أكد الإعلامي حسام الغمري أن التصريحات البريطانية الأخيرة التي تضمنها بودكاست لرئيس جهاز الاستخبارات البريطاني الأسبق، تمثل انتصاراً كبيراً للدولة المصرية وللرؤية التي طرحتها القيادة السياسية منذ ثورة 30 يونيو، مشيراً إلى أن الغرب بدأ يعترف علناً بخطئه في التعامل مع ملف جماعة الإخوان.
وأوضح الغمري، في تعليقه على التحولات الغربية تجاه الجماعة، ببرنامج الحياة اليوم، مع الاعلامي محمد مصطفى شردي، على قناة الحياة، أن المسئول البريطاني نزع لأول مرة عباءة المظلومية عن الإخوان، مؤكداً أن التنظيم يستغل الحريات الغربية ليس كجزء من التعددية السياسية، بل كأداة اختراق ناعم للدولة، وهو ما يتطابق تماماً مع تحذيرات الرئيس عبد الفتاح السيسي في عام 2013، حينما أكد أن مصر لا تحارب الدين، بل تحارب تنظيماً أيدلوجياً عابراً للحدود.
التموضع المزدوج والخداع
وأشار الغمري إلى ما وصفه بـالتموضع المزدوج الخبيث، حيث كشفت التصريحات أن الجماعة تصدر للعلن خطاباً معتدلاً ومهادناً، بينما حقيقتها عبارة عن شبكات مغلقة وتمويلات مشبوهة وتأثير سياسي خلف الستار، مما أدى إلى ظهور المجتمع البريطاني في أسوأ صوره.
سقوط ورقة البديل الديمقراطي
وشدد الغمري على أن أخطر ما ورد في الحديث هو إسقاط الجماعة كبديل ديمقراطي محتمل للأنظمة؛ حيث صرح المسؤول البريطاني ضمنياً بأن الإخوان لا يؤمنون بالدولة الوطنية ولا بالديمقراطية إلا كـ جسر عبور مؤقت، وأن الديمقراطية بالنسبة لهم مجرد أداة وليست قيمة.
واعتبر الغمري أن النقطة الأهم في هذا التحول هي الاعتراف الصريح بلغة رجال الدولة حينما قيل: نحن أخطأنا حين لم نأخذ هذا التهديد مبكراً على محمل الجد، مشيراً إلى أن بريطانيا العظمى تعترف الآن بخطئها في عدم الاستماع للتحذيرات المصرية.
واختتم الغمري حديثه بالتأكيد على أن هذا الاعتراف الغربي يُسقط ثلاث أكاذيب كبرى تم ترويجها لسنوات وهي الادعاء بأن تحذيرات مصر كانت مجرد مبالغات أمنية، وقد ثبت الآن أنها كانت حقائق، والترويج بأن الإخوان جماعة إصلاحية ديمقراطية، وقد ثبت أنهم لا يؤمنون بالدولة الوطنية، والوهم بأن الغرب يرى في الإخوان ما لا تراه مصر، بينما الواقع يؤكد الآن أن رؤية الشعب المصري وقيادته كانت هي الأصح.
وأكد الغمري أن الغرب أدرك أن كلفة الاحتفاظ بالإخوان باتت باهظة الثمن، وأن هذا التحول يحمل تطمينات لحلفاء الغرب في الشرق الأوسط ويظهر حسن نية لإعادة الاستقرار للمنطقة.