موسم جديد من عمل البعثات الأجنبية المنتشرة في شرق وغرب محافظة الأقصر، حيث انطلقت تلك البعثات في دراسة وإكتشاف وإحياء التاريخ المصرى القديم لملوك وملكات مصر وكبار رجال الدولة بالعصور الفرعونية المختلفة، حيث تعمل البعثة الأسبانية ترمم جدران ونقوش مقابر الدولة الوسطى، والبعثة الفرنسية تجرى إستكشاف مقبرة "بادى آمون أوبت" بطول 320 متر في جبانة العساسيف بالبر الغربى، كما تعمل البعثة الصينية بكل قوة في موسم جديد داخل معبد مونتو في معابد الكرنك لإكتشاف أسراره للعالم أجمع.
ترميم مقابر الدولة الوسطى
البعثة الإسبانية ترمم جدران ونقوش مقابر الدولة الوسطى وأهمها مقبرة "جارى"
ومن جانبه تعمل البعثة الإسبانية من جامعة القلعة، برئاسة الدكتور أنطونيو مورالوس، في مقابر الدولة الوسطى بمنطقة الدير البحرى، ومن ضمن أهم أعمالها هذا الموسم المقبرة رقم TT366 لصاحبها "جاري"، حيث تقع المقبرة في منطقة العساسيف بجوار مقابر الدير البحري، وتصميمها عبارة عن مجموعة من الأعمدة تشبه المداخل، ونُقشت عليها مناظر للحياة اليومية للمصري القديم، وتُعتبر أقدم مقبرة مرسومة وملونة في الأقصر.
وتضم المقبرة ممر أوسط منقوش أيضاً بالمناظر، وفي نهاية الممر توجد ثلاث غرف دفن، حيث أُعيد استخدام المقبرة عدة مرات عبر العصور، وهذا الموسم تقوم البعثة بأعمال ترميم للنقوش الموجودة على جدران الممر الخارجي والممر الداخلي للمقبرة، والتي كانت محفوظة سابقًا خلف ألواح خشبية لحمايتها من التلف، وفي المواسم القادمة تُخطط البعثة لبناء سقف جديد للمقبرة، وذلك للحفاظ عليها؛ إذ إن سقفها الأصلي قد انهار نتيجة التحركات الجيولوجية للجبل الذي تقع داخله المقبرة.
البعثة الفرنسية تستكشف مقبرة "بادى آمون أوبت" بطول 320 مترا في جبانة العساسيف
وفى هذا الصدد تابع الدكتور عبد الغفار وجدي مدير عام آثار الأقصر، والدكتور بهاء عبد الجابر، أعمال البعثة الفرنسية بمقبرة بادي آمون أوبت بمنطقة جبانة العساسيف بالبر الغربي بالأقصر، حيث تأتي هذه الأعمال في إطار حرص وزارة السياحة والآثار على متابعة مشروعات البعثات الأجنبية، ودعم جهود البحث العلمي والترميم، للكشف عن مزيد من كنوز جبانة العساسيف وإبراز عظمة التراث المصري القديم أمام العالم.
مقبرة بادي آمون أوبت واحدة من أضخم وأعمق مقابر العساسيف بطول 320 متر
تُعَد مقبرة بادي آمون أوبت، المعروفة عالميًا بالرمز TT33، واحدة من أضخم وأعمق مقابر العساسيف، حيث تمتد دهاليزها وقاعاتها على ثلاثة مستويات في قلب الجبل الغربي، بمساحة تقارب 320م²، مما يجعلها من أكثر المقابر تعقيدًا وتميزًا في طيبة القديمة، ومنذ القرن التاسع عشر لم يُستكشف من المقبرة إلا الصالة الأولى فقط، والتي استُخدمت قديمًا كمخزن للآثار، وبقي ما خلفها لغزاً حقيقياً.
ومع تواصل أعمال البعثة الفرنسية، بدأت تكشف المقبرة تدريجياً عن أسرار صاحبها بادي آمون أوبت، كاتب النصوص الجنائزية وكبير كهنة المرتلين في عصر الملك بسماتيك الأول من الأسرة 26، وصاحب واحد من أهم النصوص الدينية والأدبية المقدسة المنقوشة على جدران المقبرة، والتماثيل المكتشفة لصاحب المقبرة تُظهر ملامح شخصية عالم وكاهن كبير؛ أحدها يُصوّره جالسًا متربعًا يحمل لفافة بردي ككاتب للنصوص المقدسة، والآخر يُجسّده على كرسي مُكعب في وضع رسمي يعبّر عن الهيبة والحكمة، مع نقوش هيروغليفية على الكرسي تؤكد مكانته بين كهنة مصر القديمة.
البعثة الفرنسية تعمل في توصى بإزالة المخلفات من معبد الحريق في أرمنت
كما أوصت البعثة الفرنسية العاملة في مدينة أرمنت بإزالة المخلفات والأتربة من معبد الحريق بمركز ومدينة أرمنت، فهو جزء من معبد أرمنت الكبير بأرمنت الحيط، والذي شهد أعمال حفائر في موسمي 1997 و1998 بواسطة منطقة آثار إسنا وأرمنت، حيث أنه أثناء هذه الأعمال تم الكشف عن أرضية من الحجر الرملي، ومجموعة من الأعمدة المصنوعة من الجرانيت الوردي، إضافةً إلى عدد من الكتل الحجرية المهمة.
وبناءاً على توصية من منطقة آثار أرمنت، قامت البعثة الفرنسية هذا الموسم بإزالة المخلفات والأتربة بالتعاون مع مجلس مدينة أرمنت، تمهيداً لإستكمال أعمال إنشاء السور وعمل بوابة حديدية لمعبد الحريق، وذلك حفاظاً على هذه المكتشفات الأثرية وصوناً لها من أي تعديات مستقبلية.
البعثة الصينية تجرى أعمال الحفائر والترميمات في منطقة معبد مونتو في معابد الكرنك
فيما تعمل البعثة الأثرية الصينية على قدم وساق في منطقة معبد مونتو في قلب معابد الكرنك لخدمة التاريخ المصري القديم، والتي بدأت عملها منذ 7 أعوام مضت في تلك المنطقة، حيث قامت البعثة بأعمال النظافة وإزالة الحشائش والعاقول والمخلفات التي تركتها البعثة الفرنسية التي قامت بأعمال الحفر الأثري في منطقة المعبد عام 1940 لمحاولة اكتشاف باقي اجزاء المعبد.
كما قامت البعثة المصرية الصينية أيضاً بعمل رفع مساحي ومسح أثري لمنطقة المعبد، بالاضافة إلي عمل فوتوسكان وفوتو جراماتيك للبلوكات الخاصة به والمتناثرة علي ارض المعبد منذ اكتشافه وذلك تمهيدا لتسجيلها وتوثيقها، حيث شملت الأعمال أيضاً عمل مربعات حفر أثري لرفع تلك البلوكات لتوثيقها وترميمها وإعادة تركيبها.
مدير آثار الأقصر يتابع أعمال الحفائر والترميم للبعثة الصينية بالكرنك
ومن جانبه تابع الدكتور عبدالغفار وجدى مدير عام أثار الأقصر، أعمال الحفائر والترميم التي تقوم بها البعثة الصينية بمعبد مونتو في معابد الكرنك، حيث أن آخر أعمال اثرية بالمعبد قامت به البعثة الفرنسية عام 1940م، وجدير بالذكر أن معبد مونتو يقع شمال معبد الكرنك وهو مخصص لعبادة إله الحرب مونتو، وتم الكشف عنه خلال حفائر عالم الآثار الفرنسى فرناند بيسون دى لا روك فى عام 1925 واستمر العمل لاكتشاف كافة مباني المعبد عدة سنوات، فهو يعد تحفة فنية مميزة تعاقب على بنائه عدد من الملوك على مر العصور من الفراعنة والبطالمة والرومان،وهو يضم برج وفناء كبير ومقاصير من الاسرة 25 و 26 و بوابة تعود لفترة بطليموس الثالث و الرابع.
بعثة جامعة قادش الإسبانية تجرى حفظ ومسح كتابى بمشروع التراث المستدام بمعابد الكرنك
كما تجرى جامعة قادش الإسبانية المشتركة مع المجلس الأعلى للآثار، أعمال مميزة في معابد الكرنك على كورنيش النيل بالأقصر، ضمن مشروع التراث المستدام بمعابد الكرنك على الحفظ والمسح الكتابي للكتل الحجرية، عبر عمل دراسة وتوثيق الكتل الحجرية وتحديد الأسباب الطبيعية والبشرية لتغيرات وتدهور الأحجار.
وتعمل بعثة جامعة قادش الإسبانية المشتركة مع المجلس الأعلى للآثار لاستكمال أعمالها بمشروع التراث المستدام بمعابد الكرنك، على الحفظ والمسح الكتابي للكتل الحجرية وذلك على المصاطب الموجودة في أقصي الركن الشمالي الشرقي للمعبد شمال مقصورة اوزوريس، وكذلك علي المصطبه الخارجية شمال شرق فناء الدولة الوسطى ويشمل البرنامج عمل دراسة وتوثيق الكتل الحجرية وتحديد الأسباب الطبيعية والبشرية لتغيرات وتدهور الأحجار.
كما تقوم البعثة الإسبانية بدراسة جودة الأحجار وإعادة تجميع الكتل الحجرية المتناثرة مع تسجيل وتوثيق الكتل أثرياً وكتابياً، وكذلك تدعيم وحفظ الكتل التي درست في موسم 2024، وتطبيق معالجات الترميم بناءاً على نتائج الدراسات السابقة، والتأكد من أن المصاطب لا تغطي بقايا أثرية مهمة بإستخدام رادار اختراق الأرض GPR، وكذلك تقييم الظروف الهيدرولوجية واحتمالية تسرب المياه الجوفية تحت المصاطب باستخدام رادار اختراق الأرض.
وتعمل البعثة على إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد لأحجار المصاطب لاعادة البناء الافتراضي وإعادة ترتيبها فعليا بارقام منظمة باستخدام ماسح الليزر ثلاثي الأبعاد Trimble TX8، وكذلك تدعيم الأسطح الحجرية المتناثرة التي تم تحديدها ومراقبتها خلال عمل البعثة موسم 2024، لتثبيتها ومنع مزيد من التدهور وذلك باستخدام مواد تدعيم خاصة تم اختيارها بعناية بناءاً على نوع المادة وحالة كل كتلة حجرية.

