حازم حسين

المرحلة الثانية وقوّة الاستقرار.. ما لا يُريده نتنياهو فى غزة ويجب أن يُدفَع إليه بكل السبل

الثلاثاء، 09 ديسمبر 2025 02:00 م


انقضى شهران على تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة. استُوفيت مُتطلبات المرحلة الأولى؛ باستثناء جُثمان وحيد لم تتسلّمه إسرائيل بعد. ويتخذ نتنياهو من ذلك عقبة يضعها على طريق الانتقال، فيما يتردّد أن ترامب يسعى حثيثا للعبور إلى المرحلة الثانية؛ حتى قبل التوصّل إلى الرفات الناقصة.

نظريًّا، يمكن التذرّع بتابوت أخير من جُملة ثمانية وأربعين بين قتلى وأحياء، وعمليا لا يُعبّر الموقف إلا عن رغبة الاحتلال فى إطالة أمد العملية التسووية، على أمل أن ينحرف بها عن المسار المُخطّط سلفًا، أو يُحدث تغييرات هيكلية فى بنية الصفقة بما يُشوّه معالمها، أو يحوّلها إلى جولة إضافية فى الحرب؛ من دون اشتباك أو قتال.

كانت حماس إيجابية منذ البداية بشأن المسألة، وقالت إنها لا تضع يدها على جُملة الرهائن الباقين، وسيتطلّب الوصول إلى الجثامين المطمورة تحت الركام مزيدًا من الوقت والجهد. والمؤكد أنه لا مصلحة لها فى استبقاء القتيل، وقد سلّمت الأحياء، ولم يعُد لديها فعليًّا ما تتشدّد فيه أو تفاوض عليه. كما لا مصلحة فى تعليق مُجريات الاتفاق بكامله؛ حتى لو كان المطلوب منها فى المُقبل، أضعاف ما التزمته فى المُدبر.

ولا تُعفَى الحركة إجمالاً من النظر فيما يخص الإبحار بالقطاع إلى شاطئ الأمان؛ إنما القصد فى تلك النقطة تحديدًا أنها لا تُغيِّب الحقائق، ولا تُنكر معلومًا لديها، أو تُضمر خلاف ما تُظهِر. ربما تُعلّق آمالاً عِراضًا على ما يتلو ذلك من شروط وإجراءات؛ لكنها معنية قبل غيرها بتحريك الخرائط الجامدة، وألا يبقى العدو مُتمترسًا وراء خطوطه الحالية، ومقتطعًا ما يزيد على نصف الشريط الساحلى الضيّق.

كل أصول الفصائل ورأس مالها فى غزة، والحال ذاتها بالنسبة لعموم الغزيين قبل جماعاتهم المُنظّمة؛ لكن الواقع أنها ليست الساحة الأهم فى نظر سفاح تل أبيب وعصابته، وتحضر متأخرة على لائحة الأولويات، بالنظر إلى أنها لا تُشكّل خطرًا حقيقيا فى وضعها القائم، وأن ملفات الضفة ولبنان وسوريا وصولا إلى إيران تتقدّم عليها، وقبلها جميعًا حساباته الداخلية بين المناكفة السياسية والقانونية، وتصوّراته عن مُستقبله داخل الائتلاف وخارجه، وابتداء من العفو المُراد فى قضايا الفساد، مرورا بالطريق غير المُعبّدة إلى صناديق الاقتراع.

عندما وقف إلى جوار المستشار الألمانى فريدريش ميرتس فى زيارته الأولى لإسرائيل، قال إن الظروف مواتية للذهاب إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزّة، وإن الانتقال القريب إليها مشروط باشتمالها على إنهاء حُكم حماس ونزع سلاحها، والحركة عبّرت فى مواقف سابقة عن تقبّلها للشقّ الأول، لكنها ما تزال تُناور من دون حسمٍ فى الثانى، وتتقلّب بين مواقف مُتضاربة على ألسنة عدّة من مستوياتها القيادية.

