قلوبهم نور.. أطفال الفيوم المكفوفين يصنعون منتجات يدوية عالية الجودة ويتبرعون بجزء من مكسبهم للمستشفيات.. تم تدريبهم للتعرف على المنتجات بطريقة برايل.. ووزيرة التضامن تشترى جميع منتجاتهم وتقرر تسويقها.. صور

كأن النور يشع من قلوبهم تجدهم جالسين وأمامهم منتجات يدوية بتصميمات رائعة وألوان مبهجة، تتيقن بمجرد رؤيتها أن هناك أعين مبصرة إختارت بدقة جمال الألوان وتناسقها، لكن بالنظر إلى أصحاب المعروضات من الأطفال تجد المفتجئة، جميعهم أطفال من ذوى الهمم فاقدى البصر، الذين عروضهم الله عن نور البصر بنور البصيرة، فصنعوا منتجات فى غاية الروعة وبدرجة عالية من الدقة والمال لفتت أنظار جميع الحاضرين بمعرض الحرف اليدوية بمحافظة الفيوم، الذين إلتفوا حولهم لمشاهدة المعروضات ومعرفة تفاصيل حول كيفية تمكنهم من صناعتها.

الأطفال أصحاب القلوب المبصرة تدربوا على كيفية صناعة المنتجات اليدوية وتعلموا تنسيق الألوان من خلال كتابة أسماء الألوان ووصف حجم قطع المشغولات اليدوية بطريقة برايل على الصناديق الموضوعة بداخلها، ويقومون بصنع منتجاتهم الرائعة، وحولوا هذه الهواية إلى مشروع يدر دخل عليهم وعلى أسرهم من خلال بيع المنتجات.

تفاصيل بداية الفكرة

تقول الدكتورة علا الجندى صاحبة مبادرة تعليم الأطفال المكفوفين الحرف اليدوية من خلال جمعية قلوب الخير التابعة لمديرية التضامن الاجتماعى بالفيوم، أنها حاولت أن تشعل وقت الأطفال بعمل شئ يفيدهم وأخطرت ببالها فكرة تعليمهم المشغولات اليدوية، وأن يتعرفوا على الخرز وعلى الألوان وتنسيقها وكيفية صناعة منتج، وحفزتهم على تجميع مضروفهم وشراء المواد الخام وقدمت لهم الدعم المادى الكافى، وان تتحول الفكرة إلى مشروع استثمارى صغير للأطفال يشعرون من خلاله بالنجاح.

كيفية تعليم الأطفال

وقالت لمياء محمد مدربة الأطفال أن جلست لفترة طويلة مع الأطفال تشرح لهم فكرة الألوان وتنسيقها وكيفية ترتيب كل لون بجانب الآخر، وتشرح له الألوان من خلال الطبيعة المحيطة بهم، ثم علمتهم طريق عمل الخرز وتم عمل صناديق بها المواد الخام ومدون عليها الألوان وتنسيقها بطريقة برايل، كما تم تعليمهم الرسم.

وأكدت أن الأطفال توسعوا فى عمل المنتجات وبدأوا فى تسويق منتجاتهم بطريقتهم الخاصة من خلال عائلاتهم وتحولت الفكرة إلى مشروع استثمارى يدر دخل عليهم، ولفتت إلى أنه بعد انتهاء الطفل من عمل المنتج يتم تقديم الدعم النفسى له من خلال مدح منتجه ووصف جماله، ولفتت إلى أن الأطفال المكفوفين لديهم الحس اللمسى عالى جدا ولفتت إلى أن الأطفال يتبرعون بجزء من مكسبهم للمستشفيات الخيرية.

فرحة الأطفال بمنتجاتهم

وقال الطفلة منه إحدى الأطفال المكفوفين أنها تعلمت كيفية صناعة المنتجات اليدوية وكانت متحمسة للفكرة، ولا تصدق أنه بإمكانها أن تخرج منتج يدوى من صنع يديها، وأكدت أن لحظة انتهاء المنتج وخروج بشكل النهائى تكون من أكثر أوقات سعادتها، مؤكدة أنها تتعرف على الألوان وكيفية تنسيقها من خلال طريقة برايل المكتوب بها التفاصيل على الصندوق الموجود بها المواد الخام.

ولفتت منه، إلى أنها تتمنى أن يتوسع مشروعها ويكون مشروع كبير تستطيع منه أن تنفق على نفسها وتساعد أسرتها.

وقال حبيبة إحدى الأطفال المكفوفين أنها تعلمت الصناعة من خلال المدربة لمياء التى شاهدتها كثيرا وعاصمتها تنسيق الألوان وكانت تعاملهم بكل الرحمة تالرقق، وكونت لهم بطريق برايل شرح المواد الخام، ولفتت إلى أنها تشعر بالفخر بعد نجاح الفكرة وقدرتها على عمل منتج يتم بيعه وتسويقه.

جديرا بالذكر أن الدكتورة مايا مرسى وزيرة التضامن الاجتماعى زارت معرض المنتجات اليدوية للأطفال المكفوفين وتعرفت على كيفية صناعتهم للمنتجات، وأشادت بمنتجاتهم وقررت شراء كافة المنتجات بمبلغ 15 ألف جنيه، مؤكدة أنها ستعيد بيع المنتجات وسيكون العائد لهم.

وزيرة التضامن تعجب بمنتجات الأطفال

وزيرة التضامن تشتري منتجات الأطفال

النور مكانه في القلوب

الأطفال مع منتجاتهم