فيسبوك
واتساب
في خمسينيات القرن السابع عشر، كان رامبرانت يمر بضائقة مالية خانقة، كانت عمولاته الباهظة الثمن تتناقص، وكان الدائنون يلاحقونه لسداد أقساط منزله، وكان مولعًا بالتسوق ، يشتري الأعمال الفنية والمقتنيات الثمينة التي لا يستطيع تحمل تكلفتها، بادر أعضاء المؤسسة الطبية في أمستردام، وطلبوا من الفنان المتعثر أعمالًا فنية، وفقا لما نشره موقع"news.artnet".
أغلى لوحة مطبوعة
أصبحت إحدى هذه الأعمال الفنية، وهي صورة حميمة لأرنوت ثولينكس، وهو مفتش سابق في كليات الطب في أمستردام، أغلى مطبوعة لأساتذة الفن القديم يتم بيعها في مزاد بعد أن جلبت 3.1 مليون جنيه إسترليني (4.1 مليون دولار) في دار كريستيز بلندن.
لكن السعر المرتفع الذي حققه أرنو ثولينكس، المفتش (حوالي عام 1656) لا يتعلق فقط باستخدام رامبرانت الماهر للنقطة الجافة والنقش، والذي قارنه البعض بضربات فرشاة الإمباستو لأسلوبه المتأخر.
كما أن المطبوعة غامضة ونادرة للغاية، كانت هذه عمولة شخصية ولم ينتج رامبرانت سوى عدد قليل من النسخ، والتي سلمها بعد ذلك إلى أرنو ثولينكس مع اللوحة النحاسية، لم تتم إعادة طباعة الصورة أبدًا ومصير اللوحة نفسها غير معروف.
وأشارت كريستيز إلى أن هذه النسخة هي الأخيرة في أيدي خاصة، مع وجود نسخ أخرى في مؤسسات بما في ذلك متحف ريجكس والمتحف البريطاني ومتحف اللوفر ومكتبة مورغان في نيويورك.
قبل 101 عام
في لفتةٍ غريبة، عُرضت اللوحة نفسها آخر مرة في مزادٍ بدار كريستيز قبل 101 عام ، عندما أهداها جون إدوارد رادج، الذي ورث مئات المطبوعات الفاخرة من جده الأكبر، عالم الآثار إدوارد رادج ثم، كما هو الحال اليوم، سجّلت لوحة رامبرانت رقمًا قياسيًا عالميًا للوحة، حيث بيعت بمبلغ 3760 جنيهًا إسترلينيًا (أي ما يعادل حوالي 390 ألف دولار أمريكي بأسعار اليوم).
هذه المرة، وصلت لوحة أرنوت ثولينكس، المفتش، إلى دار كريستيز ضمن مجموعة سام جوزيفويتز، وهو ليتواني أمريكي مولت شركته الناجحة في مجال البيع بالبريد شغفه بجمع الأعمال الفنية.
خُصص مزاد لندن لأكثر من 100 مطبوعة من لوحات رامبرانت لجوزيفويتز، وبلغ إجمالي مبيعاتها 8.6 مليون جنيه إسترليني (11.4 مليون دولار أمريكي)، ولم يُبع منها سوى عدد قليل، ومن بين المطبوعات البارزة لوحة " المسيح يُقدّم للشعب" (1655)، التي بيعت مقابل 952,500 جنيه إسترليني (1.3 مليون دولار أمريكي)، ولوحة "المسيح يشفي المرضى" (حوالي عام 1648)، التي بيعت مقابل 698,500 جنيه إسترليني (972,000 دولار أمريكي)، ولوحة "عالم في مكتبه" (فاوست) (حوالي عام 1652)، التي بيعت مقابل 361,950 جنيه إسترليني (483,000 دولار أمريكي).
قال تيم شميلشر، المتخصص في المطبوعات والمضاعفات في كريستيز لندن، في بيان: "يُعدّ الرقم القياسي العالمي الجديد الذي حققته لوحة أرنو ثولينكس، المفتش، إنجازًا بارزًا لكريستيز، تُعدّ هذه النتائج تأكيدًا قويًا على القوة الاستثنائية لسوق المطبوعات، وتُبرز الجاذبية الدائمة لعبقرية رامبرانت في فن الطباعة".
لوحة مطبوعة
