أنباء عن اقتراب رحيل جوهرة آبل “جونى سروجى” من منصبه القيادى

الأحد، 07 ديسمبر 2025 08:00 م
أنباء عن اقتراب رحيل جوهرة آبل “جونى سروجى” من منصبه القيادى جوني سروجي

كتبت رنا أمين

تشهد أروقة مقر آبل في كوبرتينو حالة من الترقب، بعد تقارير جديدة تشير إلى أن جوني سروجي، نائب الرئيس الأول لتقنيات الهاردوير وأحد أهم العقول التي قادت ثورة آبل في عالم المعالجات، يفكر “بجدية” في مغادرة الشركة، وبحسب تقرير مارك جورمان من بلومبرج، فقد أبلغ سروجي الرئيس التنفيذي تيم كوك بأنه يدرس مستقبله داخل الشركة، في خطوة قد تمهد لخروج وشيك من أحد أبرز القيادات التكنولوجية في آبل، وكانت أولى الشائعات حول نية سروجي الرحيل قد ظهرت في أكتوبر الماضي، حين نقل مطلعون أنه “يقيم مستقبله في الشركة”، لكن التطورات الأخيرة توحي بأن القرار أصبح أقرب من أي وقت مضى، ما أثار موجة من التساؤلات داخل وادي السيليكون.

ويعد جوني سروجي أحد الأعمدة الأساسية التي قامت عليها نهضة آبل في مجال السيليكون، انضم إلى آبل عام 2008 في مرحلة حاسمة كانت الشركة فيها تتجه لتصميم معالجاتها داخليًا،  وخلال سنواته الممتدة داخل الشركة، لعب دورًا حاسمًا في تطوير سلسلة معالجات A التي غيرت أداء هواتف آيفون، ثم قاد مسيرة الجيل الثوري من معالجات M التي باتت تشغل أجهزة ماك وآيباد، إسهامات سروجي لم تمنح آبل استقلالًا عن إنتل فحسب، بل رسخت صورتها كشركة تملك أقوى توازن بين الأداء والكفاءة، وبالنظر إلى دوره المركزي في رسم مسار تقنيات آبل الأساسية، فإن رحيله قد يشكل ضربة استراتيجية، خصوصًا في لحظة تعتمد فيها الشركة بشكل كبير على تكامل العتاد والبرمجيات لضمان تفوق أجهزتها.

وإذا اتخذ سروجي قرار الرحيل بالفعل، فسينضم إلى موجة غير مسبوقة من مغادرات القيادات العليا داخل آبل. فقد شهدت الشهور الماضية تقلصًا في صفوف المسؤولين التنفيذيين، في مشهد غير مألوف لشركة لطالما حافظت على استقرار إداري صارم، ففي يوليو أعلن مدير العمليات جيف ويليامز تقاعده، ما أدى إلى إعادة توزيع واسعة للصلاحيات داخل الشركة. أما ديسمبر فكان أكثر دراماتيكية، إذ شهد رحيل رئيس الذكاء الاصطناعي جون جياناندريا، وإعلان ليزا جاكسون وكيت آدامز خططهما لترك منصبيهما، بالإضافة إلى انتقال آلان داي، أحد أهم مسؤولي التصميم، إلى شركة ميتا، وتكشف هذه التحركات عن خروج أسماء مؤثرة من قطاعات حيوية تشمل الهاردوير والتصميم والسياسات والذكاء الاصطناعي، وكلها خلال فترة قصيرة.

وتأتي هذه التطورات فيما تواجه آبل ضغوطًا متزايدة وسط تسارع سباق الذكاء الاصطناعي، فمع أن الشركة قدمت مجموعة من الأدوات الذكية الجديدة ضمن iOS 26، فإنها تتعرض لانتقادات بأنها تتحرك ببطء مقارنة بمنافسيها مثل جوجل ومايكروسوفت المدعومة من OpenAI، وفي هذا السياق، يمثل احتمال رحيل سروجي مصدر قلق إضافي، إذ لعب دورًا محوريًا في تطوير بنية المعالجات التي تشغّل أنظمة الذكاء الاصطناعي على أجهزتها، بما في ذلك المحركات العصبية والأنوية المخصصة والعمارة المصممة للتعلم الآلي، غيابه في هذا التوقيت قد يعقّد جهود آبل لتسريع استراتيجيتها في مجال الذكاء الاصطناعي بينما يتقدم المنافسون بثبات.

وفي الوقت ذاته، يبذل تيم كوك جهودًا واضحة للحفاظ على استقرار الشركة، ورغم انتشار شائعات حول اقتراب رحيله، يؤكد جورمان أن هذه التوقعات غير دقيقة، لكن الاهتزاز في صفوف الإدارة العليا لا يسهّل مهمة كوك، ويعزز الانطباع بأن آبل تدخل مرحلة انتقالية قد تعيد تشكيل الفريق الذي قاد نهضتها خلال العقد الأخير، وحتى الآن لا يزال سروجي في موقعه، غير أن أي خطوة يخطوها في الأسابيع أو الأشهر المقبلة قد تكون ذات تأثير واسع يتجاوز حدود آبل نفسها. وإذا قرر الرجل الذي بنى إمبراطورية معالجات آبل أن يطوي صفحته داخل الشركة، فقد يشكل ذلك نهاية فصل من أهم فصول تاريخ آبل الحديث.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب