زكى القاضى

2026.. مضمون الست وخسارة سليمان غانم!

الأربعاء، 31 ديسمبر 2025 12:19 م


سألنى صديق عزيز ماذا تقصد بما كتبت؟!، وكنت قد كتبت على السبورة في غرفة عمليات انتخابية في نهاية اليوم عبارة "صاحب المضمون يعيش دوما"، فأجبته قائلا: "صاحب المضمون، الذى يمتلك قيمة، وعلما، وثقافة، وقراءة حقيقية، هو الذى سيعيش، وتعيش سيرته دوما، أما غير ذلك فسيطويه الزمن طيا، ودون ذكر، إلا لو كانت سيرته سيئة، ومضمونه غير واضح التدرج"، مرت الشهور، وفى الأيام الأخيرة، اجتمعت مع بعض الشباب المشغولين بالعمل العام، وجدتني أتذكر تلك العبارة مرة أخرى، وقلتها بكل صدق وأمانة " يجب أن تصعدوا بمجهودكم، فالمجهود الحقيقى، هو الذى يدوم، وغير ذلك سيذهب مع من ذهب، وبالتالي قيمتكم الحقيقية، تنبع من المضمون الحقيقى بداخلكم، إلا وأنك لا تستطيع ملو ذلك المضمون، فعليك ترك هذا المكان، فهو غير مناسب لك".

كنت أستعد لكتابة بعض العبارات عن العام الماضى، وكذلك العام المقبل، ورغم أننى لا أغرق اطلاقا في الحاضر، وأقفز دوما للقادم، وهكذا عملتنا الصحافة، كل خبر عظيم، أصبح ماضيا مجرد نشره، وبالتالي علينا النظر للأمام دوما، لأن الحاضر، أو الغرق في تحليلات لا جدوى لها، لن يكون حلا على الاطلاق، إلا أننى وقفت عند لحظة معينة، هل تعلم الأجيال الحالية، ومن بعدها، أي أسماء علماء، أو شخصيات تاريخية مصرية، هل يعرفون المطربين القدامى، والأفلام القديمة، والمسلسلات، هل يعلمون أي شيئ باستثناء حياة " الريلز" التي تجعل طفلا يتعدى عمره 6 سنوات يقول لك "أنا زهقت، أنا عندى ملل"، فكيف وصل بنا الحال لذلك الشعور، إذا ما يحدث هو تجريف عقلى للشخصية المصرية، ويجب الانتباه إليه.

شاهدت الجزء الأول من مسلسل ليالى الحلمية، ولم أكن شاهدته من قبل، فوجدت فيه صراعا بين سليم بيه البدرى، والعمدة سليمان غانم، في الانتخابات ، ودفع الطرفين كلا حسب وجهة نظره في النجاح، وفاز سليم البدرى في تلك الجولة رغم أنه لم ينزل الدائرة!، وفاز سليمان غانم بعد ذلك في جولات أخرى، وهكذا كانت الانتخابات في مسلسل من أعظم مسلسلات مصر، ولم أقطع نفسى إلا بعد أن سمعت "الست" تبدع قائلة " ودارت الأيام"، وبالمناسبة فهى أغنية من 55 عاما تقريبا، واستمرت بمضمونها.

جلست مع أحد الأصدقاء نتحدث حول ما يحدث في الصومال، وماحدث في اليمن، وما يتداخل معنا في فنزويلا، وروسيا وأوكرانيا، وتطورات غزة، والسودان، وكذلك الحرب المقبلة بين ايران وإسرائيل، فنبهنى إلى أن حزب مصري أصدر بيان عن الصين وتايوان، فقلت له يبدو أن هذا الحزب له فرع في التوفيقية!!، ويخاف من تقلبات الاستيراد من الصين!!، ووقتها تذكرت أن هذا العام بدأ بانتخابات ترامب، وأمام هذا الخبر، يعجز اللسان عن أي أخبار أخرى، حتى جاء خبر إعلان الفصائل في غزة عن شهدائهم في الفترة الأخيرة، فتذكرت بداية مقالى!.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة