أكدت الدكتورة تمارا حداد، الكاتبة والمحللة السياسية الفلسطينية، أن العمليات العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال في الضفة الغربية، بالتزامن مع الحرب على غزة، تهدف بشكل أساسي إلى فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة وإنهاء أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ومترابطة الأطراف.
وأوضحت تمارا حداد خلال مداخلة عبر تطبيق زووم مع قناة إكسترا نيوز، أن اليمين المتطرف في إسرائيل يعتبر الضفة الغربية جزءاً لا يتجزأ من إسرائيل الكبرى، ويستخدم الذرائع الأمنية لتنفيذ مخططات ضم معلنة وغير معلنة.
منع قيام الدولة الفلسطينية
أشارت تمارا حداد إلى أن حكومة نتنياهو تسابق الزمن لفرض وقائع جديدة على الأرض، تهدف إلى تحويل التواجد الفلسطيني إلى "معازل" سكانية منفصلة ومحاصرة بالمستوطنات، بمساحة لا تتجاوز 20%، وذلك لقطع الطريق على أي ضغوط دولية مستقبلية قد تدفع نحو حل الدولتين، الذي يعتبره اليمين الإسرائيلي تهديداً وجودياً.
استغلال الانشغال بحرب غزة
لفتت تمارا حداد إلى أن الاحتلال يستغل تركيز أنظار العالم على قطاع غزة لتنفيذ مخططاته في الضفة، حيث يقوم بتدمير البنية التحتية في المخيمات، وتهجير السكان، وإطلاق يد المستوطنين وجماعات "فتية التلال" لترهيب الفلسطينيين، مؤكدة أن الهدف هو تغيير الواقع الديموغرافى وفصل شمال الضفة عن جنوبها وربط الأغوار بالمناطق التي تسيطر عليها إسرائيل.
هندسة جغرافية وأمنية
نوهت تمارا حداد الكاتبة الفلسطينية إلى أن ما يجري هو "إعادة هندسة" للضفة الغربية أمنياً وجغرافياً بما يتلاءم مع المشروع الاستيطاني، حيث يتم التعامل مع المناطق المصنفة "ج" باعتبارها أراضي تابعة للدولة الإسرائيلية، مع رفض تام لأي تسوية سياسية أو مفاوضات قد تؤدي لتبادل أراضٍ أو انسحاب.