يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة في اليوم الـ58 منذ بدء وقف الحرب، وقصف طيران الاحتلال ومدفعيته مناطق داخل وخارج نطاق قواته وفق ما يعرف بالخط الأصفر، مخالفا اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه مع الفصائل الفلسطينية في مدينة شرم الشيخ.
وأكدت وسائل إعلام فلسطينية، فجر الأحد، شن الاحتلال سلسلة هجمات جديدة، بالمدفعية الثقيلة استهدفت المناطق الشرقية لمدينة خانيونس، تزامنًا مع غارة جوية على المنطقة نفسها جنوبي غزة.
استمرار القصف الإسرائيلي
كما شنت طائرات الاحتلال الاسرائيلي غارة أخرى شرقي مخيم المغازي وسط غزة، فيما أطلقت آليات عسكرية النار بكثافة شمال مدينة رفح، في مؤشرات على توسع رقعة الهجمات وتدهور الأوضاع الميدانية.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية في مستشفيات القطاع باستشهاد سبعة فلسطينيين خلال الـ24 ساعة الماضية، خمسة منهم في مدينتي جباليا وبيت لاهيا شمالي غزة خارج نطاق انتشار القوات الإسرائيلية.
دعوة من حماس إلى الوسطاء
وردا على هذه التطورات، دعت حركة حماس الوسطاء إلى التحرك بشكل جاد وعملي لوقف الخروقات الإسرائيلية، مطالبة بانسحاب القوات الإسرائيلية ونشر قوة استقرار دولية لضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل.
في الدوحة، حذر رئيس وزراء قطر ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، من تصاعد الوضع إذا بقيت القضية الفلسطينية دون حل، مؤكدا أن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر لفترة طويلة.
وأوضح آل ثاني في منتدى الدوحة أن عملية السلام تحتاج إلى شريك حقيقي، مشددا على أنه لا يمكن أن تظل المنطقة رهينة للمتطرفين.
وأكد أن إسرائيل تتحمل مسؤولية إعمار ما دمرته في غزة، موضحًا أن قطر لن تمول إعادة الإعمار الذي تسببت فيه إسرائيل، وأن الدعم المالي القطري مخصص مباشرة للشعب الفلسطيني لضمان تلبية احتياجاته الأساسية.
ونفى رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، بشكل قاطع أن تكون دولة قطر تمول حركة حماس، واصفا هذه الاتهامات بأنها لا أساس لها ومجرد افتراءات، موضحا أن علاقة قطر بحماس بدأت قبل 13 عاما بطلب من الولايات المتحدة، وأن استضافة الحركة تعرضت على أثرها لانتقادات وهجمات.
نتنياهو بلير يبحثان مستقبل غزة
في تل أبيب، كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقاءً سريًا قبل نحو أسبوع مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير ، الذي يقود تحركات دولية لدفع رؤية خاصة بمرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة.
ووفق مصادر مطلعة للقناة الإسرائيلية، يعمل بلير على بلورة اتفاق بين نتنياهو وعدة دول عربية يهدف إلى تمكين السلطة الفلسطينية من تولي إدارة بعض المناطق داخل قطاع غزة ضمن خطة تجريبية أولية.
حجم المساعدات المصرية إلى غزة اليوم الأحد
على جانب آخر، أطلق الهلال الأحمر المصري، الأحد، قافلة «زاد العزة .. من مصر إلى غزة» الـ 88، والتي تحمل عدد من شاحنات المساعدات الإنسانية العاجلة في اتجاه قطاع غزة، بحسب ما أكدته قناة القاهرة الإخبارية.
وحملت قافلة «زاد العزة» في يومها الـ 88، أكثر من 9,250 طن من المساعدات الإنسانية العاجلة، والتي تضمنت: نحو 4,400 طن سلال غذائية ودقيق، ما يزيد عن 3,700 طن مستلزمات طبية وإغاثية ضرورية يحتاجها القطاع، ونحو 1,150 طن مواد بترولية.
وتضمنت القافلة احتياجات الشتاء الأساسية لتخفيف معاناة الأهالي، والتي شملت: أكثر من 71,200 بطانية، نحو 50,600 قطعة ملابس شتوية، 780 مرتبة، نحو 17,900 خيمة لإيواء المتضررين، وذلك وفي إطار الجهود المصرية لتقديم الدعم الإغاثي لأهالي غزة.
تصعيد إسرائيلي في الضفة الغربية
في الضفة الغربية، عم الإضراب الشامل، صباح الأحد، مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، تنديدا بقتل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت، فلسطينيين اثنين في منطقة باب الزاوية بالمدينة.
وأوضحت نائب رئيس بلدية الخليل، أسماء الشرباتي، أن الإضراب شمل جميع أرجاء المدينة وأغلق المحلات التجارية، مشيرة إلى أن البلدية ونقابة العاملين فيها أعلنت الإضراب الداخلي احتجاجًا على الجريمة، خاصة أن الشهيد زياد نعيم أبو داود (55 عاما) كان أحد موظفي البلدية، وقد قُتل خلال عمله دون أي صلة بعملية دهس. ومن المتوقع أن يتم تشييع جثمانه خلال اليوم.
وتشهد الضفة الغربية تصاعدًا مستمرًا في هجمات المستوطنين، شملت حرق الممتلكات والاعتداء على المزارعين ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم.