هنا وطأ المسيح ونُحت الحجر بكلمة «الله واحد».. كنيسة سخا قبلة الأمريكان والروس.. مشروع تطوير شامل لمسار العائلة المقدسة يرفع من عدد الزائرين.. ومقتنيات دينية نادرة تضع كفر الشيخ بخريطة السياحة العالمية.. صور

السبت، 06 ديسمبر 2025 11:57 ص

جانب من الوفد الروسي بالكنيسة

كفر الشيخ- محمد سليمان

تزخر محافظة كفر الشيخ، بمواقع أثرية مهمة، جعلتها قبلة الوفود السياحية، هذه الأيام، فمنذ إنشاء متحف كفر الشيخ، والترويج السياحي لكنيسة السيدة العذراء مريم بسخا، شهدت المحافظة العديد من الوفود السياحية، لزيارة الكنيسة، ومسار العائلة المقدسة، خاصة ما شهده المسار من أعمال تطوير متعددة.

كفر الشيخ وجهة تجذب السياح

أصبحت محافظة كفر الشيخ وجهة لجذب الوفود السياحية والدينية من مختلف أنحاء العالم، حيث يبرز مسار العائلة المقدسة في حي سخا، كأحد أبرز المعالم التاريخية والدينية في مصر، لمرور السيدة العذراء والسيد المسيح والعائلة المقدسة به خلال رحلتهم المباركة في أرض مصر، وجلسوا في منطقة سخا لمدة أسبوع.

وفد أمريكي ضم 41 سائحاً

شهدت الأيام الماضية وصول العديد من الوفود الأمريكية، أخرها وفد ضمن 41 سائحا، قدموا إلى كنيسة السيدة العذراء مريم الأثرية، حيث تجولوا في أروقتها وحدائقها الغنَّاء، مستمعين إلى شرح الدكتورة صفاء العبد، مدير إدارة السياحة بالمحافظة، عن تاريخ الكنيسة والمعجزات المرتبطة بها، وانتهت الجولة بالتقاط الصور التذكارية بجوار المعالم الأثرية المحيطة، في مشهد جمع بين الدهشة والروحانية.

وفد رسمى روسى ضم 54 من المطارنة

كما استقبلت المحافظة وفدًا رسميًا من الكنيسة الروسية الأرثوذكسية يضم 54 من المطارنة والأساقفة والرهبان والراهبات، في زيارة تجسد روح التقارب والمحبة بين الكنيستين المصرية والروسية، وقد عبّر الوفد الروسي عن إعجابه بحفاوة الاستقبال، مؤكدًا مكانة مصر كأرض مقدسة تجمع بين التاريخ والإيمان والجمال.

التعاون بين المحافظة ووزارة السياحة

تعمل محافظة كفر الشيخ بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار والكنيسة المصرية على تطوير مسار العائلة المقدسة، وتوفير كافة التسهيلات والخدمات اللازمة للزوار، بما يعكس القيمة الدينية والثقافية للمكان على الصعيدين المحلي والدولي.

تقديم كل أشكال الدعم للوفود السياحية والدينية

وقال اللواء الدكتور علاء عبد المعطي، محافظ كفر الشيخ،إننا نسعى لتقديم كل أشكال الدعم للوفود السياحية والدينية، لما يمثله مسار العائلة المقدسة من أهمية دينية وحضارية، ومع تزايد أعداد الزوار من مختلف دول العالم، تشهد كفر الشيخ مرحلة جديدة من التألق السياحي، حيث يتحول المسار إلى جسر روحي وثقافي يربط بين الشعوب، ويؤكد مرة أخرى أن مصر ستظل دائمًا أرض الأنبياء والسلام.

مسار العائلة مقصد السياح

وتبدأ زيارات الوفود السياحية من خلال تنفيذ برنامج يضم زيارة مسار العائلة المقدسة بسخا بكنيسة العذراء مريم، وتفقد الكنيسة والحديقة والمناطق الأثرية المجاورة، ومسار العائلة المقدسة، يعد من أهم المقاصد الدينية والسياحية في مصر، وما شهدته المسار من أعمال تطوير بجهود محافظ كفر الشيخ، ووزارة السياحة في دعم هذا المسار وتنشيط السياحة الدينية.

مشروع تطوير مسار العائلة

أكد اللواء دكتور علاء عبدالمعطي، محافظ كفرالشيخ، أن مشروع تطوير مسار العائلة المقدسة يمثل أحد أهم المشروعات السياحية والتنموية التي تنفذها الدولة المصرية، مشيرًا إلى أن كنيسة السيدة العذراء بسخا تعد إحدى المحطات المقدسة في رحلة العائلة المقدسة إلى أرض مصر، وتحمل قيمة دينية وتاريخية فريدة على المستويين المحلي والعالمي.

تطوير مسار العائلة شمل تحسين شبكة الطرق والبنية التحتية

أوضح محافظ كفر الشيخ أن أعمال التطوير شملت تحسين شبكة الطرق والبنية التحتية المؤدية إلى الموقع، وإنشاء ممشى سياحي مزود بمقاعد للراحة ولوحات إرشادية وخرائط تفاعلية بثلاث لغات، فضلًا عن تزويد المنطقة بمرافق خدمية متكاملة لتسهيل حركة الزوار والسائحين، مؤكدًا أن هذه الأعمال تأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بالاهتمام بالتراث الديني المصري وإحياء مسار العائلة المقدسة كأحد أهم المسارات الروحية في العالم.

