تستمر سلسلة الخناقات التي بدأت مع تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، مع عدد من قادة أمريكا اللاتينية ، وخاصة رئيس كولومبيا جوستافو بيترو ، الذى نفى مزاعم ترامب بأنه طلب العفو من الولايات المتحدة بسبب ترحيل المهاجرين .
وتعتبر أمريكا اللاتينية واحدة من أكثر المناطق تأثرا بعودة ترامب للبيت الأبيض ، ويواجه زعماء القارة اللاتينية العديد من التحديات في ظل القرارات الأمريكية الجديدة والخاصة بقضايا الهجرة والتجارة والعلاقات الإقليمية ،وذلك تصعيد ترامب لإجراءاته ضد بعض الدول ، منها كولومبيا والمكسيك.
ونفى الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو مزاعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه اعتذر للولايات المتحدة بعد أزمة ترحيل المهاجرين ، وقال "سأعتذر لو كنت متورطا في الإبادة الجماعية في غزة".
وقال بيترو من حسابه على موقع X: "عزيزي رئيس الولايات المتحدة، كنت سأطلب المغفرة لو كنت متواطئا في الإبادة الجماعية في غزة"، كما كتب "ابتهج "أزيلوا الحصار الاقتصادي وسوف تنخفض الهجرة حقا"، مضيفا "الحكومة الكولومبية مستعدة للقتال معكم حتى لا يقتل الناس بعضهم البعض أو حتى يتوقف الأقوياء عن سجن أو قتل الأطفال بالقنابل في جميع أنحاء العالم. وأضاف "أؤكد لكم أنه إذا أنهينا الحروب فإن الهجرة سوف تنخفض".
وكان بيترو قال في وقت سابق لترامب: "حصاركم لا يخيفنا وبلادنا مفتوحة للجميع"، أكد بيترو أن لدى بلاده أكثر من 15 ألف مقيم أمريكي غير نظامي بموجب القوانين الكولومبية، مؤكدا أنه عليهم تسوية وضع إقامتهم فى البلاد ، وأعلن بيترو عن فرض رسوم بنسبة 25% على السلع الأمريكية الواردة إلى البلاد.
وكتب بيترو على موقع "إكس" للتواصل الاجتماعى، أنه وجه وزير التجارة الخارجية بزيادة الرسوم على الواردات من الولايات المتحدة بنسبة 25%
وأضاف أن "الوزارة يجب أن تساعد فى توجيه صادراتنا إلى العالم كله، غير الولايات المتحدة، ويجب توسيع صادراتنا، وأدعو كافة المجتمعات الكولومبية في الخارج إلى تسويق منتجاتنا".
قمة طارئة
وأشارت صحيفة انفوباى الأرجنتينية إلى أن رؤساء دول أمريكا اللاتينية عقدوا قمة طارئة، للرد على عمليات الترحيل الجماعي للمهاجرين التي يشنها الرئيس ترامب، حيث أنه فرض رسوما جمركية بنسبة 25% على التجارة مع كولومبيا وفرض عقوبات على التأشيرات وغيرها بعد أن منع الرئيس اليساري جوستافو بيترو الرحلات الجوية العسكرية الأمريكية التى كانت ترحل المهاجرين، وانتهت المواجهة في غضون ساعات بعد أن رضخت بوجوتا لمطالب واشنطن.
ويقول الخبراء إن ترامب كان ينظر إلى المنطقة دائما على أنها "مشكلة يجب حلها" وليس "حليفًا استراتيجيًا"، ولهذا السبب كانت الأجندة مع أمريكا اللاتينية "سلبية" دائمًا، وتركز على قضايا مثل تهريب المخدرات والجريمة والتهريب غير المشروع.
وأشار الخبير الأرجنتينى ، خوان إجناسيو بيركوكو، دكتور في العلاقات الدولية، "ما يختلف هذه المرة هو أن ترامب يصل بدعم شعبي لا شك فيه وبخطة أكثر تحديدا"، وأضاف الأستاذ من جامعة سلفادور: "هذا يعني أننا قد نشهد سياسات أكثر حزما، مثل استخدام الاستراتيجيات العسكرية لمعالجة القضايا الأمنية، وزيادة المواجهة مع الصين، وهو ما من شأنه أن يؤثر بشكل غير مباشر على المنطقة".
ويتفق عالم الاجتماع فرانكلين راميريز جاليجوس مع هذا الرأي "إن الاتجار بالمخدرات والهجرة يظلان في طليعة اهتمامات الولايات المتحدة فيما يتصل بأمريكا اللاتينية".
من ناحية أخرى، فإن المكسيك في وضع أكثر إزعاجًا وقد كانت بالفعل هدفًا لعدة تصريحات مزعجة من قبل ترامب، مما يضع الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم في موقف معقد، حيث سيتعين عليها التعامل مع الأمور بحذر شديد. المفاوضات مع واشنطن، وقال إن "الجانبين بحاجة إلى موازنة الاتفاقيات والتنازلات للحد من الأضرار التي قد تلحق بالعلاقات الثنائية".
"بفضل سياسة خارجية حذرة، قد تتمكن المكسيك من النجاة من فظائع ترامب خلال السنوات الأربع المقبلة. والعلاقة قوية ووفيرة ومتواصلة إلى الحد الذي يجعلها تقاوم حاكماً مثله"، كما يوضح لارا من حزب لارا المكسيكي.
"كانت كولومبيا على مر التاريخ واحدة من أقرب البلدان إلى الولايات المتحدة على كافة الجبهات، وقال الرئيس الأمريكي إن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى أمريكا اللاتينية، وذلك خلال حديثه للصحفيين من مختلف أنحاء العالم ، وردا على سؤال من مراسل برازيلي سأل الرئيس عن رأيه في العلاقات الأمريكية مع أمريكا اللاتينية والبرازيل، قال ترامب "يجب أن تكون رائعة" لأننا "لا نحتاج إليها".
كوبا دولة راعية للإرهاب
وقع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمرا تنفيذيا بإعادة تصنيف كوبا "دولة راعية للإرهاب"، وبذلك فقد ألغى قرار الرئيس السابق جو بايدن، الذى رفع كوبا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، حيث كانت مدرجة فى القائمة منذ عام 2021، وقال البيت الأبيض فى بيان صدر بعد ساعات من تنصيبه أن الرئيس الأمريكى الذى أعيد انتخابه دونالد ترامب يلغى قرار سلفه بشأن كوبا إلى جانب سلسلة طويلة من الأوامر التنفيذية. وتعد هذه الخطوة واحدة من العديد من الخطوات التى أعلن عنها الرئيس الجمهورى البالغ من العمر 78 عامًا لدى عودته إلى البيت الأبيض.
وفى هافانا، وصف الرئيس الكوبى ميجيل دياز كانيل، على حسابه فى موقع "X"، القرار بأنه "عمل من أعمال الغطرسة وازدراء الحقيقة".
وردت حكومة كوبا على الفور بوعد بالإفراج عن 553 سجينًا "بسبب جرائم مختلفة". تم إطلاق سراح دفعة أولى مكونة من 127 سجينًا بموجب شروط معينة بعد وقت قصير من الإعلان. أن السجناء المفرج عنهم هم فى الغالب من المتظاهرين الذين تم اعتقالهم بسبب مشاركتهم فى احتجاجات 11 و12 يوليو 2021، والمعروفة باسم 11-ج.
وأعربت الحكومة الفنزويلية عن رفضها الشديد لقرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بإعادة إدراج كوبا فى قائمة الدول الراعية للإرهاب، وقالت وزارة الخارجية الفنزويلية فى بيان أن "هذا الإجراء غير المبرر والتعسفى يمثل عملا عدائيا يتناقض مع مبادئ القانون الدولى ويقوض الجهود العالمية الساعية للسلام والتعاون".
الانسحاب من اتفاقية باريس يثير غضب البرازيل
أما قرار انسحاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من اتفاقية باريس الخاصة بالمناخ، وقالت الحكومة البرازيلية إنها "تدرك" "التحدي" السياسى والمالى الذى تفرضه سياسات المناخ التى ينتهجها ترامب على مؤتمر المناخ COP30، الذى سيعقد فى نهاية هذا العام.
وقال الدبلوماسى البرازيلى أندريه كوريا دو لاجو، الرئيس المعين لمؤتمر المناخ، "سيتعين علينا أن نرى كيف ستتفاعل البلدان الأخرى مع هذا التغيير الضخم" وقرار ترامب بالتخلى عن اتفاقية باريس والرهان على الوقود الأحفورى.
وفى هذا الصدد، أشار إلى أن البرازيل "تدرك تمام الإدراك أن هناك انقساماً كبيراً فى السياق العالمي"، لكنه أعرب عن ثقته فى قدرة الدبلوماسية على التوصل إلى توافق، حتى لو كان ضئيلاً، لتعزيز الاتفاقيات المتعلقة بتغير المناخ، وخاصة فى مجال الطاقة.
فنزويلا
كما هو الحال بالنسبة لفنزويلا ، قد تكون الأكثر تأثراً بسياسات ترامب، حيث سبق للرئيس الأمريكى أن هدد بالتدخل العسكري لإسقاط نظام مادورو، مستشهداً بمواقف سابقة مثل إعلان مستشار الأمن القومي الأسبق جون بولتون عن خطط دعم المعارضة الفنزويلية.