كان الصخب من مهام أسامة حمدان وطائفة يشبهونه بين الصقور، ويبدو أنه جرى تحييدهم نسبيًّا فى الآونة الأخيرة. ولا يُعَوّل على ما قاله قائد الحركة فى الخارج، خالد مشعل، ضمن فعاليات مُنتدى استضافته اسطنبول قبل أيّام؛ ذلك أنه لا يفصل عمليًّا فى وقائع الأرض، كما أنه مَعنىّ بالدرجة الأولى بمُخاطبة الحاضنة اللصيقة، وإنجاز مهام الدعاية والتثبيت العاطفى؛ بأكثر من كونه طرفًا فى التفاوض والترتيبات العملانية.

يؤخَذ الكلام بدرجة أكبر من فم خليل الحية، قائد الداخل ورئيس الوفد المفاوض، وأقرب الباقين من القادة إلى عقل السنوار وشرعيّته المُعمّدة بالدم لدى الجناح العسكرى. فضلاً على أنه صاحب التوقيع الأول على خطّة ترامب، بما فيها من بندٍ واضح بشأن العتاد الحربى وطبيعة الإدارة الانتقالية؛ لذا كان غريبًا أن يتصدّى بنفسه لإثارة الغبار عندما صرّح قبل يومين بالاستعداد للتخلى عن السلاح لصالح الدولة الفلسطينية مُستقبلاً، والممر إلى ذلك فى تصوّره يبدأ بإنهاء الاحتلال.

وكان يُمكن اعتبار الرسالة موقفا مبدئيًّا ونهائيًّا؛ لولا أن المكتب السياسى للحركة دخل على الخط فى غضون ساعات، ليُمرّر على لسان عضوه البارز باسم نعيم، أنهم مُستعدّون للنظر فى تجميد السلاح أو تخزينه ضمن ترتيبات الاتفاق، ومن مُنطلق تبنّيها نهجا شاملا لتجنّب التصعيد والانفجارات المُتوقَّعة. وإن أردف بثابتة «الاحتفاظ بالحق فى المقاومة»؛ فمن باب الموازنة بين الوسائل والغايات غالبا، وعلى هَدى التثبيت المعنوى، وربما التمهيد للمراجعة وإعادة تأطير الفعل المقاوم فى تجلّيات أخرى من صوره المتعدّدة.

وإزاء تلك الثنائية المُتناقضة ظاهرًا؛ يُستَشَفّ أن الرغبة لا تنحرف عن مُقتضيات التسليم بالمرحلى، والاحتفاظ بجوهر الفكرة الأصلية صالحًا للإحياء مستقبلاً بحسب الأحوال. ما يُنبئ عن تحول عميق فى نظرة الحركة عن صلابة خطابها الأصولى القديم، واتّضاعًا لثِقَل الواقع وما يتخفّى وراءه من احتمالات أشدّ سوءًا ووعورة. أما عن التضارب؛ فلعلّه مُحاكاة لما يجرى على الضفة المقابلة، ومسعى للضغط والمناورة؛ بغية ترشيد الخسائر المُعلّقة فوق رأسها، أو التطلّع إلى تجيير بعضها إلى حسبة المنافع المُحتمَلة أو المُرجأة.

ويُعزّز الافتراض الإيجابى، أن الحماسيين أنفسهم أشاروا إلى توافقات جادّة مع السلطة الوطنية بشأن الإدارة الانتقالية، بحسب ما نُشر فى الأيام الأخيرة، ويُرَجّح فيه أن تكون الهيئة المُستحدثة من التكنوقراط كما اتُّفِقَ سابقًا، إنما برئاسة وزير من حكومة رام الله تعود أصولها إلى القطاع. وأغلب الظنّ أن الاختيار سيقع فى الأخير على وزير الصحة ماجد أبو رمضان.

صحيح أن الصهاينة لا يُوفّرون السلطة من انتقاداتهم، ويرفضونها بقدر ما يرفضون حماس أو يزيد؛ إلا أن العقبة الأكبر كانت تتجسّد فى حال الانقسام والتنازع البينى داخل البيت، بأكثر مِمّا تُعبّر عنها رسائل نتنياهو وأعضاء ائتلافه اليمينى المُتطرّف. وخطة ترامب نفسها تنص على عودة الحكومة الشرعية للقطاع بعدما تجرى عملية الإصلاح والتأهيل.

