عصام محمد عبد القادر

فلسفة تنمية الوعي

الثلاثاء، 09 ديسمبر 2025 05:00 ص


الإطار الفكري الذي يساعدنا في تشكيل الإدراك الصحيح لدى الإنسان، يشكل الفلسفة الرئيسة لتنمية الوعي؛ ومن ثم تستند منهجيته على المعرفة القويمة من مصادرها الموثوقة، والموثقة، التي تساعد الفرد في اكتساب مجموعة الخبرات الشاملة للمعلومات، وما تتضمنه من أطر مفاهيمية، وما تشمله من مبادئ علمية، وعملية، وما تحويه من ممارسات اجتماعية، وهذا بالطبع رهن الربط الوظيفي بين ما يكتسبه، أو يتحصل عليه، وبين الواقع الذي يرصده في تجاربه الحياتية، وكل ما من شأنه أن يعزز عمق الفهم لديه، ويمكنه من تفسير ما يدور حوله من ظواهر طبيعية، ومجتمعية.
وظيفية التكامل بين المعرفة، والتطبيق تسهم في تنمية الوعي؛ لذا يفضل الاهتمام بالمشروعات الميدانية، التي تسمح للفرد أن يشترك في أعمال، تستهدف تناول قضايا، ومشكلات البيئة المجتمعية؛ كي يتعاون مع أقرانه في إيجاد حلول فعالة، كما يتوجب أن نفتح له بوابة التطوع بمؤسسات، تعزز لديه معارفه؛ حينئذٍ يدرك جدوى الخبرة الشاملة لجملة المعارف، والمهارات، والوجدانيات، وثمرة تطبيقها في الحياة، وبذلك نكون قد حققنا فلسفة الدمج بين المعرفة وصور الخبرات العملية، والوجدانية، بما يعزز الإدراك بمحيط المجتمع، ويحفز صور المشاركة الفعالة.


لبنة الوعي الصحيح نستطيع أن نعمل على تنميتها بصورة مقصودة وفق منهجية، تقوم على نظامية المؤسسات التعليمية في المقام الأول، ثم تشاركها العديد من المؤسسات الأخرى، التي تكسبه خبرات تتسق مع ما لديه من خبرة مربية، تحصل عليها في بيئته التعليمية، والأمر هنا يمتد بنا؛ لنحدث تنمية موازية لمهارات التفكير العليا، عبر أنشطة احترافية، تتطلب من خلالها أن يؤدي الفرد مهام، نوعية تستوجب الفهم، والتحليل، والاستنتاج، والاستنباط، كما يتاح له صناعة، واتخاذ قرار بصورة مدروسة، ومسؤولة، تعتمد على جملة من المعايير، تسهم في تحقيق الغاية المنشودة.


فلسفة تنمية الوعي تستند على ماهية التكامل، ولا تعتمد على معلومات قد نصفها بالمجردة؛ فالفرق يقوم على أهمية الربط بين النظرية، والتطبيق، حتى تتخلق القناعة، ومن بعدها، المتعة المنبعثة من رصد أوجه الاستفادة المحققة، جراء تعليم، وتعلم سواءً أكان داخل المؤسسة التعليمية، أم خارجها، وبالطبع يساعد ذلك على تمكن الفرد من أن يطور ذاته، ويسير في طلب مزيد من اكتساب الخبرات، التي تعينه على المشاركة الفاعلة في حل المشكلات، والقضايا ذات الصلة بأوجه تعلمه، وهنا نرى أنه ينبغي أن نعظم من الممارسة الوظيفية اليومية، والمرحلية، بما يزيد من إيجابيته، ويسهم في تنمية جوانب الوعي الصحيح لديه وفق أنماطه المختلفة.


حماية الفكر منطلق رئيس لفلسفة تنمية الوعي لدى الإنسان؛ فما أكثر! مصادر تشويه الوعي في عالم بات منفتحًا على مدار اللحظة؛ إذ ينبغي أن ندرك أهمية التضافر؛ من أجل أن نكسب الفرد معلومات صحيحة، يبنى في خضمها قناعاته، ويمارس في ضوئها ما يجدي نفعًا، وهذا بالطبع يتعلق بالضرورة بصورة المواطن الصالح، الذي يستطيع أن يضع لبنات قوية في نهضة، وازدهار وطن يعيش في قلبه، ويغلفه وجدانه؛ ومن ثم يحتاج إلى فهم ذاته؛ كي يشارك من مكانه، ووفق تخصصه في إحداث التغييرات، التي تضفي على الحياة جودة، يعيش في كنفها جيل تلو الآخر، وبالطبع يصعب أن يتحقق ذلك كله بعيدًا عن سياج من القيم النبيلة المتبناة من قبل المجتمع بأسره.


فكرة التضافر المجتمعي تقوم على فلسفة تنمية الوعي لدى أبناء الوطن الواحد؛ حيث الحرص، والدأب من أجل اكتساب لغة تعبر عن ثقافة، وهوية الإنسان المنوط به حماية أرضه، وعرضه، وتعظيم مقدراته؛ لذا فإن الوعي الرشيد يعد شريطة للتماسك الاجتماعي، دون مواربة، ومن يريد إسقاط الأوطان يعمل على تشويه الوعي لدى منتسبيه؛ فتحدث الشرذمة، ويدب الخلاف، ويقع النزاع، الذي يؤدي حتمًا إلى الصراع، ومن ثم تغيب حالة التعايش السلمي، ويستبدل بحالة من الخوف، والقلق، وفقد الطمأنينة؛ لذا فإنه علينا أن ندرك مناحي الفلسفة سابقة البيان، وأن نتعاون من أجل بناء جيل يفقه ماهية حمل الأمانة.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة