التعايش مع الأمراض المناعية.. كيف يمكن التعامل مع أعراض مرض الذئبة

الإثنين، 08 ديسمبر 2025 05:00 م
التعايش مع الأمراض المناعية.. كيف يمكن التعامل مع أعراض مرض الذئبة الذئبة

كتبت مروة محمود الياس

عند الإصابة بالذئبة، فإن أول ما يواجهه المريض هو قلقٌ كبير حول كيفية التعايش مع أعراض متقلبة يصعب التنبؤ بها، فالذئبة ليست مرضًا بسيطًا أو عابرًا؛ فهي اضطراب مناعي مزمن يجعل جهاز المناعة يهاجم أنسجة الجسم نفسه، مؤديًا إلى التهابات في الجلد والمفاصل والأعضاء الداخلية بدرجات متفاوتة، إلا أن هناك  وسائل فعالة تمكّن المريض من السيطرة على الأعراض وتقليل حدتها إلى أدنى مستوى ممكن.

وفقًا لتقرير نشره موقع Tua Saúde المتخصص في المعلومات الطبية الموثوقة، فإن التحكم في الذئبة يعتمد على مزيج من الأدوية والرعاية اليومية الدقيقة، لأن المرض يمر بمراحل هدوء وأخرى من النشاط الحاد، تتطلب تدخّلًا مختلفًا في كل مرة.

 

فهم طبيعة المرض أولًا

إدارة الذئبة تبدأ من الفهم الحقيقي لطبيعتها. هذا المرض المناعي لا يُشفى نهائيًا، لكنه يمكن أن يُدار بذكاء. يتأثر الجهاز المناعي بسبب خلل في آلياته الدفاعية فيتعامل مع خلايا الجسم كأنها أجسام غريبة، ينتج عن ذلك التهاب مستمر قد يصيب المفاصل أو الجلد أو الكلى، وأحيانًا القلب والرئتين. وتختلف حدة الأعراض من شخص لآخر، لذلك يحتاج كل مريض إلى خطة علاجية فردية.

 

دور الأدوية في السيطرة على الذئبة

لا يوجد دواء يزيل الذئبة تمامًا، لكن الأدوية تقلل من نشاط المناعة وتحمي الأنسجة من التدهور.

 

من بين العلاجات الأكثر شيوعًا:

ـ مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لتسكين الألم وتخفيف تورم المفاصل.

ـ الكورتيكوستيرويدات مثل البريدنيزون التي تعمل على كبح الالتهاب بسرعة، لكنها تحتاج إلى ضبط دقيق للجرعة لتجنّب آثارها الجانبية.

ـ مضادات الملاريا مثل الهيدروكسي كلوروكين، التي تُعدّ من أهم العلاجات في تثبيت استقرار المرض وتقليل النوبات.

مـ ثبطات المناعة التي تقلل من شراسة الجهاز المناعي مثل الآزاثيوبرين والميثوتريكسات.


يقول الأطباء إن الالتزام بخطة العلاج بدقة هو الخط الفاصل بين حياة مستقرة وأعراض متكررة. إيقاف الدواء دون إشراف طبي أو تعديل الجرعة ذاتيًا قد يؤدي إلى انتكاسة خطيرة.

 

التعايش اليومي والوقاية من النوبات

من العوامل الحاسمة في نجاح العلاج أسلوب الحياة. يجب على المريض أن يتعامل مع الذئبة كرفيق دائم 

 

أهم الإرشادات اليومية تشمل:

ـ تجنّب أشعة الشمس المباشرة قدر الإمكان، لأن الأشعة فوق البنفسجية تثير نشاط المرض وتسبب الطفح الجلدي.

ـ استخدام واقٍ شمسي بدرجة حماية عالية (SPF 40 فأكثر)، وارتداء ملابس تغطي الذراعين والرقبة.

ـ الحفاظ على نمط نوم منتظم لا يقل عن 7 ساعات لتهدئة الجهاز العصبي والمناعي.

ـ تناول غذاء متوازن غني بالخضراوات والفواكه الطازجة، وتجنّب الأطعمة المصنعة عالية الصوديوم.

ـ ممارسة الرياضة الخفيفة مثل المشي أو اليوغا للمساعدة في تحسين الدورة الدموية وتقوية العضلات دون إرهاق الجسم.

 

المتابعة الطبية الدورية

ـ حتى في فترات الهدوء، لا يُنصح بإيقاف المتابعة الطبية. فالفحوصات الدورية للدم والبول تساعد على اكتشاف أي التهاب في بدايته قبل أن يُلحق الضرر بالأعضاء. كما أن ضبط الجرعات الدوائية يتم بناءً على هذه المتابعة الدقيقة. في بعض الحالات، يحتاج الطبيب إلى فحص الأشعة أو تحليل خاص للأجسام المضادة لمراقبة نشاط المرض.

 

تأثير العوامل النفسية والهرمونية

الإجهاد النفسي من أكثر العوامل التي قد تُعيد تنشيط الذئبة. لذلك يُوصى المرضى بتجنّب التوتر والبحث عن وسائل استرخاء مثل التأمل أو الدعم النفسي الجماعي.


تُظهر الدراسات أيضًا أن التغيرات الهرمونية — خصوصًا أثناء الحمل أو فترة انقطاع الطمث — قد تؤثر في نشاط المرض، ما يستلزم إشرافًا طبيًا متكاملًا بين اختصاصي الروماتيزم وأمراض النساء.

 

الدعم الغذائي والمكملات

رغم عدم وجود نظام غذائي خاص بالذئبة، إلا أن التغذية المتوازنة تُعدّ دعامة أساسية للعلاج. ينصح الأطباء بالإكثار من الأسماك الغنية بالأوميغا-3 لخصائصها المضادة للالتهاب، وتقليل تناول الدهون المشبعة. كما أن بعض المرضى قد يستفيدون من مكملات الكالسيوم وفيتامين "د" لحماية العظام، خصوصًا أثناء استخدام الكورتيزون لفترات طويلة.

 

متى يجب استشارة الطبيب فورًا؟

ينبغي عدم تجاهل أي تغير مفاجئ في الأعراض مثل ضيق التنفس، ألم الصدر، أو انتفاخ الساقين، لأنها قد تدل على مضاعفات خطيرة في القلب أو الكلى. كما يجب مراجعة الطبيب عند ملاحظة طفح جلدي جديد أو تساقط شعر شديد، فهذه العلامات قد تشير إلى نشاط جديد للمرض.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة