في أول مناظرة تليفزيونية لهم، قبل الانتخابات الألمانية، المقرر انعقادها 23 فبراير المقبل، لاختيار المستشار الألماني، تبادل المستشار الألماني أولاف شولتس ومنافسه المحافظ فريدريش ميرتس الاتهامات، بشأن تشديد سياسة الهجرة واللجوء في البلاد والسياسة الاقتصادية والحرب في أوكرانيا .وبدأت المناظرة التي استمرت 90 دقيقة، وبُثت على القناتين الأولى والثانية في التليفزيون الألماني.
وميرتس هو المرشح الأوفر حظًا ليكون المستشار القادم للبلاد، حيث يتصدر تحالفه المسيحي المحافظ أحدث استطلاعات الرأي بنسبة حوالي 30%، أما شولتس الذي يقود البلاد منذ عام 2021، فقد شهد انخفاض شعبية حزبه الاشتراكي الديمقراطي إلى ما يتراوح بين 15% و18%، ليصبح خلف حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، الذي يحتل المرتبة الثانية بنسب تأييد تبلغ حوالي 21%.
وجرت المناظرة بعد أسبوع واحد فقط من قرار ميرتس المثير للجدل بتمرير اقتراحه بشأن تشديد سياسة الهجرة في البرلمان الألماني، بدعم من حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي.
وأثارت هذه الخطوة موجة من الاحتجاجات في مختلف أنحاء ألمانيا طوال الأسبوع الماضي، وتظاهر ضدها نحو 200 ألف شخص في مدينة ميونيخ.
ووفقًا لدويتش فيله، فقد بدأت المناظرة التي اتصفت بعض أوقاتها بالحدة في إجابات شولتس ومنافسه بموضوع الهجرة واللجوء في ألمانيا، حيث وعد المستشار أولاف شولتس بمواصلة اتباع "النهج المتشدد" في سياسة الهجرة بعد الانتخابات.
وقال شولتس خلال المناظرة التلفزيونية الأولى إنه يؤيد المسار التقييدي عندما يتعلق الأمر بالهجرة غير النظامية، ولا ينبغي على ألمانيا أن تقبل أعمال العنف مثل تلك التي وقعت في أشافنبورج .
وأكد شولتس أنه لم تكن هناك قط قوانين أكثر صرامة في سياسة الهجرة مما هي عليه الآن.
وقال شولتس إن الحكومة الاتحادية تحركت بشأن سياسة الهجرة في عام 2024 وجعلت من الممكن رفض اللاجئين، وكان هناك 40 ألف حالة رفض.
وأوضح أنه ناقش هذا الأمر في اتصالات هاتفية مع رؤساء حكومات الدول المجاورة، ومع ذلك، ليس من الممكن رفض طالبي اللجوء، بينما أكد زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي فريدريش ميرتس أن هذا ممكن بالفعل بموجب القانون الأوروبي والدستور الألماني.
فيما اتهمه منافسه مرشح التحالف المسيحي لمنصب المستشار فريدريش ميرتس بالسماح لأكثر من مليوني مهاجر غير نظامي بالدخول إلى ألمانيا، وهذا يعادل أكثر من عدد سكان مدينة هامبورغ. واتهم شولتس قائلا: "تحالفكم لا يقوم باتخاذ الإجراءات الضرورية".
بدوره اتهم شولتس التحالف المسيحي بتعريض الاتفاقات التي تم التوصل إليها في سياسة اللجوء الأوروبية للخطر.
وقال في هذا السياق متسائلا بحدة: لماذا يجب أن نكون أغبياء إلى هذا الحد؟ في الوقت الذي نفذت فيه ألمانيا أخيرا إصلاح اللجوء الأوروبي بعد سنوات عديدة، يريد التحالف المسيحي أن يتصرف بمفرده على المستوى الوطني، وهو ما لن يقف أمام محكمة العدل الأوروبية أو أي محكمة إدارية، وأضاف شولتس إن هذا من شأنه أن يعرض ما تم تحقيقه للخطر.
مقترح ترامب بشأن غزة
وانتقد المستشار الألماني أولاف شولتس خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحويل قطاع غزة إلى ما أسماه "ريفييرا الشرق الأوسط". وقال شولتس في المناظرة تلفزيونية مع مرشح التحالف المسيحي فريدريش ميرتس: هذا التصريح فضيحة، وهو مصطلح رهيب، و نقل الناس أمر غير مقبول وينتهك القانون الدولي.
أما ميرتس فقال إن تعليقات ترامب مزعجة للغاية، ولكن يبقى أن نرى ما المقصود بجدية وما سيتم تنفيذه في نهاية المطاف.
الاقتصاد
واختلف المستشار أولاف شولتس ومنافسه على منصب المستشار فريدريش ميرتس حول المسار الصحيح في السياسة الاقتصادية، وقال ميرتس إن ألمانيا تعيش عامها الثالث من الركود وإن هناك المزيد من حالات الإفلاس وارتفاع في أرقام البطالة، متهما شولتس بأن لديه تصورا خاطئا حول مدى خطورة المشاكل الاقتصادية التي تحيط بألمانيا.
ونوه شولتس إلى عواقب حرب روسيا ضد أوكرانيا باعتبارها السبب الرئيسي وراء النمو الضعيف في هذا البلد، مشيرا أيضا إلى التقدم المحرز في توسيع نطاق الطاقات المتجددة.
وانتقد المستشار الألماني أيضا خطط الضرائب التي وضعها الاتحاد المسيحي، قائلا إن الاتحاد يريد تخفيف العبء في المقام الأول على أصحاب الدخول المرتفعة، في إشارة إلى خطط الاتحاد لإلغاء ضريبة التضامن مع ولايات ألمانيا الشرقية السابقة بشكل كامل حتى على أصحاب الدخول العالية.
كما اختلف المستشار شولتس وميرتس أيضا بشأن قضية إصلاح نظام كبح الديون. وقال ميرتس إنه في إطار نظام كبح الديون أصبح من الممكن بالفعل تحمل ديون بقيمة 50 مليار يورو في عامي 2024 و2025.
بدوره أكد شولتس أن التحديات المالية للاستثمارات والإنفاق الأمني تتطلب الإصلاح. وأضاف: "لن نتمكن من القيام بذلك دون إصلاح نظام كبح الديون، ونحن قادرون على تحمل ذلك". ويشير إلى مستويات الديون الأعلى بشكل ملحوظ في جميع بلدان مجموعة السبع الأخرى.
الحرب في أوكرانيا
على عكس شولتس أيد ميرتس مرة أخرى توريد صواريخ تاوروس المجنحة إلى أوكرانيا، وقال إنه دائما ما أوضح أن هذه الخطوة يجب أن تتم بالتشاور مع الشركاء الأوروبيين. "كان ينبغي لأوكرانيا أن تحصل على دعم عسكري أقوى منذ البداية".
وعلى غرار المستشار شولتس قال ميرتس إن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي ليس مدرجا على جدول الأعمال حاليا.بدوره قال شولتس إن مفتاح أمن أوكرانيا بعد وقف إطلاق النار يتمثل في بناء جيشها القوي أولا.
التعاون مع اليمين المتطرف
وشدد المرشح المحافظ لمنصب المستشار فريدريش ميرتس على أن حزبه الاتحاد المسيحي الديموقراطي لن يتعاون أبدا مع حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي. وفي هذا السياق قال ميرتس: "أود أن أوضح مجددا هنا أننا لن نقوم بذلك"، مشددا على "عدم وجود أرضية تفاهم" ممكنة بين حزبه والبديل من أجل ألمانيا.