لا حلحلة تبدو فى الأفق فيما يتعلق بالملف النووي الإيرانى؛ رغم المساعى الدبلوماسية للدفع بأطرافه للجلوس إلى طاولة المفاوضات؛ إلا أن تقدما لم يحدث؛ بينما أكدت مسئولة أممية رفيعة المستوى أن التوصل إلى تسوية تفاوضية تضمن الأهداف العامة المتمثلة في ضمان برنامج نووي إيراني سلمي ورفع العقوبات هو الخيار الأمثل المتاح للمجتمع الدولي.
وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو، إنه "على الرغم من الاختلافات الكبيرة بين الأطراف المعنية بشأن سبل المضي قدما فيما يتعلق بقرار مجلس الأمن رقم 2231 لعام 2015 وخطة العمل الشاملة المشتركة، فقد استمرت جميعها في التأكيد على أهمية الحل الدبلوماسي، وأعربت عن استعدادها العام للتواصل فيما بينها لهذا الغرض".
إطار عمل ضروري
وأشارت وكيلة الأمين العام كذلك، إلى تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أفاد بأن إيران توقفت عن تنفيذ التزاماتها المتعلقة بالبرنامج النووي بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة اعتبارا من 23 فبراير 2021.
وقالت إنه رغم ذلك، لا تزال الوكالة قادرة على التحقق من بعض هذه الالتزامات ومراقبتها من خلال الأنشطة المنفذة بموجب اتفاق الضمانات الخاص بإيران في إطار معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
وأضافت أن "الوكالة خلصت إلى أن إطار عمل متفق عليه بشكل مشترك، بدعم من الدول المعنية، ضروري لضمان أن يكون برنامج إيران النووي سلميا حصريا".
وفيما يخص التدابير التقييدية المتبقية المنصوص عليها في الملحق باء من القرار 2231، وتحديدا تلك المتعلقة بالأنشطة والتحويلات النووية، قالت ديكارلو إنه لم يتم تلقي أي ادعاءات بانتهاك هذه الأحكام خلال هذه الفترة المشمولة بالتقرير.
لكنها أشارت إلى أن مجلس الأمن تلقى ستة إشعارات بشأن التدابير التقييدية المتعلقة بالأنشطة النووية لبعض الأنشطة المتوافقة مع خطة العمل الشاملة المشتركة.
الشكوك الاسرائيلية
من جهة أخرى قال موقع "واي. نت" الإخباري، إن إيران قبل الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل، كانت تجري أبحاثاً لتطوير الجيل الرابع من الأسلحة النووية القائمة على الاندماج النووي النقي.
وأشار الموقع الإسرائيلي، أنه أُجريت في إيران أبحاث على نوع جديد تمامًا من السلاح النووي لم تتمكن أي دولة حتى الآن من إنتاجه.
وأوضح التقرير: «هذا النوع من الاندماج لا يحتاج إلى اليورانيوم أو البلوتونيوم، ولا يترك تقريبًا أي إشعاع أو تلوث نووي».
وجاء هذا التقرير في وقت تصاعدت فيه التكهنات حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني، وردود الفعل المحتملة من الولايات المتحدة وإسرائيل ودول "الترويكا" الأوروبية الثلاث (فرنسا وألمانيا وبريطانيا).
وقال سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، مايك هاكابي، يوم الخميس 18 ديسمبر، إن البرنامج النووي الإيراني يمثل محور القلق الأمني الإقليمي، معبراً عن أمله في أن تتراجع طهران عن الطريق الذي قد يؤدي إلى صراع جديد.
ذكر موقع "واي. نت" أن الدافع الدقيق وراء هذه الأبحاث غير واضح بسبب التعقيد الفني العالي للاندماج النووي النقي، لكنه طرح عدة سيناريوهات محتملة، منها: صرف الانتباه عن استمرار السعي الإيراني لإنتاج أسلحة نووية تقليدية، وتجاوز القيود الدولية على انتشار الأسلحة النووية عبر الدخول في مجال الاندماج النقي، وتراكم المعرفة والخبرة العلمية لتسهيل الوصول إلى السلاح النووي في المستقبل، إذا تغيرت الحسابات.
وأضاف أن تركيز إيران قد لا يكون على الإنتاج الفعلي للاندماج النقي، بل على اكتساب المهارات والخبرة في حل المسائل المعقدة للفيزياء النووية.
وفي 17 ديسمبر الجاري، وصف وزير خارجية إسرائيل، جدعون ساعر، إيران بأنها «تهديد لاستقرار المنطقة»، مؤكداً أن طهران لا تزال تسعى لبناء سلاح نووي.