ولا يُغيّر انتداب أحد وزرائها لقيادة اللجنة المؤقتة من ذاك الالتزام، كما لا يمسّ حضوره على رأسها من طبيعتها الفنية غير الفصائلية، ولن تُشكّل تلك النقطة الهامشية حاجزًا يمنع واشنطن من الترحيب بالبديل النابع من بنود خطّتها؛ ولو أصر نتنياهو على موقفه، وتشدّد فى نزعته الإلغائية المُتعارضة مع شرعية منظمة التحرير، حتى داخل إسرائيل وبمُوجب اعترافها القائم بها منذ أوسلو حتى اليوم.

وعلى ما فات؛ فالمشهد الغزّى إزاء برنامج أُقرّ سلفًا، وحاضنة عربية إسلامية تتمسّك بمفاصله الكبرى، وهوى أمريكى يتقدّم فيه تحريك الاتفاق على الانحياز لأولويات حليفها الليكودى. بمعنى أنها ميّالة بالطبع إلى منحه ما يتطلع إليه من مُكتسبات؛ إلا لو تعارض المَيل مع انتظام مسار الخطة، أو عرّضها لمخاطر التعطُّل الجزئى أو الإخفاق الكامل.

والحال؛ أن آخر ما يفيد حماس أن تُوصِل رسائل مُتضاربة، أو تُمسك العصا من المنتصف؛ ولو من قبيل المُشاكلة والمُحاكاة. ذلك أن الإرجاء أو التفريع على البنود لا يصب إلا فى صالح العدوّ، وهو مُستفيد فى كل الأحوال، أكان بالانتقال أم التجميد أم العودة إلى الحرب مُجدّدًا؛ لكنّ اثنين من الثلاثة يُحمَلان على الخسارة الصافية لغزة والقضية، وخيار وحيد ينطوى على إيجابيات يُمكن الاستثمار فيها وتثميرها، والبناء المُتدرّج عليها بالتراكم، وصولاً إلى حال أفضل من القائمة؛ ولو لم تكن مثاليّةً تمامًا.

لا يُريد نتنياهو الانسحاب من القطاع طبعًا. وتردّد كلام كثير عن بدائل عِدّة، لعلّ أخطرها تجزئة الاتفاق وبدء إعادة الأعمار من مناطق سيطرة الاحتلال. الأمريكيون يُسمّون «غزة الجديدة» مقابل أخرى قديمة فى نطاق سيطرة حماس، والصهاينة يتحدثون عنهما بالألوان، خضراء معهم وحمراء مع الفصائل.

وما كان تسريبًا عبر التقارير والإشارات الصحفية فى البلدين، أخذ طابعًا رسميًّا بحديث رئيس أركان الاحتلال، إيال زامير، عن أن «الخط الأصفر» يُمثل الحدود الجديدة، بين الدفاع المتقدم لمستوطنات الغلاف، وخط الهجوم المُستقبلى على القطاع.

زامير كان عُرضة للاتهامات فى الماضى القريب، رغم صلته الوثيقة وبعيدة المدى زمنيًّا مع نتنياهو. عمل إلى جواره مستشارا عسكريًّا، واختير بديلاً لهرتسى هاليفى لأن رئيس الحكومة رآه تابعًا أفضل، كما أنه توعّد بتكثيف النزعة الهجومية وحسم الأهداف المُعلنة للحرب على غزة وحماس.
ثم عاد للتراخى قبل عملية «عربات جدعون 2» وبعدها، من مُنطلق استراتيجى غالبا، ودخل فى مُصادمات مع وزير الدفاع، وقيل عنه إنه يتصرّف باستقلالية، واتهمه متطرفو الائتلاف بالرخاوة وتسييس الأمن والتصويب المُتعمَّد على الحكومة.

يُحتَمَل أنه يتشدّد لمُلاقاة طموحات المستوى السياسى، أو فى إطار اللعبة الإسرائيلية المُعتادة لتوزيع الأدوار. وباليقين؛ فإنه يعرف قبل غيره أن ما قاله ليس من خطة ترامب ولا فى بنود الاتفاق، ولن يكون مقبولاً من الفلسطينيين أو الوسطاء على السواء، وإمّا أنه يستكمل نظرية «التفاوض تحت النار» برسائله الساخنة، أو يستفز الحماسيين للتصعيد الخطابى؛ على أن يُعلّق عبء الإفساد على كاهل الحركة.

يضع نتنياهو كل البيض فى سلّة واحدة، ويُراهن على الجبهات المفتوحة والمُوارَبة لاستنقاذ سيرته وتعويم نفسه فوق الأزمات الداخلية الصاخبة.
أسباب الشقاق تتزايد مع حُلفائه التوراتيين والحريديين، بين الاتفاق نفسه، وتقنين الاستيطان ومساعى ضمّ الضفة، ومشروع تجنيد طلبة المدارس الدينية، وخطة الإصلاح القضائى التى كانت عنصرا أساسيا فى بناء الائتلاف، وموضوع العفو وما يترتّب عليه من التزامات يبتغى التهرّب منها، ثم احتشاد المُعارضة التى يُمكن أن تُفاجئه بتحالفات تُغيّر تركيبة المشهد، وتُنهى مفاعيل تقدّمه الفردى على منافسيه فى استطلاعات الرأى.

يخوض صراعا مُتعدّد الزوايا والموضوعات. يسعى للعبور من المأزق الراهن مع بن جفير وسموتريتش، ويقود انقلابًا داخل الليكود لتثبيت سلطته وتحييد مناوئيه، لا سيما المراقب ورئيس المحكمة الداخلية، وطرد وزير دفاعه المُقال يوآف جالانت، وهو الموضوع المُعلّق حزبيًّا منذ شهور، فيما تتردّد أحاديث هامسة عن تطلّعات لدى يسرائيل كاتس لمُزاحمته على القيادة، ولديه تجربة سابقة مع جدعون ساعر قبل سنوات، نجح أخيرًا فى احتوائه وإعادة لعصمته وزيرا للخارجية؛ لكن اللحظة لا تحتمل انشقاقات حالية، ولا مُجرّد التلويح بها أو استشعار الشارع أنها واردة من الأساس.

يحتاج الرجل إلى حرب قائمة، أو قابلة للتأجيج عندما يضيق عليه الخناق. سوريا خارج المُعادلة لأن ترامب يُرحب بنظامها الجديد، ولا يُريد لاعتبارات تخص المصالح الاقتصادية والصفقات الإقليمية أن يُطلق يد تل أبيب فى الشام. لبنان أقرب لتفريغ طاقته؛ لكن توسعة لجنة الميكانيزم بعضوين مدنيّين من الجانبين تُقلّص هامش التصعيد عاجلاً، والضفة ستكون بمثابة اختراع مقتلة غير مُبرّرة، خصوصا فى ظل تداعى المكانة وتآكل الصورة وتوالى الاعترافات بالدولة الفلسطينية.

أما إيران؛ فلن يتجدّد الاشتباك إلا على توقيت واشنطن، ويبدو أنها غير مُقبلة عليه فى القريب العاجل. وعليه؛ فقد تكون غزّة ساحته البديلة، وإن كان عاجزًا عن إنهاء الاتفاق، فلا مانع من تخريبه ببطء، أو استدراج حماس لإنجاز المهمة بدلاً عنه.

لم تتعلم الحركة من سوابق الدروس. وكل ما تشدّدت فيه سابقًا، تقبّلته فيما بعد بشروط أقسى. واليوم لا أوراق تقايض عليها، ولا قدرة على الصمود فى حرب مباشرة، أو ضمن تهدئة لها طابع الحرب.

