حذر العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب الدولي والحرب المعلوماتية، من خطورة الأوضاع الراهنة في سوريا، مؤكداً أن الأزمة السورية لم تعد تقتصر على الغارات العسكرية، بل تتحول تدريجياً إلى نموذج لـ"صراع دائم" على غرار ما يحدث في لبنان والعراق واليمن.
وأكد «صابر»، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «اليوم» المذاع عبر قناة «dmc»، أن سوريا أصبحت الآن دولة ممزقة ذات سلطة ضعيفة، وتدار فيها حروب بالوكالة لصالح قوى خارجية، مشيراً إلى غياب الحل العسكري والسياسي في الوقت الراهن لعدم وجود قوات مسلحة قادرة على بسط نفوذها بالكامل أو قوى سياسية موحدة، مما يجعل العدوان الإسرائيلي جزءاً من "إدارة الأزمة" وليس إنهائها.
وأوضح خبير مكافحة الإرهاب أن ما تقوم به إسرائيل حالياً يمثل خطوة متقدمة نحو تقسيم سوريا وفق مصالحها الأمنية، مستدعياً في تحليله مخطط "برنارد لويس" لعام 1980 الخاص بتفتيت المنطقة، حيث أشار إلى أن خارطة النفوذ الحالية تؤكد هذا التوجه؛ فتركيا تسيطر بالكامل على الشمال، وروسيا تتمسك بالساحل وميناء طرطوس لضمان إطلالتها على المتوسط، والولايات المتحدة تشرع في بناء قواعد عسكرية، بينما الجنوب السوري أصبح مقسماً بالكامل لصالح إسرائيل.
وفي تحليله للمشهد الجنوبي، لفت «صابر» إلى أن تحركات الفصائل ذات المرجعية التكفيرية (هيئة تحرير الشام) نحو الجنوب ومناطق السويداء، ومحاولتها فرض السيطرة، أدت إلى استفزاز الجانب الإسرائيلي. وأضاف أن مناطق الدروز التي كانت ترتبط بتبعية غير مباشرة لإسرائيل تاريخياً، أصبحت الآن ذات تبعية مباشرة، في خطوة تمهد للتقسيم.
واختتم العقيد حاتم صابر تصريحاته بالتحذير من سعي إسرائيل لإضرام نيران الحرب الداخلية في سوريا، مما ينذر بعودة ظاهرة "الإرهاب العابر للحدود" نتيجة لهذه الصراعات، متوقعاً عملاً عسكرياً قريباً قد يؤدي إلى تكريس تقسيم الدولة السورية بشكل نهائي.