طارق فهمى: التحركات الإسرائيلية فى القرن الأفريقى لا تُغير موازين القوى

الأحد، 28 ديسمبر 2025 08:14 م
طارق فهمى: التحركات الإسرائيلية فى القرن الأفريقى لا تُغير موازين القوى الدكتور طارق فهمى

كتب رامي محيي الدين

أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن التطورات الجارية في منطقة القرن الأفريقي تعكس تحركات كانت تُدار «خلف الكواليس» منذ فترة طويلة، قبل أن تظهر إلى العلن مؤخرًا، محذرًا من خطورة التسرع في التقييمات أو الانسياق وراء التحليلات المبسطة.

جاء ذلك خلال لقائه ببرنامج «الحياة اليوم» مع الإعلامي محمد مصطفى شردي، تعليقًا على الاجتماع الطارئ لجامعة الدول العربية، وتداعيات الحديث عن اعتراف إسرائيلي بإقليم «صوماليلاند»، في ظل توترات إقليمية متصاعدة.

 

تطورات خطيرة تتجاوز الصومال وصوماليلاند

وأوضح فهمي أن ما يجري لا يقتصر فقط على الصومال أو إقليم صوماليلاند، بل يمتد إلى منطقة القرن الأفريقي بأكملها ومناطق التماس المرتبطة بها، مشيرًا إلى وجود تحركات إقليمية ودولية، بعضها عربي، كانت تتم بعيدًا عن الأضواء، قبل أن تنكشف الآن بشكل مباشر.

 

إسرائيل تبحث عن موطئ قدم في القرن الأفريقي

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن إسرائيل تسعى منذ فترة للتمركز في منطقة القرن الأفريقي، مدفوعة باعتبارات استراتيجية، أبرزها الملف اليمني، والرغبة في إيجاد نقطة ارتكاز قريبة من البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، مؤكدًا أن هذه التحركات يجب التعامل معها بحذر شديد وتقييم مرحلي مرن.

 

هل يمثل الوجود الإسرائيلي تهديدًا حقيقيًا؟

وشدد فهمي على أن الإجابة القاطعة هي «لا»، موضحًا أن إسرائيل تمتلك بالفعل وجودًا عسكريًا وقاعدة في إحدى دول القرن الأفريقي منذ سنوات، ما يعني أن أي خطوة جديدة لن تُحدث تحولًا استراتيجيًا جذريًا في موازين القوى بالمنطقة.

 

خلافات داخل إسرائيل وتحذيرات لنتنياهو

وكشف فهمي عن وجود خلافات كبيرة داخل إسرائيل بشأن هذه الخطوة، لافتًا إلى أن استقالة رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي خلال الأيام الماضية جاءت على خلفية ملف الصومال، وليس لأسباب تتعلق بالتغييرات داخل الأجهزة الاستخباراتية، مؤكدًا أن مؤسسات أمنية إسرائيلية اعتبرت الخطوة «سياسية أكثر منها أمنية».

وأضاف أن تحذيرات وُجهت إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعدم استفزاز القوى الإقليمية الكبرى في المنطقة، وعلى رأسها مصر وتركيا، تجنبًا لتعقيد المشهد الإقليمي.

 

الملاحة البحرية تحت المجهر

وأكد فهمي أن أخطر ما في المشهد هو التهديد المحتمل للملاحة البحرية، موضحًا أن إسرائيل تضع البحر الأحمر وباب المندب ضمن أولوياتها الاستراتيجية، إلا أنها غير قادرة على تغيير المعادلة القائمة في القرن الأفريقي، نظرًا لتواجد أطراف دولية وإقليمية فاعلة في المنطقة.

 

مصر اللاعب الأقوى في المنطقة

وأشار إلى أن مصر تُعد اللاعب الأكبر والأقوى في منطقة القرن الأفريقي، متقدمًا على باقي القوى الإقليمية، مؤكدًا أن التنسيق المصري–التركي قائم بالفعل في هذا الملف، وهو ما انعكس في البيانات الرباعية والتحركات المشتركة التي تحكمها مصالح متبادلة واستراتيجية.

تعامل هادئ واستراتيجي مطلوب

واختتم فهمي حديثه بالتأكيد على ضرورة التعامل مع هذه التطورات بهدوء استراتيجي، قائم على التقييم الأمني والعسكري الدقيق، بعيدًا عن المبالغات الإعلامية أو الاستعراض السياسي، مشددًا على أن مصر تمتلك من الأدوات والخبرة ما يؤهلها لحماية مصالحها في هذه المنطقة الحيوية.

 

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة