يلعب جهازك الهضمي دورًا محوريًا في صحتك العامة، إذ يؤثر على مناعتك، ومستويات طاقتك، وصفاء ذهنك، وصحتك على المدى الطويل، وبينما تُعد الأطعمة الكاملة أساسية للحفاظ على توازن الأمعاء، فإن جزءًا كبيرًا من النظام الغذائي الحديث يأتي أيضًا من المشروبات اليومية، من الماء والشاي إلى القهوة والعصائر والمشروبات المخمرة، ويُمكن أن يُؤثر اختيارنا للمشروبات بشكل كبير على وظيفة الجهاز الهضمي، وهو ما يوضحه تقرير موقع "تايمز أوف انديا".
وشارك الدكتور سوراب سيثي، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي المُدرب في جامعة هارفارد، مؤخرًا، رؤى مُفصلة حول كيفية تأثير المشروبات اليومية الشائعة على صحة الأمعاء، وما يجب تناوله بحذر، حيث تُركز إرشاداته على مساعدة الناس على اتخاذ خيارات مدروسة تدعم توازن الجهاز الهضمي، والصحة الأيضية.
مشروبات صحية والعادات البسيطة التى تعزز الهضم السلس والجيد ضروري للصحة العامة، والعادات اليومية البسيطة تُحدث فرقًا كبيرًا. تناول مشروبات صحية كالماء وشاي الأعشاب والمشروبات الغنية بالبروبيوتيك، إلى جانب اتباع عادات غذائية صحية، يُحسّن الهضم ويُقلل الانتفاخ ويدعم صحة الأمعاء بشكل طبيعي.
الماء الدافئ يدعم الهضم بشكل أفضل من الماء البارد
يشير الدكتور سيثي إلى أن الماء الدافئ أو بدرجة حرارة الغرفة ألطف على الأمعاء من الماء المثلج، فالسوائل الباردة قد تُبطئ عملية الهضم مؤقتًا وتُقلل من حركية الأمعاء، أما بدء اليوم بالماء الدافئ فيدعم سلاسة الهضم ويساعد الجهاز الهضمي على الاستيقاظ بشكل طبيعي، وهذا التعديل البسيط يُحسن الراحة، ويُقلل الانتفاخ، ويُحسن وظيفة الأمعاء بشكل عام.
لا تتناول القهوة على معدة فارغة
على الرغم من فوائد القهوة الصحية، يُحذر الدكتور سيثي من الإفراط في تناولها، خاصة على معدة فارغة، فالقهوة قد تُحفز الجهاز الهضمي بشكل مفرط، مما يُسبب ارتجاع المريء، والشعور بالحاجة المُلحة للتبول، وحتى القلق، وبالنسبة للأشخاص الذين يُعانون من حساسية الكافيين، فإن توزيع أوقات تناول القهوة وتجنبها في الصباح الباكر قد يُجنبهم الشعور بعدم الراحة الهضمية.
يقدم الشاي الأخضر فوائد مضادة للالتهابات ومفيدة للأمعاء
لا يزال الشاي الأخضر من أكثر المشروبات التي لا تحظى بالتقدير الكافي لصحة الجهاز الهضمي، ووفقًا للدكتور سيثي، فهو يدعم عملية الأيض، ويساعد على توازن بكتيريا الأمعاء، ويُقلل الالتهابات، كما أن مركبه الطبيعي L-theanine يُعزز الهدوء، بينما يُعزز الكافيين اليقظة، مما يجعله بديلًا صحيًا للقهوة بالنسبة للكثيرين.
تناول الفاكهة كاملة بدلًا من شرب عصائر الفاكهة
مع أن عصائر الفاكهة قد تبدو صحية، إلا أنها تفتقر إلى الألياف وتُسبب ارتفاعًا سريعًا في سكر الدم، حيث تحتوي الفاكهة الكاملة على مضادات الأكسدة والألياف، وهذه الأخيرة ضرورية لتغذية ميكروبات الأمعاء المفيدة، وينصح الدكتور سيثي باختيار الفاكهة الكاملة بدلًا من العصائر كلما أمكن ذلك للحفاظ على توازن هضمي واستقلابي مستقر.
مشروبات الأعشاب تدعم وظيفة الجهاز الهضمي
مشروبات الأعشاب، مثل الزنجبيل والكركم والشمر، تُقدم أكثر من مجرد راحة، فهذه الأعشاب تُقلل الانتفاخ، وتُهدئ الالتهاب، وتُساعد على تقوية بطانة الأمعاء، ويمكن لتناولها بانتظام أن يُساعد من يُعانون من اضطرابات هضمية، أو بطء الهضم، أو الغازات، كما تساعد مشروبات مثل بذور الشيا والريحان في الحفاظ على انتظام الأمعاء، حيث تُشكل بذور الشيا والريحان هلامًا طبيعيًا عند نقعها في الماء، ويوضح الدكتور سيثي أن هذا الهلام يُغذي بكتيريا الأمعاء النافعة ويُحسن حركة الأمعاء، وتُعد هذه المشروبات مصادر غنية بالألياف، ويمكن أن تُحسن الهضم عند تناولها بانتظام.
الأعشاب الورقية تعمل على تقوية الهضم بشكل طبيعي
تحتوي الأعشاب الطازجة، مثل النعناع والريحان والكزبرة والبقدونس، على مركبات البوليفينول التي تُعزز صحة الهضم وتُغذي البكتيريا النافعة، ويُوصي الدكتور سيثي بتناولها نيئة وبكميات وفيرة بدلاً من استخدامها كمُزينات فقط، حيث يُمكن أن يُوفر دمج الأعشاب في الوجبات اليومية فوائد هضمية مُفيدة.
تُسلّط رؤى الدكتور سيثي الضوء على ضرورة الاهتمام ليس فقط بما نأكله، بل بما نشربه أيضًا، فالتغييرات الصغيرة والمستمرة في اختياراتنا من المشروبات تُحسن بشكل ملحوظ عملية الهضم، وتوازن ميكروبيوم الأمعاء، والصحة العامة.