خلال يوم واحد انفجر «تريند» كالعادة ليست له بداية ولا نهاية، وكالعادة جذب تعليقات وتحليلات وتداخلات وتقاطعات وتحول عدد من المعلقين والمستخدمين إلى خبراء فى التعليم العالى، وأبدوا خوفا على الجامعات والتخصصات والأشياء الغالية واعتبروا أن الأمر كله خطير وعميق ويستحق كل هذا النقاش والوقت، كان هناك «بوست» يضع صورة الفنان، سامح حسين مع رئيس جامعة حلوان، والعنوان أنه تم تعيين الفنان سامح حسين أستاذا بجامعة حلوان، وقبل أن يفكر أى من الجاهزين للتعليق، فى التأكد من صحة الخبر، تعاملوا معه على أنه حقيقة، وبدأوا فى الاعتراض والتساؤل عن أحقية الجامعة فى تعيين الفنان أستاذا، وأنه غير حاصل على الدكتوراة، ما يجعله مؤهلا، وبدا العمقاء من أصحاب السوابق فى أى تعليق عن أى موضوع، بالاعتراض، وتطوع البعض بالهجوم على الفنان، وكيف هذا؟ وأين؟ وماذا؟ إلى آخر الجدل، ولم يتوقف أحد ليسأل عن صحة الموضوع.
واتضح أن الأمر كله عبارة عن كذب واضح، وهجوم باطل، وعبث «سوشيالاتى» فارغ، من هؤلاء الفارغين المتفرغين الذين يصنعون ضجيجا ويتغذون على سير الناس، وغالبا هم زبائن الفضائحيات والنميمة عن الطلاق والزواج والهجر المستمر، بيننا يُظهرون خوفا على التعليم والمصالح العامة، وهم لا يعرفون عنها أى شىء.
وبعد يومين من الهجوم الساخن «واللت والعجن»، خرجت جامعة حلوان لتنفى الأمر الذى بدأ عندما عقد قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة حلوان - بالتعاون مع أسرة طلاب بالكلية - لقاء مفتوحا بعنوان «دور الفن فى القضايا الاجتماعية»، بمجمع الفنون والثقافة بالجامعة، بمشاركة الفنان سامح حسين باعتباره خريج آداب مسرح حلوان وصورة مشرفة للجامعة، ويقدم محتوى هادفا فى عالم السوشيال ميديا، وشارك سامح وسط حضور كثيف والتقى الدكتور السيد قنديل، رئيس الجامعة، خلال فعاليات الندوة، حيث تم تكريمه كما هى العادة تقديرا لدوره، مشيرا إلى أن الجامعة وجهت له دعوة للتعاون فى إنتاج فيديوهات توعوية موجهة إلى الطلاب، ولاقت الدعوة استحسان الفنان سامح حسين، الذى أكد أهمية الفن كأداة للتأثير الإيجابى فى المجتمع، وبالفعل اتفق بيان الجامعة مع ما أعلنه الفنان سامح حسين الذى قال إن السلك الجامعى له أصول وقواعد، بما يعنى أن الأمر كله «هبد».
وبالبحث وراء الأمر، ظهر «بوست» آخر يزعم أنه تم تعيين الفنان سامح حسين وفصل أستاذ آخر، وهنا ظهر الأمر على حقيقته، حيث أن الاستاذ اتضح أنه وراء القصة، وأنه استعمل من نشر الشائعة مستخدمين اختفوا خلف المصالح التعليمية، بينما هم يساندون المفصول الذى اتضح أنه وراء القصة كلها، حيث نشرت الجامعة قرارا رسميا بتاريخ 24 نوفمبر 2025 بأنه تم فصله للانقطاع عن العمل، وبقرار من المحكمة الإدارية العليا، وليس للجامعة دخل، والمدهش أن هناك «بوست» منسوبا لأستاذ أنه تم فصله وتعيين الفنان سامح حسين، بما يكشف عن تفاصيل مثيرة من محترفى الهبد والنميمة الذين يجرون وراء أى موضوع تافه مثل طلاق وزواج وهجوم وجدل بلا أى أساس له.
ثم إن بعض من دخلوا فى الموضوع قبل أن يتأكدوا هاجموا الفنان سامح حسين لأسباب لا علاقة لها بخوفهم على التعليم العالى أو الاحترام الأكاديمى، فهم لا يفرقون بين الجامعات وقضية تزاوج النجم من المطلقة والمطرب من الفلوجر.
وبالتالى فلا أساس لهذا الهجوم على فنان يجتهد فى تقديم محتوى، أفضل كثيرا من الهراء المرمى على «تيك توك» أو غيره من منصات التواصل المزدحمة بالهراء، بل إن هناك من قدم «بوستات» وآراء منسوبة للفنان ليست لها علاقة بها، وهدفها غالبا طرف أو أطراف يضعونها هدفا لحملات أو عداء غير مبرر ، وأن هناك تعمدا لمهاجمته بلا سبب حتى ولو بناء على شائعة، وهنا نحن أمام ظاهرة اختلاط التريند بالنميمة، تماما مثلما تختلط مياه الشرب بالصرف الصحى، هذا بمناسبة ما انتشر حول وجود شبهات تلوث فى أنواع المياه المسماة معدنية.
الشاهد أن هذه الحملة من البداية للنهاية جزء من تحالف غير معلن بين مواقع التواصل وصفحات كبار النمّامين الافتراضيين، وبعض المواقع التى تسابق الصفحات فى نشر معلومات غير صحيحة، وتلهث وراء الشائعات والتريندات الفارغة للزواج والطلاق وصفحات يديرها فى الواقع صحفيون محترفون بأسمائهم أو من وراء حجاب، لكنها تمثل أبوابا خلفية للصحافة الهادفة للمشاهدات ضمن مستنقعات النميمة و صحة طلاق «الاستورى»، أو انفصال الانستجرام، والهدف هو الضجيج الفارغ بالذكاء الطبيعى والاصطناعى.