مقتنيات دينية نادرة أبرزها الحجر المقدس

أشار محافظ كفرالشيخ إلى أن كنيسة السيدة العذراء تحتوى على مقتنيات دينية نادرة أبرزها الحجر المقدس الذي يحمل أثر قدم السيد المسيح، إضافة إلى مخطوطات جلدية وأيقونات فنية تعود إلى القرون الأولى للميلاد، وقطع أثرية نادرة توثق تاريخ الكنيسة، مما يجعلها مقصدًا للزوار من داخل مصر وخارجها، ومصدرًا للفخر لأبناء كفرالشيخ.

أكد محافظ كفرالشيخ أن الدولة ماضية في تنفيذ مشروع تطوير المسار ليكون نموذجًا عالميًا للسياحة الدينية والثقافية، يعكس عظمة التاريخ المصري ويُبرز مكانة كفرالشيخ على خريطة السياحة الدولية.

الوفد معجب بالكنيسة وما تضمه من آثار نادرة

وأعرب أعضاء الوفد عن سعادتهم بحفاوة الاستقبال، مشيدين بما تبذله الحكومة المصرية من جهود لتطوير مسار العائلة المقدسة وتيسير الزيارات الدينية، لافتين إلى أن المسار يمثل أحد أهم المقاصد الروحية والسياحية في مصر والعالم، معجبين بما تضمه كنيسة السيدة العذراء مريم من آثار ومقتنيات متعددة.

واختتم الوفد زيارته بالتعبير عن تقديره لكرم الضيافة وروح المحبة التي لمسها خلال جولته، مؤكدين أن مصر ما زالت تحتفظ بمكانتها كأرض مقدسة تجمع بين التاريخ والإيمان والجمال.

تاريخ كنيسة سخا

قال القس متياس موريس، راعى كنيسة العذراء مريم بسخا، إن تاريخ الكنيسة يعود إلى رحلة العائلة المقدسة" السيدة مريم ،ويوسف النجارـ، والطفل سيدنا عيسى عليه السلام" ، وأقامت به خلال رحلة الهروب إلى أرض مصر ، قادمة من فلسطين بأرض الشام ، عبر سيناء والشرقية وسمنود وسخا ووادى النطرون، حتى أقصى الصعيد.

وأضاف القس متياس موريس، كان كنيسة سخا، أن الكنيسة شهدت في الفترة الأخيرة توافد العديد من السياح، وومثلي الكنائس في العالم زيارات تاريخية، مؤكداً أن تاريخ سخا يعود إلى الفراعنة، وكانت تسمى "خاست"، وفى العصر اليونانى "أكسويس"، وفى العصر الرومانى كان اسمها "بلاد السباخ"، وفى القرن الـ10 سميت "يخا أيسوس"، أى القدم، ثم استقرت على اسم "سخا"، وحتى القرن الـ18 فى بداية الدولة الفاطمية كان هذا المكان ديرًا، ولم يكن قد تحول إلى كنيسة

حجر بالكنيسة عليه اسم الله الواحد وعلى الجانب الآخر آثار قدم المسيح

وقال القس متياس موريس، إن اسم سخا كان "بيخا أيسوس"، أي قدم، وكان اسمًا محيرًا للجميع، وكانت كتب التاريخ تروى أن هنا المكان الذي مرت منه السيدة العذراء وطفلها عيسى، وبالتأكيد فالمكان يحوى آثارًا لهما، وفى عام 1984 وهم يحفرون وجدوا هذا الحجر، وعليه أثر قدم السيد المسيح، وعليه "رأس عمود تاج" كعلامة له، وهذا الحجر كتب على ظهره "الله" وواحد بالحساب، ويقال إنهم كتبوا "الله واحد"، كى لا يتم تكسيرها، ويحافظ عليها، ومع ذلك أخفوها تحت الأرض حتى تم اكتشافها.

دير سخا كان يحج إليها المسيحيون

وقال المؤرخ المصري المقريزي في القرن الخامس عشر إن دير المغطس كان يحج إليه المسيحيون من سائر الأنحاء فى يوم 24 بشنس كما يحجون إلى كنيسة القيامة في القدس.

وأضاف: كانت العذراء تظهر دائماً فى هذا اليوم لذلك سمى عيد ظهور العذراء مريم، وهدم هذا الدير فى القرن الخامس عشر وتقلصت أهمية المكان وانتهت إيبارشية سخا لأسقفية.

المحافظة حريصة على جعل زيارة المسار تجربة متكاملة

وأضافت الدكتورة صفاء العبد، مدير إدارة السياحة بالمحافظة، أن المحافظة حريصة على جعل زيارة المسار تجربة متكاملة، تجمع بين الروحانية والمعرفة التاريخية، من خلال تأمين الرحلات وتوفير المرشدين السياحيين وتطوير البنية التحتية والخدمات المحيطة بالمسار.