تذرف الدموع على خدودنا لأسباب شتى، فربما يؤثر فينا فيلم حزين بشدة، أو موقف ما، أو حتى عند تقطيع البصل في المطبخ، وقد تكون الدموع ناتجة عن ألم ما أو ربما مجرد حساسية في يوم غائم، الكثير تذوق طعم دموعه فى مرة ما أثناء نزولها على الخد، تلك اللسعة المالحة.. لكن هل يتغير طعمها حقًا تبعًا لسبب البكاء؟ وهل يختلف البكاء العاطفي عن البكاء السعيد؟
غالبًا ما نتعامل مع الدموع على أنها مجرد "ماء مالح"، لكنها في الواقع أكثر تعقيدًا من ذلك بكثير حسب ما جاء في نشره الموقع الإلكتروني"أونلي ماي هيلث".
ما يقوله الأطباء
توضح الدكتورة شريا جوبتا، استشارية طب العيون في الهند ، أن الدموع العاطفية تختلف عن الدموع العادية، حيث تفرز الدموع العاطفية استجابةً لمحفزات نفسية شديدة، وهي تختلف كيميائيًا عن الدموع القاعدية أو الدموع الانعكاسية، وتنتج الدموع من ثلاثة أنواع متميزة وهى الآتي:
1.الدموع القاعدية: هي دموع موجودة باستمرار، تعمل كطبقة واقية تحافظ على رطوبة العين وتغذيتها.
2.الدموع الانعكاسية: هي دموع طارئة تفرز عند التعرض لمهيجات مثل الدخان أو أبخرة البصل و تتكون في معظمها من الماء، ووظيفتها غسل العين.
3.الدموع العاطفية (النفسية): تفرز هذه الدموع من الجهاز الحوفي في الدماغ استجابةً لمشاعر قوية كالحزن أو الفرح أو التوتر.
لماذا تغير العاطفة تركيبة الدموع؟
تقول استشارية طب العيون إنه غالبًا ما تفرز الدموع "الأساسية" لترطيب أعيننا، أو الدموع "الانعكاسية" لغسل آثار الدخان والبصل، لكن الدموع "العاطفية" وتسمى أيضًا الدموع النفسية تختلف تمامًا عن الدموع العادية.
أكدت الطبيبة أن هذا التغيير الكيميائي يتنج عن عدد من العوامل منها :
-هرمونات مؤثرة: تفرز الدموع العاطفية استجابةً لمحفزات نفسية قوية، وتختلف كيميائيًا عن الدموع الأساسية، وتشير الدراسات إلى أن الدموع العاطفية تحتوي على كميات كبيرة من الهرمونات والبروتينات المرتبطة بالتوتر، مثل البرولاكتين، والهرمون الموجه لقشرة الكظر (ACTH)، والإنكيفالين الليوسيني.
- منظم الجسم: لا تقتصر وظيفة هذه المركبات على المظهر فقط و تفرز هذه المركبات بشكل أساسي أثناء التوتر العاطفي للمساعدة في تنظيم استجابة الجسم لهذا الضغط.
- الدموع القاعدية مقابل الدموع العاطفية: في حين أن الدموع القاعدية هي مجرد حماية بسيطة للعين، فإن الدموع العاطفية تعمل كمنفذ للمواد الكيميائية المعقدة التي ينتجها دماغنا عندما نشعر بالإرهاق.
ما السبب وراء طعم الدموع المعدني أو المر؟
تشير د.شريا إلى أن عندما نشعر بضيق شديد، يرتفع مستوى الكورتيزول، وهو هرمون التوتر الرئيسي، في أجسامنا ولا يقتصر وجوده على الدم فحسب، بل يتسرب أيضًا إلى دموعنا ويحدث اختلال التوازن الكيميائي،لأن ارتفاع مستوى الكورتيزول يؤدي إلى تغيير التوازن الكيميائي للدموع، مما يؤثر على تركيبها من الأملاح والبروتينات ويكون طعمها معدني أو مر وقد يؤثر هذا التغيير على الطعم، فيجعل الدموع تبدو أكثر مرارة أو ذات مذاق معدني ويكون ذلك للاستثارة العاطفية، فيعد وجود الكورتيزول في دموعك انعكاسًا لاستثارتك العاطفية، وليس وسيلة لتغيير الطعم.
تضيف الدكتورة جوبتا أن البكاء يمثل راحة نفسية،لأنه ينشط الجهاز العصبي اللاودي، مما يعزز الشعور بالراحة ويساعد في دعم الصحة العامة.
تدعم دراسة أجرتها المصورة روز-لين فيشر، بعنوان "تضاريس الدموع"، فكرة أن مصدر الدمعة يغير بنيتها. فمن خلال تصوير 100 نوع مختلف من الدموع تحت المجهر الإلكتروني، وجدت أن دموع الحزن والتغيير والبصل تتبلور جميعها في أنماط مختلفة تمامًا من الدموع .