متابعة أعمال بعثة جامعة قادش الأسبانية بالكرنك

متابعة أعمال البعثة الأسبانية فى ترميم جدران ونقوش مقابر الدولة الوسطى

متابعات لأعمال البعثة الفرنسية في مقبرة بادى آمون أوبت غرب الأقصر

رصد عمل البعثة الأسبانية بترميم جدران ونقوش مقابر الدولة الوسطى

رصد أعمال البعثة الفرنسية بمقبرة بادي آمون أوبت بمنطقة جبانة العساسيف

بعثة جامعة قادش الأسبانية تجرى حفظ ومسح كتابى بمشروع التراث المستدام

بعثة جامعة قادش الأسبانية تجرى حفظ ومسح كتابى بمشروع التراث المستدام بمعابد الكرنك

البعثة الفرنسية تعمل في توصى بإزالة المخلفات من معبد الحريق في أرمنت

البعثة الفرنسية تعمل في توصى بإزالة المخلفات من معبد الحريق بأرمنت

البعثة الصينية تجرى أعمال الحفائر والترميمات في منطقة معبد مونتو بالكرنك

البعثة الأسبانية ترمم جدران ونقوش مقابر الدولة الوسطى

البعثة الأسبانية ترمم جدران ونقوش مقابر الدولة الوسطى فى الأقصر

أعمال الحفائر والترميمات في منطقة معبد مونتو في معابد الكرنك

أعمال الحفائر للبعثة الصينية في منطقة معبد مونتو في معابد الكرنك

أعمال البعثة الفرنسية بمقبرة بادي آمون أوبت بمنطقة جبانة العساسيف

أعمال البعثة الفرنسية بمقبرة بادي آمون أوبت بمنطقة جبانة العساسيف غرب الاقصر

أعمال البعثة الفرنسية بمقبرة بادي آمون أوبت بمنطقة جبانة العساسيف بالأقصر