شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل، مقر مؤسسات الاتحاد الأوروبي، خلال عام 2025 تصاعدًا لافتًا في وتيرة الهجمات السيبرانية التي استهدفت بنى تحتية رقمية حساسة، ما أعاد إلى الواجهة مخاوف متزايدة بشأن أمن المعلومات وقدرة الاتحاد على حماية أنظمته الرقمية في ظل عالم يتجه سريعًا نحو الرقمنة الكاملة.
أنظمة إلكترونية تتعرض لمحاولات اختراق
وبحسب تقارير أمنية أوروبية، تعرضت أنظمة إلكترونية تابعة للمفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي وعدد من الهيئات التنفيذية لمحاولات اختراق متكررة، شملت هجمات تعطيل خدمات، وتسريب بيانات، واستخدام برمجيات خبيثة متطورة قادرة على التخفي لفترات طويلة داخل الشبكات المستهدفة.
وأوضحت مصادر مطلعة أن بعض هذه الهجمات يحمل طابعًا منظمًا ويتجاوز الجرائم الإلكترونية التقليدية، ما يعزز فرضية ارتباطها بصراعات جيوسياسية بين قوى دولية تسعى لاستخدام الفضاء الإلكتروني كأداة ضغط سياسي واقتصادي. ويرى خبراء أمنيون أن استهداف بروكسل تحديدًا يوجه رسالة مباشرة إلى الاتحاد الأوروبي، باعتباره أحد أبرز اللاعبين في ملفات الطاقة والدفاع والتجارة العالمية، حسبما قالت صحيفة الموندو الإسبانية.
جهود الاتحاد الأوروبى لتعزيز دفاعاته الرقمية
من ناحية آخرى، كثّف الاتحاد الأوروبي من جهوده لتعزيز دفاعاته الرقمية، حيث أعلنت وكالة الاتحاد الأوروبي للأمن السيبراني عن حزمة إجراءات تشمل تحديث أنظمة الحماية، وتعزيز تبادل المعلومات بين الدول الأعضاء، ورفع مستوى الجاهزية للتعامل مع الهجمات المتقدمة. كما يجري العمل على تطوير تشريعات أكثر صرامة لمحاسبة الجهات المتورطة في الهجمات السيبرانية العابرة للحدود.
وتكشف هذه التطورات أن الحروب الحديثة لم تعد تُخاض فقط بالسلاح التقليدي، بل انتقلت إلى العالم الافتراضي، حيث باتت البيانات والشبكات أهدافًا استراتيجية لا تقل أهمية عن المنشآت العسكرية. ويؤكد مراقبون أن حماية الفضاء الرقمي الأوروبي أصبحت أولوية قصوى، في ظل تحول الهجمات السيبرانية إلى عنصر ثابت في معادلات الصراع العالمي.