بينما تعتبر الكتابة الأدبية نوعًا من أنواع الهوايات، حيث يرغب البعض في تخيل مشهد روائي وأحداث درامية، حيث يرغب كل روائي في الكتابة في أنواع الأدب المختلفة والمفضلة لديه من أدب الرعب والرومانسية وأدب الطفل والأدب الساخر وغيرهم من الأنواع الأخرى، وذلك بالإضافة إلى الأعمال التاريخية أو السياسية التي توثق الأحداث الهامة، فهناك كتاب قد تعرضوا لمحاكمات قانونية بسبب أعمالهم، ومن بينهم الفيلسوف والفلكى الإيطالى الشهير جاليليو جاليلى.
كتاب حوار حول النظامين الرئيسيَّين للكون
أدَّى نشْر كتاب "حوار حول النظامين الرئيسيَّين للكون" في عام 1632 إلى صدام بين جاليليو جاليلي وبين الكنيسة الكاثوليكية، حيث تم محاكمة الفلكى الإيطالى الراحل بسبب معارضة أفكاره للكتاب المقدس، بحسب الاعتقاد الكنسى حينها، فعندما بدأ جاليليو إلى التأكيد على أن الأرض في الواقع تدور حول الشمس وليس العكس، وجد نفسه قد طعن في المؤسسة الكنسية التي كانت تقوم على أن الأرض هي مركز الكون وبالتالي الشمس هي من تدور حولها.
وفي عام 1611م ذهب جاليليو لروما، وأحسن البابا وقتها وفادته، بل لقد أحتفى به فلكيو المعهد الروماني، ولم تبدأ الأزمة الشهيرة أثناء وجوده في روما، فبعد عودته قام أحد علماء الفلك في وقتها بتأليف كتاب يتهم فيه جاليليو بمخالفة الكتاب المقدس، فرد عليه جاليليو في رسالة ونفى التهمة عن نفسه، وذلك عن طريق تأويله لنصوص الكتاب المقدس لكي يثبت أنها تتفق مع أفكاره العلمية الجديدة.

حوار حول النظامين الرئيسيَّين للكون
التحقيق مع جاليليو جاليلى
ولم يكتف جاليليو بذلك فألف عددا من الرسائل في الدين والتأويل، وانتقد احتكار كهنة الكنيسة لتفسير الكتاب المقدس، تسببت تلك الخطوة من جانب جاليليو في إثارة رجال الكنيسة ضده، ففي الخامس من فبراير لعام 1615م أحال أحد الرهبان تلك الرسائل للديوان التابع للكنيسة والمكلف بمراقبة الكتب في ذلك الوقت، فقام الديوان بالتحقيق مع جاليليو، وقد تدخل أساتذة عصره أثناء الأزمة، منهم "دلمونتي" الذي رشحه للأستاذية، وصديقه "باربريني" الذي سيصبح فيما بعد بابا الكنيسة الملقب "بأوربان الثامن"، وهم نصحوا جاليليو أن يقتصر في كلامه على التدليل والشرح العلمي فقط، ويعرض نظريته على أساس أنها فرض أكثر دقة وبساطة من الفرض القديم لبطليموس، ويترك تفسير الآيات في الكتاب المقدس لرجال الدين والكهنوت، لكن لم يستمع جاليليو لتلك النصيحة، ونشر تفسير جديد لبعض الآيات، فأعلن ديوان المراقبة له بالكف عن الجهر برأيه في الدين، فوعدهم بالامتناع، ونتيجة لتلك الأحداث أصدر الديوان في عام 1616م قراره المشهور بمنع كتاب كوبرنيكوس عن مركزية الشمس والذي كان بمثابة الملهم لجاليليو.