في إطار تذكير القراء بأبرز إصداراته التراثية، رشح المركز القومي للترجمة، واحدًا من أهم الكتب التي أسهمت في تشكيل الذائقة البلاغية في التراثين العربي والفارسي، وهو كتاب "حدائق السحر في دقائق الشعر" تأليف رشيد الدين الوطواط.
كتاب حدائق السحر في دقائق الشعر
يُعد هذا الكتاب من أكثر تصانيف الوطواط ذيوعًا وانتشارًا، بل من الأعمال التي كان لها أثر واضح في شهرته بين المتحدثين بالفارسية، لما يقدمه من معالجة دقيقة لفنون البلاغة، تجمع بين عمق النظر وجمال الصياغة. إذ يضم الكتاب أكثر من ثمانين نوعًا من الصناعات البديعية، مقرونة بنماذج مختارة من أبدع الشواهد الشعرية العربية والفارسية، في عملٍ أصبح مرجعًا استلهمه عدد من البلاغيين عبر العصور، واحتذى به بعضهم في مؤلفات لاحقة.
ولا يقف "حدائق السحر" عند حدود علم البديع وحده، بل يكشف للقارئ المتأمل عن رؤية شاملة لعلوم البلاغة، حيث تتداخل المزايا اللفظية مع الدلالات الفكرية، وتتحول اللغة إلى مساحة للتأمل الجمالي، لا مجرد أداة للتزيين أو التقعيد.
سلسلة ميراث الترجمة
صدر الكتاب ضمن سلسلة ميراث الترجمة، بترجمة الدكتور إبراهيم أمين الشواربي، ليعيد إحياء نص تراثي نادر يضع القارئ أمام سؤال جوهري: كيف يمكن للجمال اللغوي أن يكون طريقًا للفكر، وكيف تصغي البلاغة، حين تُحسن صناعتها، إلى روح الشعر؟
"حدائق السحر في دقائق الشعر" كتاب يقرأ البلاغة بوصفها تجربة حسية وفكرية في آن، ويقدّم الشعر باعتباره مساحة للسحر المشروع، حيث يلتقي المعنى بالدهشة، والفكر بالجمال.