وعامل قوّتها الوحيد لدى الوسطاء والضامنين؛ بأن تلتزم بما عليها بموجب الاتفاق، وتترك لهم الوقوف على التزامات الاحتلال، وبما يسمح لها بسلب الذرائع من نتنياهو، وتوجيه الرغبة الأمريكية للتهدئة ناحية الانتقال المُقرّر، وليس الإرجاء أو التجزئة والتبديل فى الترتيبات.

كانت الاستحقاقات كلها فى المرحلة الأولى من طرف حماس، وما بعد ذلك تتزايد فيه التنازلات المطلوبة من إسرائيل على ما يُطلَب منها. لغزّة وحاميتها الوطنية والإقليمية استحقاقات كُبرى فى المرحلة الثانية، تبدأ بالانسحاب المُتدرّج، وبدء إعادة الإعمار على كامل مساحة القطاع، وتلزيم المهام اليومية لإدارة محلية تحت إشراف دولى، والأهم إحلال قوّة الاستقرار لتكون فاصلاً عمليا على الأرض، ومُفتَتَحًا لحقبة مُغايرة تمامًا، عندما يجرى تدويل المسألة بالممارسة الفعلية، ووضع الاحتلال فى مواجهة العالم من النقطة صفر.

تخشى الحركة من إحلال قوّة الاستقرار على سلاحها، ويخشاها نتنياهو لأنها ستغلّ يده عن العودة إلى الحرب، أو اقتطاع نصف القطاع. وإذا كان السلاح مُعطّلاً فعلا، فالخسارة فيه أدنى من الربح فى إبعاد شبح تقسيم المُقسّم، وتحويل الدولة الضائعة من جزأين بينهما فاصل، إلى فواصل بينها جُزر ضيقة ومخنوقة.

وحال التوصُّل إلى تشكيلة القوّات ومهامها؛ فيجب ألا تُفرَض عليها مهام تنفيذية، بمعنى أن تكون قوّة حفظ لا إنفاذ، والفيصل هنا ألا تُوضَع فى مواجهة السلاح من الأصل، وبالتبعية لن يكون بمقدور الاحتلال أن يتخطّاها بنيرانه ومُجنزراته.

لم يعُد الصراع على بنادق القسّام وداناتها، أقلّه منذ اجتياح رفح فى صيف العام الماضى. وإن شئت الدقة؛ فالحرب منذ بدايتها من طرف واحد تماما. وما يخوضه نتنياهو ليس نزاعًا مع الحركة أو غيرها من الفصائل؛ إنما مع بيئته وشركائه ومُعارضيه وأزماته الخاصة فى تل أبيب. يجب ألا يُمنَح مزيدًا من هوامش المناورة، وإن كان مُصرًّا فليُفتّش عنها مع إيران شمالا، أو يصطدم فيها مع الرؤية الأمريكية الحالية بشأن دمشق.

تحوّلت غزّة إلى موضوع داخلى، مثل الائتلاف والعفو وخطة الإصلاح القضائى، ويتعيّن تحريرها من الاستقطاب والتوظيف لصالح توازنات البيئة العبرية، والآن قبل الغد، ومن دون انتظار ما ستسفر عنه الانتخابات الإسرائيلية إن عُجِّلَت أو أُرجئت، أو حلّت فى موعدها بعد سنة تقريبًا.

حماس تعرف ما عليها فعله، ولا تحتاج نصحًا أو إرشادًا، إنما يتبقّى أن تعترف بأن كل دقيقة ضائعة تتولّد عنها خسائر أكبر، كما جرت الحال منذ الطوفان، وأن العاطفة لا تغنى عن العقل، والخُطب لا تُغيّر حقائق الأرض، وأن البنادق لن تُعوّض ما ضاع فعلاً، وقد لا تحمى ما يتهدّده الضياع واقعًا؛ بقدر ما يُمكن أن تحميه السياسة التى لا يحبها الصهاينة، ولا يُحسنون النزال فيها كما فى ميادين القتال، وما هُزموا إلّا بها فى كل مُعترك من سوابق انتكاساتهم القليلة.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة