شهد الفن المصري خلال الفترة الأخير مرحلة من التطور الملحوظ والازدهار الحقيقي، وهو ما لم يكن ليحدث دون وجود مؤسسات كبيرة تمتلك رؤية واضحة وقدرة تنفيذية قوية، تقف في مقدمتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التي أصبحت اليوم أحد أهم دعائم المشهد الفني والثقافي في مصر وفى ظل الرؤية الثاقبة والتنمية التى يسعى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى لتنفيذها .
فقد نجحت الشركة في إعادة تنظيم الصناعات الفنية والاعلامية، وترسيخ مفهوم الإنتاج المتكامل، وبناء منظومة فنية وإعلامية تعمل بتناغم وتخطيط يليق بتاريخ مصر وريادتها الثقافية.
ومن أبرز الجوانب التي برز فيها دور الشركة هو إعادة الدراما المصرية إلى مكانتها الطبيعية في الصدارة، بعدما عانت لفترة من التراجع وعدم الاستقرار.. فقد تبنت الشركة استراتيجية تقوم على إنتاج أعمال تجمع بين الجودة الفنية والقيمة الفكرية، وتبتعد عن التكرار والموضوعات السطحية، مع التركيز على تقديم قصص مرتبطة بالواقع المصري وتحدياته. هذا التوجه أعاد للدراما المصرية بريقها، وخلق حالة من الثقة لدى الجمهور الذي وجد نفسه أمام أعمال تمتلك رؤية ومعنى، وتُحاكي وجدانه وتطلعاته. كما وفرت الشركة فرصًا لعدد كبير من المواهب الشابة سواء في الكتابة أو الإخراج أو التمثيل، وفتحت لهم المجال للظهور والمشاركة، وهو ما ساهم في ضخ دماء جديدة في الساحة الفنية وتقديم وجوه واعدة.
أما السينما، فقد حظيت بنصيب كبير من اهتمام الشركة المتحدة التي سعت إلى استعادة قوة الإنتاج السينمائي المصري الذي كان في السابق من الأقوى في المنطقة. وقد ساعدت الشركة على تحقيق هذا الهدف من خلال تقديم أعمال سينمائية بميزانيات ضخمة وتقنيات حديثة، وهو ما أعاد للسينما المصرية قدرتها على المنافسة إقليميًا وجذب الجمهور إلى دور العرض. كما حرصت على تطوير البنية التحتية للسينما من خلال تحديث القاعات وتجهيزها بأحدث التقنيات، وهو ما منح الجمهور تجربة مشاهدة تليق بالأعمال المصرية الحديثة، وأسهم في تعزيز ثقافة الذهاب إلى السينما بعد سنوات من التراجع.
ولم تتوقف جهود الشركة عند حدود الدراما والسينما فقط، بل امتدت إلى دعم الفنون الحية والمسرح والفنون الشعبية والتراثية، من خلال رعاية مشروعات وفعاليات تعمل على إحياء هذه الفنون وإعادتها إلى الواجهة. فقد أدركت الشركة أهمية الفنون التراثية كجزء من الهوية الثقافية المصرية، وسعت إلى تقديمها بصورة تليق بتاريخها وقيمتها. كما دعمت العديد من المهرجانات الفنية في مختلف المحافظات، وهو ما أسهم في نشر الوعي الثقافي والفني خارج العاصمة، وإتاحة الفرصة لمواهب الأقاليم للظهور والتواصل مع الجمهور.
وفي مجال الإعلام، لعبت الشركة دورًا محوريًا في تطوير القنوات والبرامج الفنية والثقافية، وإعادة الهيكلة بما يحقق رسالة إعلامية متوازنة تسعى إلى نشر الوعي وتقديم محتوى راقٍ يتناسب مع احتياجات الجمهور. وقد شهدت السنوات الماضية إطلاق وإعادة تطوير منصات رقمية تقدم محتوى متنوعًا يواكب التطور السريع في العالم الرقمي، ويسهل وصول الإنتاجات المصرية إلى العالم العربي والجاليات المصرية في الخارج.
وتعتبر برامج اكتشاف المواهب وإعداد الكوادر الشابة من أهم إنجازات الشركة خلال الفترة الأخيرة، إذ حرصت على اكتشاف وتبني الموهوبين في مجالات التمثيل والغناء والإخراج والكتابة، وتوفير فرص تدريب حقيقية لهم من خلال ورش احترافية يشرف عليها متخصصون. وقد أسهمت هذه البرامج في خلق جيل جديد من المبدعين القادرين على قيادة الصناعة خلال السنوات القادمة، مما يعزز استدامة الفن المصري وقدرته على التطور المستمر.
إن الدور الذي تقوم به الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية يتجاوز حدود الإنتاج الفني التقليدي، ليصبح مشروعًا وطنيًا يعمل على ترسيخ حضور مصر الثقافي وتعزيز قوتها الناعمة في المنطقة. فقد قدمت الشركة نموذجًا للإدارة الاحترافية والاستثمار طويل المدى في صناعة تعتمد على الموهبة والإبداع، واستطاعت أن تعيد للفن المصري مكانته التاريخية كقوة مؤثرة وفاعلة في الوجدان العربي. ومع استمرار جهودها وتنوع مشروعاتها، يبدو المشهد الفني المصري أمام مرحلة جديدة أكثر إشراقًا وتطورًا، تُعيد للفن دوره الطبيعي كأداة للتنوير وبناء الوعي وتعزيز الهوية.