فى يوم 14 فبراير لعام 1989 أصدر المرشد الأعلى الإيرانى آية الله روح الله الخمينى حكماً بإعدام الكاتب سلمان رشدى بعد نشر روايته "آيات شيطانية"، الأمر الذى أشعل موجة من الغضب بين المسلمين، الذين اعتبر العديد منهم الكتاب كفراً، وكان هذا الجدل بمثابة اختبار لحدود حرية التعبير في عالم متعدد الثقافات والأديان.
من المرجح أن رشدي كان يدرك أنه يثير الجدل عندما نشر رواية تحمل هذا العنوان، وبعد أشهر من الاضطرابات العامة بشأن الكتاب، أصدر آية الله أقوى رد ممكن، حيث دعا إلى قتل رشدي وناشريه، وفقا لما ذكره موقع هيستورى.
وأدان المسلمون في جميع أنحاء العالم كتاب "آيات شيطانية" - فقد تم حرقه علنًا في بولتون بالمملكة المتحدة، وأثار أعمال شغب مميتة في باكستان وتم حظره بالكامل في العديد من البلدان الإسلامية - لكن فتوى الخميني جلبت الجدل إلى مستويات جديدة.
رفض باعة الكتب في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك العديد من متاجر بارنز أند نوبل في الولايات المتحدة، بيع كتاب "آيات شيطانية" وقد دافع دعاة حرية التعبير والشخصيات المناهضة للدين بشدة عن رشدي، ولكن العديد من الزعماء المسلمين وحتى الشخصيات الثقافية الإسلامية المعتدلة أدانوه صراحة أو على الأقل صرحوا بأنه تجاوز الحدود.
وقد اعتذر رشدي لكل من آية الله والمسلمين في مختلف أنحاء العالم في عامي 1989 و1990، ولكن الاحتجاجات والعنف استمرت.
وتعرض مترجم الرواية الياباني للطعن حتى الموت في عام 1991، بينما أصيب مترجمها الإيطالي بجروح خطيرة على يد مهاجم. وقال رشدي في وقت لاحق إنه نادم على اعتذاره.
في عام 1998، أعلنت الحكومة الإيرانية أنها لن "تدعم أو تعيق" اغتيال رشدي، واستمرت جماعات داخل إيران وأماكن أخرى في جمع الأموال لتوجيهها نحو المكافأة على رأسه.
وبعد 15 عامًا، في 12 أغسطس 2022، تعرض رشدي للطعن عدة مرات أثناء استعداده لإلقاء محاضرة في شمال ولاية نيويورك وأصيب المؤلف بجروح خطيرة لكنه تعافى لاحقًا ويُعتقد أن المهاجم كان بدوافع دينية.
