كانت الفرحة عامة ولم يشذ عنها إلا من قصدهم الرئيس عبدالفتاح السيسى بقراره الصارم، بكشف التجاوزات التى جرت فى انتخابات مجلس النواب، والأكيد أن المقصودين بقرار الرئيس السيسى كانوا وحدهم الذين ازعجهم هذا القرار.
وقد توقفنا وتوقف معنا العالم بأسره ترقبا لردة الفعل الشعبية المتوقعة بعد قرار الرئيس بإعادة الانتخابات فى الدوائر التى أعلنت بعد التحقيق، وقد تكون هذه أول مرة يكتشف فيها المتجاوزون أن الطريق مفتوح وبدون أية عوائق بين المواطنين، الذين منحوا ثقتهم المطلقة للرئيس، واستغاثوا به لتطهير الحياة السياسية من الفساد الذى يشوه نتائج ممارساتهم السياسية.
ومن أهم معانى هذا الموقف، أن الفاسدين والمخالفين فوجئوا بفزع بأن المواطنين يتجاهلون كل ما يجرى من سلبيات، ويتوجهون بثقة مطلقة للرئيس مباشرة، وهو ما يؤكد أن الشعب الذى كلف السيسى بحماية مصر من المخاطر التى كانت تحيط بها، خاصة خطر التقسيم كما شاهدنا بحزن وأسى ما جرى لأشقائنا، لا يفقد أبدا الثقة بأن الرئيس مع الشعب بوجدانه، وأنه لا يخشى اتخاد أى إجراء، مهما كان خطيرا لحماية المحروسة وأبنائها، ولم يقرأ الفاسدون قراءة صحيحة جوهر هذا البطل وأبرز معالمه، الشجاعة المطلقة، ومنها مثلا، مواجهته لمؤامرة التهجير لفلسطينى قطاع غزة، مؤكدا أنه خط أحمر، مما أذهل الأعداء والمتواطئين، ودفع بالقضية الفلسطينية إلى الصدارة على نطاق العالم بأسره.
توهم الفاسدون والمفسدون أن السيسى لن يفتح عليه نيرانهم، ولكنه أفسد توقعاتهم الغبية وجاهر برفضه للغش بشجاعة لم يسبق لها نظير من قبل، حاكم مصرى منذ عدة عقود، وفى ذلك رسالة إلى جانب تصحيح نتائج الانتخابات، وفق الواقع الحقيقى، تقول إنه حاز على ثقة الشعب التامة وهو ما يفسر أنه لا يزال وسيظل الملاذ الأساسى الأكبر للأغلبية الساحقة من المصريين، وفى هذا الموقف إنذار واضح بأن الطريق المفتوح بينه وبين الشعب من شأنه ردع كل فاسد أو متجاوز، والأهم أنه يرسخ ثقة المواطنين بأن اختيارهم للسيسى كان أكبر مكاسبنا على الإطلاق، وأذكر أننى منذ البداية، وبعد قراءة عبارته الرائعة: إن الإرادة المصرية لن تعلو عليها إرادة أخرى.. قلت بأعلى صوت، مع الملايين، نعم السيسى رئيسى.

