فيسبوك
واتساب
تعد جراحات القلب فى يومنا الحالى من أكثر الجراحات انشارا على مستوى العالم، والتى تجرى بنسب نجاح عالية، لكن الوصول إلى تلك النتيجة لم يكن أمرا سهلا.
أول جراحة قلب ناحجة على مستوى العالم
في ليلة صيفة حارة من عام ١٨٩٣، طُعن شاب من شيكاغو يدعى جيمس كورنيش في صدره، ونقل على وجه السرعة إلى مستشفى بروفيدنت. عندما بدأ كورنيش يُصاب بصدمة، ف تلك اللحظة اشتبه الدكتور دانيال هيل ويليامز، في وجود جرح أعمق قرب القلب.
ووفقا لموقع " American heart association"، قرر وليامز إجراء الجراحة، و طلب من ستة أطباء المراقبة أثناء إجراء العملية، في غرفة عمليات ضيقة، وتحت تأثير تخدير بدائي، فحص ويليامز الجرح بين ضلعين، كاشفًا عظم القص، قطع غضروف الضلع، وصنع فتحة صغيرة للقلب، تحتها وجد شريانًا ثدييًا داخليًا أيسرًا متضررًا فخاطه، ثم بفحص غشاء التامور (الكيس المحيط بالقلب)، لاحظ أن السكين قد ترك جرحًا غائرًا بالقرب من الشريان التاجي الأيمن.
ولأن القلب كان ينبض، غسل ويليامز الجرح بمحلول ملحي، وأمسك حافتي الجرح النابض بالملقط، وخاطهما معًا، بعد 51 يومًا فقط من جرحه الذي بدا مميتًا، غادر جيمس كورنيش المستشفى، ثم عاش لأكثر من 20 عامًا بعد الجراحة، وقد أشادت الصحافة بهذه العملية التاريخية، والتى كانت بمقاييس ذلك الوقت مستحيلة لعدم توافر مضادات حيوية ووسائل التخدير والرعاية المتوافرة حاليا.
وتعد تلك العملية هى أول جراحة قلب ناجحة مسجلة تاريخيا، حيث أصبح الطبيب دانيال هيل لويس رائد جراحات القلب، و في عام ١٩١٣، أصبح أول أمريكي من أصل أفريقي يُنضم إلى الكلية الأمريكية للجراحين، ثم توفي في عام 1931.
أول جراحة قلب مفتوح
اخترع الباحث والجراح الأميركى الدكتور جون جيبون ، جهاز القلب والرئة، والذى استخدمه لإجراء أول عملية جراحية ناجحة في القلب المفتوح في العالم في 6 مايو 1953 لفتاه تبلغ من العمر 18 عامًا فى مستشفى كلية جيفرسون الطبية.
ويوصل جهاز القلب والرئة بالمريض عبر أنابيب، تحمل الدم ذهابًا وإيابًا بين جسم المريض الجهاز، الذي يؤكسج الدم ويديره حتى يتمكن الجراحون من العمل على القلب، وهو الجهاز الذى تم تطويره عبر السنوات، وساعد فى إجراء العديد من الجراحات المتطورة، لعلاج عيوب القلب الخلقية، وصمامات القلب التالفة، وتمدد الأوعية الدموية الأبهري، وقصور القلب، ومرض الشريان التاجي، والمزيد من جراحات القلب المفتوح.
ورغم عدم نجاح أول تجربة للجهاز، والتى تم استخدامه فى جراحة لطفل يبلغ من العمر 15 شهرًا، والذي توفي أثناء عملية جراحية في عام 1952، لأن عيب القلب لدى الطفل أكثر خطورة مما تم تشخيصه في البداية، إلا أنه في 6 مايو 1953، استخدم جيبون جهاز القلب والرئة الخاص به لإجراء عملية جراحية لسيسيليا بافولي، وهي طالبة جامعية تبلغ من العمر 18 عامًا تعاني من عيب في الحاجز الأذيني - وهو ثقب في قلبها، بما يعد أو جراحة قلب مفتوح ناجحة على مستوى العالم.
