كتبت الحكومة قصة نجاح جديدة فى مجال الزراعة ،ولا سيما زراعة الأقطان قصيرة التيلة شرق العوينات ،وهى التى تساهم بتوفير نحو 2 مليار دولار سنويا حال التوسع فيها بشكل مناسب وتوفير الأقطان للمصانع الوطنية والمحلية بدلا من الاستيراد من دول أخرى .
وفي إطار المتابعة المستمرة لموقف لمشروعات التي تنفذها الشركات التابعة، وخاصة المشروع القومي لتطوير صناعة الغزل والنسيج، وتوفير الأقطان قصيرة التيلة للشركات العاملة في هذه الصناعة بدلا من استيرادها، تلقى المهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام، تقريرًا مفصلًا حول سير العمل في مشروع زراعة القطن قصير التيلة بمنطقة شرق العوينات.

استعرض المهندس محمد شيمي مستجدات المشروع وعمليات الحصاد الآلي للمحصول من خلال التقرير الذي عرضته شركة مصر لتجارة وحليج الأقطان التابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس، و التي تتولى - للعام الخامس على التوالي - تنفيذ مشروع زراعة القطن قصير التيلة، وتوفير البذور ومعدات الزراعة والحصاد، حيث تبلغ المساحة المنزرعة للموسم الحالي في منطقة شرق العوينات 2000 فدان، وتم الانتهاء من جني أكثر من نصف المحصول، وذلك بالتعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، والشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية التي قامت بتوفير الأراضي المستصلحة والمياه والأيدي العاملة.

أكد المهندس محمد شيمي أهمية المشروع ومساهمته في تعزيز قدرة مصر على تلبية احتياجات صناعة الغزل والنسيج من الأقطان قصيرة التيلة، وخفض الواردات وتقليل الضغط على العملة الصعبة، ويعكس التزام الوزارة بتطوير صناعة الغزل والنسيج من خلال توفير احتياجاتها الأساسية من المواد الخام، ودعم الصناعة الوطنية وتعزيز قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية، مشيرا إلى أن استخدام التقنيات الآلية يمثل نقلة نوعية في تحسين كفاءة العمليات الزراعية وزيادة الإنتاجية، بالإضافة إلى تقليل التكاليف وتحسين جودة المحصول. وأوضح أن الوزارة تواصل متابعة تنفيذ هذا المشروع عن كثب لضمان تحقيق أقصى استفادة منه.

في الوقت نفسه، أكد وزير قطاع الأعمال العام على أهمية التوسع في زراعة الأقطان طويلة التيلة في الوادي والدلتا والتي تتميز مصر بإنتاجها، واتخاذ ما يلزم من إجراءات للحفاظ على نقاء القطن المصري وتحسين جودته، حيث دشنت الوزارة قبل سنوات منظومة لتجارة الأقطان لتنظيم عمليات التداول والحفاظ على نظافة المحصول وتحقيق سعر عادل للمزارعين، إلى جانب تطوير المحالج بتكنولوجيا حديثة في إطار خطة شاملة لإعادة هيكلة وتطوير الشركات التابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج.

ويعد القطن من المحاصيل الزراعية الاستراتيجية التي لها دور بارز في الاقتصاد المصري، حيث تمتلك مصر تاريخًا طويلًا في زراعة القطن عالي الجودة المعروف عالميًا، مثل القطن طويل التيلة. ومع ذلك، فإن الأقطان قصيرة التيلة بدأت تكتسب أهمية متزايدة في السنوات الأخيرة، خصوصًا في ظل التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في مصر، مثل نقص المساحات الزراعية المناسبة للقطن طويل التيلة والزيادة المستمرة في الطلب على الأقطان ذات الجودة المتوسطة والمناسبة للصناعات المحلية.
والأقطان قصيرة التيلة هي نوع من الأقطان التي تتميز بتيلتها القصيرة والمناسبة لصناعات معينة مثل صناعة الغزل والنسيج، وهي تُستخدم في إنتاج الملابس والعديد من المنتجات الأخرى. وعلى الرغم من أن الأقطان طويلة التيلة كانت تسيطر على الإنتاج في مصر لعقود، إلا أن الأقطان قصيرة التيلة تتمتع بمزايا عديدة تجعلها خيارًا مثاليًا لتلبية احتياجات السوق المحلي والعالمي. من أهم مزايا الأقطان قصيرة التيلة: القدرة على التكيف مع الظروف البيئية ، يمكن زراعة الأقطان قصيرة التيلة في الأراضي الصحراوية والمناطق التي تكون صعبة بالنسبة لزراعة الأقطان طويلة التيلة.

