أعلنت منظمات إنقاذ عاملة في البحر المتوسط تصاعد وتيرة العنف والانتهاكات بحق المهاجرين غير النظاميين، في وقت يشهد فيه البحر واحدًا من أكثر الأعوام دموية فى تاريخ الهجرة نحو أوروبا.
رقم قياسى غير مسبوق
وسجل عام 2024 رقمًا قياسيًا غير مسبوق في عدد الضحايا، حيث لقي 10,457 مهاجرًا حتفهم أو فُقد أثرهم أثناء محاولتهم الوصول إلى إسبانيا، وفق توثيق منظمة كاميناندو فرونتيراس، وهو أعلى رقم منذ بدء رصد البيانات عام 2007. أرقام تعكس حجم المأساة الإنسانية التي تتكرر يوميًا في عرض البحر، بعيدًا عن أعين العالم.
ورغم تسجيل تراجع نسبي في أعداد المهاجرين غير النظاميين خلال الفترة الأخيرة، عزت المنظمة ذلك إلى زيادة التمويل الأوروبي الموجه لثلاث دول رئيسية بهدف كبح تدفقات الهجرة منذ دول المنشأ، إلا أن هذا التراجع لم يُترجم إلى انخفاض في أعداد الضحايا.
مسارات أكثر خطورة نحو إسبانيا
وحذرت التقارير من ظهور مسارات هجرة جديدة أكثر خطورة نحو إسبانيا، خاصة من غينيا والجزائر، مع تزايد القوارب المنطلقة من السواحل الجزائرية باتجاه جزر البليار عبر البحر المتوسط. هذا الطريق، الذي كان يُستخدم في الغالب من مهاجرين جزائرين.
وبحسب التقرير، أدى هذا التحول إلى ارتفاع صادم في أعداد الوفيات، حيث تضاعف عدد الضحايا على هذا المسار خلال 2025، مسجلاً 1,037 حالة وفاة حتى الآن.
وتبقى إسبانيا، إلى جانب إيطاليا واليونان، بوابات رئيسية لدخول المهاجرين غير النظاميين إلى أوروبا، وسط مخاطر إنسانية متصاعدة، واتهامات متزايدة للسياسات الأوروبية بأنها تركز على الردع والتمويل الأمني، أكثر من حماية الأرواح التي يبتلعها البحر بلا شفقة.