يستضيف ملعب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء المغربية، في التاسعة مساء اليوم، المباراة التي تجمع منتخبي مالي وجزر القمر، ضمن منافسات الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات لبطولة كأس أمم أفريقيا 2025 المقامة حالياً في المغرب، وبعيدًا عن الساحرة المستديرة تمتلك الدولتين مجموعة من أبرز الأدباء الأفارقة، وهو ما نستعرضه في السطور التالية.
أوادى حافظ
ولد أوادى حافظ فى مدينة ميسامهولى شمال عاصمة جزر القمر فى جزيرة الكبرى عام 1977، صحفى، درس الصحافة فى المدرسة العاليا للصحافة فى ليل وقانون الأعمال الدولى فى جامعة سوربون بانتيون، ويعيش فى القاهرة ويعمل فى وسائل الإعلام المحلية والدولية باللغة الفرنسية والإنجليزية والعربية والسواحلية.
ومن أشهر أعماله الأدبية رواية "وجوه القمر الأربعة" والتي تعد أول رواية تتم ترجمتها إلى اللغة العربية من جزر القمر، وفى هذه الرواية التى وصفت بأنها شديدة التميز والخصوصية، وأنها كتبت بقلم محب لبلاده لدرجة العشق، يرصد فيها الكاتب أوادى حافظ تقاليد مغرقة فى المحلية بكل دقة، راصداً تفاصيل لا نعلم عنها شيئًا.
وقيل عن رواية "وجوه القمر الأربعة" أنها رواية شديدة الإنسانية مكتوبة برهافة ورصد شديد الدقة، كأنه كاميرا ترصد بتأن كل ما يدور حولها لتجعلنا دون أن ندرى نتورط مع أبطالها كأننا نعيش معهم.

رواية وجوه القمر الأربعة
أمادو همباطى با
ولد أمادو همباطى با فى أسرة فولانية أرستقراطية عام 1900 فى بلدة باندياجرا غرب جمهورية مالى، وكانت باندياجرا عاصمة لمملكة ماسينا الشهيرة فى غرب أفريقيا، واسم "أمادو همباطى با" اسم مركب من اسمه واسم والده ولقبه، فاسمه "أمادو" مأخوذ من اسم "أحمد" أما "با" فهو لقب من القاب الفلانية.
ويعد "همباطى با" أحد أوائل المثقفين الأفارقة الذين جمعوا ودونوا وفسروا كنوز الأدب الشفوى التقليدى لأفريقيا الغربية من حكايات ونصوص وأساطير وخرفات وسيَر.
وأصبح "همباطى با" باحثاً بالمعهد الأساسى لأفريقيا فى داكار منذ عام 1940، وسفيراً لمالى فى ساحل العاج بعد الاستقلال ومستشار خاص لرئيس ساحل العاج لفترة طويلة، ثم عمل عام 1962 بالمجلس التنفيذى لليونسكو، إنما يميز همباطى با ليس أنه كاتباً فقط إنما مقدم ومريد فى الطريقة التجانية لذا نجد بصمات الدين واضحة فى كل كتاباته، منها: "يسوع كما يراه المسلم"، "حياة وتعليم شيرنو بوكار"، "لا وجود لخصومات صغيرة"، "بودييل الصغير"، و"حكاياتٌ من السوانة".
والملاحظ أيضاً إن كل كتبه وحكاياته تدور حول الموروثة لدى الشعب الفولانى المسلم الذى ينتمى إليه، فقد عمل على بناء أو إعادة بناء الحكايات الفولانية، ومن أبرزها "أمكوليل الطفل الفولانى"، "الحكاية التلقينية الفولانية وأسطورة كايدرا" و"حكايات حكماء أفريقية"، إضافة إلى كتب أخرى كـ "نعم أيها القائد" التى نشرت فى فرنسا عام 1991م، و"المصير الغريب" وغيرها.
ورحل أمادو همباطى با فى عام 1990 وهو صاحب جملة شهيرة تقول كلما مات مسن فى أفريقيا فإن مكتبة كاملة قد أحرقت.

أمادو همباطى با