ويمكن لتلك النوعية المساهمة في خفض الواردات بنحو 2 مليار دولار سنويا خامات يتم استيرادها من الخارج ، وهذا يجعلها خيارًا مثاليًا للاستثمار في الأراضي الجديدة كما أن الأقطان قصيرة التيلة تتطلب أقل من حيث التكاليف الزراعية والموارد المائية، مما يجعلها أكثر ملاءمة للمزارعين في بعض المناطق.
وعلى الرغم من أن الأقطان طويلة التيلة تحظى بشعبية في بعض الصناعات عالية الجودة، إلا أن الأقطان قصيرة التيلة تُستخدم في صناعات واسعة مثل صناعة الأقمشة المستخدمة في الملابس اليومية، مما يضمن لها سوقًا كبيرًا.
تعتبر منطقة شرق العوينات واحدة من أكبر المشروعات الزراعية في مصر، حيث تتسم الأرض في هذه المنطقة بقدرتها على استيعاب محاصيل متعددة بما في ذلك الأقطان. وقد بدأت مصر مؤخرًا زراعة الأقطان قصيرة التيلة في هذه المنطقة، وأظهرت التجارب نجاحًا كبيرًا في هذا المجال. تمكن المزارعون في شرق العوينات من تحقيق إنتاجية عالية وجودة ممتازة للأقطان قصيرة التيلة، وذلك باستخدام تقنيات زراعية حديثة، مثل الري بالتنقيط واستخدام أنواع محسنة من البذور. هذا النجاح دفع الحكومة إلى وضع خطة استراتيجية لتوسيع المساحات المزروعة بالأقطان قصيرة التيلة في مناطق أخرى من البلاد.

بناءً على نجاح تجربة زراعة الأقطان قصيرة التيلة في شرق العوينات، وضعت الحكومة المصرية خطة لزيادة المساحات المزروعة من هذه الأقطان إلى 150 ألف فدان في عدة مناطق صحراوية، بما في ذلك منطقة توشكى والعوينات.
تستهدف هذه الخطة تعزيز الإنتاج المحلي من الأقطان قصيرة التيلة، مما يساهم في تلبية احتياجات السوق المحلية من القطن ويُسهم في زيادة صادرات مصر من هذه المادة.
وكشفت المصادر انه تتراوح الإنتاجية من 8 قنطار إلى 8.5 قنطار في المساحة المزروعة والمقدرة بحوالي 2000 فدان.أضافت المصادر انه تم جنى نحو 1100 فدان من المساحة بنسبة 52% ، وجاري استكمال عمليات الجني .

وحول ضعف الإنتاجية مقارنة بإنتاجية نفس الأنواع عالميا أرجعت المصادر تلك الإنتاجية إلى التحديات الكبيرة التي واجهت الزراعات ،سواء العواصف أو السيول أو درجة الحرارة العالية ،بالإضافة إلى تأخر عملية الزراعة نظرا لتأخر وصول البذور ،حيث كان من المنتظر في حالة تجاوز تلك العقبات والزراعة مبكرا أن ترتفع الإنتاجية ،وتصل نحو 12 قنطار في الفدان الواحد ،لافتة أن الإنتاجية الحالية هي إنتاجية مناسبة ،على الرغم من تلك الظروف الصعبة التي مرت بها عملية الزراعات.

وتدرس الحكومة من خلال لجنة مشكلة توسيع الزراعة الموسم المقبل ، بناء علي دراسة نتائج الزراعات ، وبحث آليات زيادة الإنتاجية وتحديد مناطق جديدة للزراعات منفصلة عن مناطق زراعة الأقطان طويلة التيلة التى تمتاز بها مصر وتعد من اجود الأقطان في العالم وليس لها منافس .