حذر اللواء أركان حرب محمد عبد المنعم، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية ورئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، من التداعيات الخطيرة لإقدام الاحتلال الإسرائيلي على الاعتراف بما يسمى "أرض الصومال"، واصفاً هذه الخطوة بأنها خرق صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهدف لزعزعة الاستقرار في القرن الإفريقي.
وأكد "عبد المنعم"، في مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز"، أن هذا التحرك الإسرائيلي يمثل "بالونة اختبار" لقياس ردود الأفعال، تمهيداً لتطبيق سيناريوهات تقسيم مماثلة في دول أخرى بالمنطقة تعاني من نزاعات، مثل سوريا، وليبيا، واليمن.
مخطط لتهجير الفلسطينيين
وأشار اللواء محمود عبد المنعم إلى وجود أبعاد خفية وراء هذا الاعتراف، حيث أوضح أن هناك اتفاقاً ضمنياً بين المسؤولين في إقليم "أرض الصومال" والجانب الإسرائيلي، قد يمهد لقبول تهجير سكان غزة إلى تلك المناطق، وهو الهدف الذي تسعى إسرائيل لتحقيقه منذ بداية عدوان السابع من أكتوبر 2023.
مفارقات القدر في الاعتراف الدولي
وسخر اللواء عبد المنعم من كون الجهات المعترفة بـ "أرض الصومال" هي تايوان (غير المعترف بها أممياً) وإسرائيل، قائلاً: "من مفارقات القدر أن تعترف إسرائيل، الدولة التي بلا حدود ولا دستور، بانفصال جزء من دولة أخرى ذات سيادة"، مشدداً على أن هذا الإجراء يتنافى كلياً مع ميثاق الأمم المتحدة الذي يقر بحدود الدول وسيادتها الموحدة.
الموقف الدولي والمطلوب حالياً
وثمّن "عبد المنعم" الرفض الدولي الواسع لهذه الخطوة، وعلى رأسه الموقف المصري الحاسم، ومواقف جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي، داعياً هذه المنظمات إلى التكاتف لفرض عقوبات دولية على إسرائيل.
كما طالب المجتمع الدولي بالضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لإلزام إسرائيل بالتراجع عن هذا النهج، مشيراً إلى أن السياسة الأمريكية المعلنة منذ عام 2005 ترفض التدخل في تقسيم الدول، إلا أنها تترك إسرائيل تتصدر المشهد لإثارة القلاقل.