تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكبير عمر الحريري أحد أبرز نجوم الفن المصري الذي قدم خلال مسيرته أدوارا متميزة، تنوعت بين المسرح والسينما والتليفزيون ما جعله علامة بارزة في تاريخ الدراما المصرية.
ولد الحريري في أسره فنية، فهو ابن أخت ميمي وزوزو شكيب، ونشأ على حب الفن منذ صغره، وكان والده يأخذه معه لمشاهدة مسرحيات علي الكسار وكشكش بيه، وكان يهوى تقليد الشخصيات أمام عائلته أسبوعيا.
وبدأ مشواره الفني مبكرا، حيث شارك في طفولته بفيلم سلامة في خير عام 1937 ثم واصل شغفه بالتمثيل عبر فريق المسرح المدرسي ليؤسس فريقا منافسا للمدارس الأخرى قبل أن يدرس في المعهد العالي للتمثيل.
بعد تخرجه انضم الحريري إلى فرقة يوسف وهبي من خلال مسرحية "الغيرة"، ثم انتقل إلى فرقة المسرح القومي، حيث قدم أعمالا مسرحية لاقت نجاحا واسعا ومهدت طريقه إلى عالم السينما والتلفزيون.
كانت بدايته السينمائية مع فيلم الأفوكاتو أمام مديحة يسري، ويوسف وهبي، سافر إلى ليبيا للمشاركة في تأسيس المسرح الوطني الليبي لكنه عاد الى مصر لاستكمال رحلته الفنية الحافلة.
قدم عمر الحريري أكثر من 300 عمل فني، لكنه لم يحظي ببطولة مطلقة إلا في فيلم واحد هو أغلى من عيني للمخرج عز الدين ذو الفقار، وبالرغم من ذلك استطاع أن يترك بصمة خاصة في جميع الأدوار التي قدمها، وكان واحدا من أكثر الفنانين تعاونا مع عادل إمام حيث عملا معا لمدة 16 عاما وقدما مسرحيتين من أنجح المسرحيات المصرية هما شاهد ما شافش حاجة، والواد سيد الشغال، كما شارك معه في مسلسل أحلام الفتى الطائر.
أما في الدراما التلفزيونية فقدم الحريري أعمالا خالدة من بينها البرنسيسة، أوراق الورد، ساكن قصادي، وأريد حلا، بالإضافة إلى غيرها من المسلسلات، امتدت مسيرته على مدار 50 عاما، وحصل الحريري على العديد من الجوائز والتكريمات منها درع الجماهيرية الليبية ودرع المملكة الأردنية الهاشمية، وتكريم من تلفزيون السودان، وشهادات تقدير من وزارة الهجرة والمصريين بالخارج، ودرع أكاديمية الفنون، وجائزه زكي طليمات.
كان آخر أعماله الفنية مسرحية حديقة الأذكياء التي قدمها قبل رحيله عن عالمنا عن عمر ناهز الـ 85 عاما ليترك وراءه إرثا فنيا خالدا استطاع من خلاله أن يحفر اسمه في ذاكرة الجماهير، بحسب تقرير لـ"صباح الخير يا مصر".