه كان في ذلك اليوم في فلوريدا على بعد 2000 كيلومتر من مكان وقوع الجريمة، وأنه كان يعاني من مشاكل صحية.
لا يفوتك..
ليالى اسكوبار الحمراء فى عيد الحب داخل السجن.. أسرار جديدة فى حياة بابلو
واشتهرت تلك الفترة بالصراع بين العصابات التي احتكرت تجارة وتصنيع الخمور والتهريب، عقب تمرير تعديل دستوري أقر حظر المشروبات الكحولية، وكانت أرباح عصابة آل كابوني حوالى 60 مليون دولار سنويا، وكانت ثروته في 1927م بنحو 100 مليون دولار.

مذبحة عيد الحب
وأصبح آل كابونى بعد هذه المجزرة ، الرجل الأول في العصابات ، حيث أنه تخلص من منافسيه الأشهر في شيكاغو، دون إدانته.
ولد آل كابوني عام 1899 في بروكلين، نيويورك، لعائلة من المهاجرين الإيطاليين، وترك الدراسة في سن مبكرة وانخرط في الجريمة كعضو في العصابات التي كانت "الأقسام الدنيا من مجموعات المافيا"، كما يقول الصحفى سامبر بيزانو في كتاب ألفه عن رجل العصابات.

صحيفة تنشر صور لضحايا آل كابونى
الحب في حياة آل كابوني .. قصة غرام مع الأيرلندية ماري جوزفين
تزوج ألفونس جابرييل كابوني في 30 ديسمبر 1918، عندما كان عمره 20 عامًا، من المرأة الأيرلندية ماري جوزفين كوفلين، التي أنجبت له ابنًا، وانتقل الزوجان المتزوجان إلى شيكاغو، بعد عرض تلقاه للعمل كحارس في أحد بيوت الدعارة ، و لم يكن الزوجان موضع ترحيب من قبل المجتمع في ذلك الوقت وتعرضا للكثير من الانتقادات ، لدرجة أن الكثيرين قارنوه بقصة الحب "روميو وجولييت"، المأساة التي كتبها ويليام شكسبير.

محاكاه لمجزرة الفلانتين
وفى العشرينات ، سافرت آلاف العائلات من أيرلندا وإيطاليا إلى الولايات المتحدة هربًا من الفقر. وانضم كوفلين وكابوني إلى قائمة المهاجرين. وبحسب من درسوا حياة العصابات، فإن العائلتين كانتا تمثلان مصالح متعارضة، إلا أنهما كانتا تتقاتلان من أجل نفس الأرض وسط الفقر، وفي هذا السياق، كان الحب بين آل كابوني والمرأة الأيرلندية الجميلة صادماً تماماً بالنسبة لمواطنيه، ومع ذلك فإنهم يقولون إن "زواجهما كان رائعاً حقاً"

صحيفة توثق مجزرة الفلانتين وضحايا آل كابونى
وتوفى فى 25 يناير 1947 عن عمر يناهز الثامنة والأربعين، حقق فيها الكثير وأصبح الأشهر فى عالم الجريمة المنظمة.